قال المحلل السياسي ألكسندر نازاروف، اليوم الخميس، أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أنهى زيارة الدولة التى قام بها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفا "أعتقد أنه قد آن الأوان كى نتوقف عن الضحك ونحلّل نتائج هذه الزيارة".
وتابع المحلل السياسى "أعتقد أن النتيجة الأهم وربما الوحيدة للزيارة، هى إذلال فرنسا وماكرون شخصيا، حينما داعبه ترامب أمام الكاميرات، وأزاح قشرة الشعر من على كتفه، معلّقا بالتوازى: "والآن أصبحت صبيا مهندما، فلتأكل جيدا يا صغيرى، وأطع والدتك حتى تكبر وتصبح قويا".
وأردف: "لم تتحقق أى من النتائج المنتظرة ولم يكتف ماكرون بعدم التعبير عن الموقف الأوروبى المستقل بشأن الاتفاق النووى الإيراني، بل اتفق مع رأى ترامب بالكامل، ليسقط بذلك أى دور سياسى فرنسى مستقل إلى قاع الهاوية سقوطا مدويا، عقب تصريحات الرئيس الفرنس، مؤكدا أن السبب فى ذلك، هو أن فرنسا أرادت أن تلعب الدور الذى تلعبه بريطانيا، لكن ذلك المكان محجوز لبريطانيا، وفى ظروف التحديات من جانب روسيا، والصين بالدرجة الثانية فى ظل عالم أحادى القطب فإن على أوروبا أن تتوحد.
وأوضح المحلل السياسى أنه فى هذه الأثناء، تسعى الولايات المتحدة من خلال قبضتها الحديدية إلى شحذ همة المقاومة فى معسكرها، بلى أذرع "الحلفاء" الذين يتعيّن عليهم الانصياع لها فى كل شيء، حتى ولو كان ذلك على حساب مصالحهم القومية، كما يحدث فى العقوبات على روسيا، التى تعانى من سلبياتها أوروبا وليس الولايات المتحدة، مؤكدا أن ما يحدث هو استقطاب للمواقف، وتحطيم أى إمكانية للحفاظ على الحياد، وفى هذه الظروف لا تستطيع فرنسا اتخاذ موقف مستقل فى أى من القضايا الهامة على صعيد السياسة الدولية، ما يعنى أنها بالنسبة للعالم لم تعد تختلف عن أى دولة صغيرة مثل مقدونيا أو إستونيا، بعد أن كانت فى يوم من الأيام دولة عظمى، ولا تزال حتى يومنا تحاول بشتى الطرق أن تبدو كذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة