إحنا ليه بنغرق فى شبر مية؟ سؤال أوجهه لمحافظى القاهرة والجيزة، بعد المشهد المأساوى على الطرق الرئيسية والمحاور الحيوية فى المحافظتين، شوية مطر يعملوا فينا كده؟ طرق تتقفل وحوادث تصادم بالجملة وغياب عمليات الصيانة والمتابعة على الطرق الرئيسية وازدحام وتكدس فى الشوارع، طيب المسؤولين التنفيذيين بيعملوا إيه؟ فين رؤساء الأحياء؟ فين رجال المرور؟ فين الحماية المدنية؟ فين المتابعة لحظة بلحظة من مكتب المحافظ؟ ولا المسؤولين قاعدين فى مكاتبهم المكيفة وسايبين المواطنين الغلابة يشكوا حالهم لربنا، على أساس إن الشكوى لغير الله مذلة!
هل إحنا معندناش أى استعدادات للطوارئ؟ ولا الأمور ماشية بالبركة، ولا الفهم العام عند المسؤولين التنفيذيين إن الأزمات هتحل نفسها بنفسها وهتعدى؟ الواضح إن ده اللى حصل ومازال بيحصل والدليل موجة المطر المتوسط على بعض مناطق القاهرة والجيزة، أدت إلى تراكم المياه على الطرق الرئيسية واختناقات مرورية فى محاور مهمة مثل طريق الأوتوستراد وصلاح سالم، ولأن موجة الأمطار بدأت مساء الثلاثاء وبعده الأربعاء عطلة رسمية بمناسبة عيد تحرير سيناء، كان المشهد مأساويا وكأن الموظفين فى الأحياء والمسؤولين فى المحافظتين الرئيسيتين خارج البلاد، أو كأن الكهرباء قطعت عنهم وبالتالى هم غير موجودين فى المشهد الذى يستلزم وجودهم.
قليل من المتابعة والاهتمام والعمل الميدانى، كان يمكن أن يقدم درسا بليغا فى إدارة الأزمات وهو بالمناسبة علم له أصوله وتطبيقاته وخططه لمعالجة الأزمات قبل حدوثها وبعد حدوثها، يجب على جميع المسؤولين دراسته والتوسع فيه، وفى هذا السياق، كان كل المسؤولين التنفيذيين يعلمون من بيانات هيئة الأرصاد أننا معرضون لموجة أمطار وطقس سيئ، طيب أين الاستعدادات المسبقة للتعامل مع الأزمة؟ أين عربات شفط المياه على الطرق الرئيسية؟ أين دوريات رجال المرور على المحاور؟ أين خريطة الاختناقات على مكتب الوزير؟ أين جولاته الميدانية؟ أين المتابعة لحظة بلحظة حتى انتهاء الأزمة؟ عدد من عربات شفط المياه والأوناش السريعة كان يمكن أن تجنب الناس عذاب الطرق المشلولة، وإذا أضفنا إلى المشهد تعطل المترو على الخط الرئيسى حلوان المرج يمكن أن تتخيلوا معنا كم الإحباط لدى قطاع كبير من المواطنين.
التجاهل والبطء وعدم الاجتهاد استمر لليوم الثانى عند المسؤولين فى المحافظتين، ولولا أن الأربعاء عطلة رسمية بمناسبة عيد تحرير سيناء لشهدت شوارع وطرق القاهرة والجيزة مأساة جديدة من الحوادث والاختناقات المرورية وما يترتب عليها من مخالفات جسيمة مثل السير عكس الاتجاه والحوادث والمشاجرات بل والجرائم أحيانا، ورأيت بعينى الفوضى بألف ولام التعريف على طريق الأوتوستراد يوم العطلة، زحام رهيب فى معظم مناطق الطريق وبرك مياه وسير عشوائى جنونى عكس الاتجاه من سيارات الركاب والنقل الثقيل على السواء وغياب تام لأى أعمال صيانة أو معالجة الأزمة.
يا جماعة الخير، اتقوا الله فى البلد، مش لازم الجيش يعمل كل حاجة بنفسه عشان تتعمل مظبوط، ليه المحافظين ميتابعوش رؤساء الأحياء بما يرضى الله والوطن، وليه رؤساء الأحياء ما يشوفوش شغلهم بما يرضى الله والوطن، هذا التراخى فى أداء الواجب لايتحمله البلد ولا يجب أن يكون موجودا الآن، على كل مسؤول صغير أو كبير أن يعتبر نفسه فى معركة للإنجاز والإصلاح، يعتبر نفسه فى سيناء ويواجه إرهاب الإهمال وإرهاب البيروقراطية وإرهاب التكاسل وإرهاب اللامبالاة، لأن ساعة الحساب لكل مسؤول كبير أو صغير آتية لا محالة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة