فى عام 1893 كتب دوق فرنسى اسمه دراكور، كتابًا عن المصريين وصفهم فيه بالدونية، واتهم الإسلام بأنه سبب تدهور مستواهم الاجتماعى والأخلاقى، لأنه جعل الجميع متساوون، ولا تمييز بينهم بسبب النسب والأسرة أو الثراء، حينها رد عليه مفكرون مصريون بأن هذه المساواة التى يعتبرها الكاتب عيبًا، هى فخر المدنية الأوروبية ودرة منجزاتها الديمقراطية والعادلة، تذكرت هذه الواقعة، عندما قرأت رسالة من القارئ العزيز جلال شمس الدين، أبدى فيها استياءه من الكيانات التى بدأت تنتشر فى بر مصر، وتنسب نفسها للقبائل العربية، وتؤسس على ذلك ائتلافات ومجالس لا فائدة منها سوى مزيد من التحزب والانقسام، مما يهدد الوحدة وقبول التنوع الذى يتميز به المجتمع المصرى، وأنا أؤيد مبدأ أن كل من على أرض مصر وارتضى بنصيبه منها لا يكون سوى «مصرى»، وهذا هو النسب الجامع فوق كل اختلاف فى العرق أو اللون أو الطبقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة