أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن هناك حاجة إلى تفعيل دور رابطة الجامعات الإسلامية، وبذل مزيد من الجهد لمواجهة التشدد والغلو والتطرف الفكرى.
جاء ذلك خلال كلمته التى ألقاها، اليوم الأربعاء، فى افتتاح المؤتمر الدولى لرابطة الجامعات الإسلامية، تحت عنوان: "حاجة العالم الإسلامى إلى تفعيل دور الاقتصاد والتمويل الإسلامى" بالتعاون مع جامعة الإسكندرية، والذى حضره الدكتور جعفر عبد السلام أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية، والدكتور عصام الكردى رئيس جامعة الإسكندرية، ولفيف من رؤساء الجامعات ونوابهم وممثلى الجامعات من مختلف دول العالم.
وقال وزير الأوقاف، إن التفكير المنطقى الحر يحتم علينا إعادة النظر فى بعض الأمور التى صارت فى فكرنا وثقافتنا كالمسلمات التى لا ينبغى أن تمس، مع أنها ليست بمسلمات ولا ثوابت، لأنها مما يقبل النقاش ويحتمل الرأى والرأى الآخر.
وتابع قائلاً: "لا ينبغى لأحد أن يفرض ما يعرضه من رؤى قابلة للنقاش على أنه هو الصواب وما عداه هو الخطأ، إذ لا ينبغى لأحد أن يدعى فى ذلك امتلاك الحقيقة الكاملة أو احتكار الصواب، ورحم الله من قال من علمائنا: رأيى صواب يحتمل الخطأ، ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب، بل يمكن أن يكون كلا الرأيين على صواب عند من قال بتعدد الصواب غير أن أحدهما راجح والآخر مرجوح، فالأقوال الراجحة ليست معصومة والأقوال المرجوحة ليست مهدومة، مالم يدمغ الدليل القاطع أحد الرأيين، كما أن أحد الرأيين قد يكون راجحًا فى زمان دون الآخر أو فى مكان دون الآخر أو فى ظرف معين دون سواه، وفقًا لتغير الفتوى بتغير الزمان أو المكان أو الحال"
واقترح وزير الأوقاف تعديل مسمى رابطة الجامعات الإسلامية ليصبح اسمها رابطة جامعات الدول والمؤسسات الإسلامية، وذلك تحريرًا للاسم ولمفهوم الأسلمة معًا، فلو تفهمنا إطلاق مصطلح الجامعات الإسلامية على الجامعات التى تعنى بتدريس الشريعة الإسلامية.
وتساءل: "كيف نتفهمه بالنسبة للجامعات القائمة على تدريس العلوم التطبيقية، والبحتة، والتكنولوجية، والإكلينيكية ؟، وهل يمكن أن نقسم دراسة الطب والهندسة والكيمياء والفيزياء إلى إسلامية وغير إسلامية، فنقول هندسة إسلامية وهندسة غير إسلامية، وكيمياء إسلامية وغير إسلامية، وفيزياء إسلامية وغير إسلامية، ونتعسف فى تحميل الأمور مالا تحتمل، لنوهم أننا نحمل دون سوانا المنهج الإسلامى، وربما وللأسف الشديد أضعنا جوهر هذا المنهج حتى فى تدريسنا لهذه العلوم، ولم نعنَ العناية الكافية بآداب وأخلاق هذه المهن بالقدر الذى يحتمه ويتطلبه ديننا الحنيف الذى جاء رحمة للعالمين ووسع البشرية جميعًا بسعته ومرونته وسماحته".
واستطرد قائلاً: "اسم الرابطة ربما كان منطقيًا بالنسبة للجامعات التى انضمت إليها عند تأسيسها فإن التوسع فى التخصصات العلمية والجامعات الحديثة المنضمة إليها يحتم النظر فى إعادة التسمية على النحو الذى عرضناه".
كما اقترح وزير الأوقاف قبول عضوية الجامعات الجديدة فى الرابطة بضوابط جديدة ينظر فيها المجلس التنفيذى للرابطة، منها: (عد طلاب وأساتذة كل جامعة، ومدى الاعتراف بها فى بلدها الأم، ومدى جودة التعليم فيها)، وهنا اقترح اشتراط حصول نصف كلياتها على الأقل على شهادة الجودة والاعتماد، وعلى أن يتوج ذلك كله بالتوثيق بزيارة ميدانية للجامعة المتقدمة للانضمام للرابطة، كما اقترح أيضًا أن يتم قبول الجامعات الجديدة بالتصويت بالأغلبية المطلقة من خلال توزيع ملف الجامعة على الأعضاء القدامى ثم التصويت على قبول العضوية من عدمه، حتى لا يتسرب إلى الرابطة أى كيانات هلامية أو شبه هلامية، لا تستمد شرعيتها إلا من شرف هذه العضوية وهى غير مؤهلة لها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة