أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

بابا الفاتيكان مسلماً أكثر من المسلمين

الخميس، 26 أبريل 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشهور عن الإمام محمد عبده، أنه قال: رأيت فى أوروبا إسلامًا بلا مسلمين وفى بلدنا مسلمين بلا إسلام»، وها هو البابا فرنسيس الثانى بابا الفاتيكان يأتى فى 2018 ليؤكد هذه المقولة التى تثبت أن الدين، أى دين، لابد أن يكون قوة روحية للسلام والمحبة والخير والفضيلة والعدالة والإحسان.
 
وقف الطفل إيمانويل ليبكى فى حضرة البابا، تلعثم قبل أن يسأل، كاد أن يبكى، ففهم البابا فرنسيس أنه يخجل من طرح سؤاله على مرأى ومسمع من الناس، فقال له تعال إلىّ واهمس فى أذنى بسؤالك، ولما أتاه الصبى، احتضنه كأب وعطف عليه كقديس، وبعد أن فرغ الصبى من سؤاله قال البابا إن الطفل قال له إن أبيه كان ملحدًا ولكنه عمد أبنائه، وكان أبوه صالحًا، فهل يدخل الجنة برغم إلحاده؟
 
كان سؤال الطفل صعبًا، لكن إجابة البابا كانت مدهشة، فقال له البابا: «لا أحد يملك أن يدخل أحدًا الجنة أو يخرجه منها سوى الله، فالله هو الوحيد الذى يدخل الجنة من يشاء ويخرج منها من يشاء، ومن المؤكد أن الله كان يستحسن أعمال هذا الأب الصالحة، وفى النهاية كلنا عيال الله، والله لا يحب أن يؤذى «عياله».
 
هذا الرد هو تقريبًا نص ما قاله البابا لكنى وضعت فيه بعض الاصطلاحات الإسلامية المقتبسة من القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة لتعرف أن الله واحد، وأن الروح الحانية للإله واحدة، لكننا للأسف، نصر على فهم الله فهمًا مغلوطًا، ونتبارى فى تصويره فى أشكال كثيرة تتنافى فى غالبيتها مع أسمائه العظيمة، وتتنافى فى غالبيتها من صفاته المتعالية، فهو الرحيم الغفور العلى المتعالى الكبير الواسع الصبور الذى جمع فى غالبية أسمائه كل معانى الرحمة والمغفرة، لكن بعضنا للأسف يختصر كل هذه المعانى السامية فى «الجبار» و«المنتقم»، غير مدركين أنه ربما يكون «جبارًا» فعلًا فى قدرته على صنع الكون وتسييره، ومنتقم بالفعل من فعل يشوه تلك المعانى السامية.
 
فى كلمة البابا، تتجسد كل معانى الإسلام السامية، تتجسد قيم المحبة والسماحة والرحمة والمغفرة، يتجسد قوله تعالى: «قُلْ يَا عِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»، وتجسد تلك الصورة المحببة الحانية التى ترسم الله فى صورة «أب» يخاف على أبنائه ويغفر له، وفى الحديث «كلنا عيال الله»، وفى الحديث أنه «أحن من الأم على وليدها»، لكننا وبكل أسف نسقط كل ما فى أنفسنا من غل وحقد وسادية على الله العلى الكريم المنزه عن كل شر.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة