خالد عزب يكتب: الأزياء الشرفية والعسكرية فى عصر الأسرة العلوية

الجمعة، 27 أبريل 2018 10:00 ص
خالد عزب يكتب: الأزياء الشرفية والعسكرية فى عصر الأسرة العلوية غلاف الكتاب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بذل الدكتور رأفت أبو العينين مجهودًا كبيرًا ليخرج لنا كتابه "الأزياء الشرفية والعسكرية وزينتها فى عصر الأسرة العلوية".

ويرى الدكتور رأفت أبو العينين أن مصر تحررت فى عهد إسماعيل من قيد التبعية الخاصة بوجوب تبعية أزياء الجيش المصرى لمثيلتها المستخدمة فى الجيش العثمانى، وبناء عليه أمر الخديوى إسماعيل فى أوائل عام 1863م بإيفاد بعثة إلى فرنسا من خمسة عشر ضابطًا يمثلون كافة أسلحة الجيش لتقف على مدى وسائل التنظيم والتدريب فى الجيش الفرنسى، وعند الانتهاء من مهمتها عادت البعثة ومعها الكثير من المؤلفات العسكرية فى كل علم وفن، بالإضافة إلى أنواع شتى من الملابس والأسلحة لاقتباس ما يصلح منها للجيش المصرى.

 وكان أيضًا للبعثة الفرنسية التى استقدمها الخديوى إسماعيل من فرنسا عام 1846م لتنظيم المدارس الحربية أثرها فى إدخال الزى الفرنسى بالجيش المصرى، وأصدر ناظر الجهادية أوامره فى 20 ربيع أول سنة 1283ه الموافق 1866م إلى سلاح المهمات العسكرية بعدم تفصيل الملابس العسكرية على الطراز القديم، بل حسب الطراز المتبع فى فرنسا، واستمر هذا الطراز متبعًا فى الجيش إلى قدوم البعثة العسكرية الأمريكية فى سنتى 1869- 1870م، حيث اتجه الخديوى إسماعيل إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليستعير منها ضابطًا لتنظيم هيئة أركان الحرب واستبدل الزى الفرنسى بالزى الأمريكى فى الجيش المصرى.

 وبقيت هذه الأنظمة حتى سنة 1882م، وفى عام 1888م طبع قانون لبس ضباط الجيش المصرى والرتب وعلاماتها وشرائط الأكمام البسيطة والمقصبة التى توضع على الأزياء العسكرية، وكان يصرف لرجال الجيش عهد الخديوى إسماعيل ملابس صيفية وأخرى شتوية ولا تختلف ملابس الجنود عن ملابس الضباط إلا فى نوع القماش وأشغال التطريز والتقصيب.

 ففى فصل الصيف كان يصرف للجندى طقمان سترة وبنطلون من بفتة سوداء أو كتان وقميصان من القطن الملون، وأزياء داخلية، وطربوش أحمر ذو زر أسود كثيف، أما فى فصل الشتاء يصرف له جاكت وبنطلون من الجوخ الرمادى المائل إلى الزرقة، كذلك كان يرصف للجندى حزام وكبود من الجوخ ومعطف من الجوخ الرمادى.

 

وكان يصرف للضباط فى فصل الصيف الملازم الثانى طقمان من بفتة بيضاء وجاكت وبنطلون وقميصان من القطن وأزياء داخلية، طربوش وحذاء وصديران من البفتة.

 وفى فصل الشتاء كان يصرف له كبود من الجوخ الأسود ومعطف من الجوخ الرمادى، كان صغار الضباط حتى رتبة اليوزباشى يلبسون على نفقة الحكومة ولهذا السبب لم يوجد اختلاف فى نوع أو لون الأقمشة التى كانوا يلبسونها.

 وأصدر ناظر الجهادية فى عام (1282ه/ 1865م) أمرًا إلى المهمات العسكرية للقيام بعمل ملابس الضباط العظام وصرفها لهم على أن يخصم ثمنها من استحقاقاتهم حتى تكون أزيائهم جميعًا موحدة على نسق واحد، وبذلك توحد زى الضباط جميعًا صغيرهم وكبيرهم.

 

وفى بداية عهد الخديوى توفيق أصدر السلطان العثمانى فى فرمان توليته حكم مصر بعد عزل والده الخديوى إسماعيل سنة 1879م بتحديد عدد جنود الجيش المصرى بثمانية عشر ألف جندى فى وقت السلم على أن تكون رايات العساكر البرية والبحرية والعلامات المميزة لرتب ضباطهم كرايات ونياشين ضباط وجنود وقادة الجيش العثمانى، وعقب الاحتلال البريطانى لمصر بدأ الخديوى توفيق الأخذ بالأساليب البريطانية فى الملبس ووضع علامات الرتب على الكتف أما شرائط الصف ضباط فأصبحت توضع على الذراع، وكان زى الضباط يتكون من السترة البيضاء والسروال الأبيض صيفًا، وسترة من الجوخ الأزرق وسروالاً من نفس اللون شتاءً مع معطف من الجوخ الأسود وطربوش على الطراز التركى.

واستمرت الأزياء العسكرية فى عهد كل من الخديوى عباس حلمى الثانى والسلطان حسين كامل على ما كانت عليه فى عهد الخديوى توفيق، مع تغير فى الطرز الخاصة بأزياء الضباط، وتنوعت الخامات وتباينت الألوان، وارتدى الجنود وصف الضباط أيضًا أفخر قطع الأزياء الفوقانية والتحتية سواء المصنوعة من القطن أو الصوف أو الجوخ أو الحرير وحليت بزخارف متعددة واستخدم فيها القصب التطريز بكثرة، وكانت تصرف لرجال الجيش المصرى آنذاك كسوة صيفية وأخرى شتوية حيث كان يصرف مرتان فى العام وتتألف من البنطلون والسترة والقميص والصديرى، فضلاً عن أغطية الرأس سواء كانت الطربوش أو الكبود أو الخوذة، بالإضافة إلى الأحزمة والأحذية الجيدة المصنوعة من أجود أنواع الجلود المصرية أو المراكشية أو الكشمير، فضلاً عن تزويد الأزياء وتزيينها بالشرائط والأهداب الحريرية والكتافات وحاملة الرتب المعدنية أو القطيفة أو المطرزة بالخيوط الحريرية، وكانت حلل وأزياء الضباط وصف الجند تمتاز بالمظهر الجيد وامتازت بالدقة فى التصميم وجمال ودقة الزخارف، فالحفاظ على مظهر القوات الخاصة بالجيش والأسطول المحاربة دليل على شخصيتها.

أما فى عهد الملك فؤاد الأول فقد عنى عناية كبيرة بالجيش والأسطول وشهدت البلاد فى عهده نهضة كبيرة فى شتى المجالات السياسية والعسكرية والصناعية والفنية انعكست بدورها على الأزياء الخاصة بالجيش المصرى وامتاز عصره بالانفتاح على كافة الأصعدة والمستويات، فكانت له علاقات دولية فعرف بسفير مصر الأعظم، واستعان بالعديد من الخبراء والفنيين الأجانب لتطوير الصناعات الحربية، ومنها الأسلحة والأزياء والمهمات العسكرية وتنوعت طرزها ما بين الفرنسى والإنجليزى والألمانى والإيطالى والتركى والأمريكى، فضلاً عن الطراز الشرقى حيث لم يختف تمامًا من ملابس الجيش المصرى وخطت الأزياء خطوات كبيرة نحو التطور والجودة وجاءت مطابقة لملابس الجيوش النظامية الحديثة واقتبس من كافة طرز الأزياء العسكرية ما يصلح منها ويتوافق مع الذوق العام للجيش المصرى، وامتازت الأزياء بتنوعها وتباين ألوانها وطرزها ودقة زخارفها، وأضفت الأزياء العسكرية مظهرًا من مظاهر التأنق والعظمة والتمييز على رجال الجيش والأمراء وكبار القادة بالجيش المصرى.

كما استخدمت فى عصر أسرة محمد على العديد من أدوات الزينة المكملة للأزياء المدنية والعسكرية، فقد حرص حكام الأسرة ورجال دولتهم على تزيين أزيائهم بها وحرصوا على الظهور فى المحافل والمناسبات والمواكب المختلفة فى أبهى صورهم وأجمل حللهم وكامل زينتهم، ولقد تعددت أدوات الزينة وخاماتها وزخارفها وشعاراتها وأساليبها الصناعة والفنية، فلقد ورد إلينا خلال تلك الحقبة مجموعات قيمة وثمينة من أدوات الزينة النادرة.

وفيما يلى نستعرض بالوصف والتحليل مجموعة من أدوات الزينة المكلمة لكسوات التشريفة المدنية والعسكرية عصر الأسرة العلوية، المحفوظة بمتاحف القاهرة والإسكندرية، والتى جاءت على النحو التالى:

تُعد الأوسمة والنياشين من التحف ذات الأهمية التاريخية والفنية، فهى من أدوات الزينة المكملة للزى ومظهر من مظاهر التأنق.

يرتبط حمل الأوسمة والنياشين والميداليات أو علاماتها مع كسوات التشريفة العسكرية فى المناسبات والمواكب والمحافل المختلفة قواعد نصت عليها قوانين الجيش فيحملها الضباط فى هيئة التشريفة الكبرى، وكذلك فى هيئة التشريفة الصغرى، كما تحمل الميداليات والنياشين المصغرة مع أزياء السفرة، كما تحمل مع هيئة التشريفة والاحتفالات والاستقبالات، وتوضع الأوسمة والنياشين والميداليات أو علاماتها على الجهة اليسرى من الصدر، ويلبس الجنود أيضًا الميداليات والنياشين عند خروجهم للتنزه أو بدل الفسحة فى أيام الجمع والأعياد وفى أثناء الإجازات، وتحمل النياشين والأوسمة والميداليات فى خط أفقى من الخارج إلى الداخل أى من (الكتف إلى منتصف الصدر من أعلى إلى أسفل) بأن تعلق من خلال دبوس (علاقة) بين زرى السترة الأولى والثانية وأحيانًا على محازاة رمانة الكتف، وينبغى ألا يتجاوز طول شريط النيشان أو الميدالية بمقدار بوصة واحدة إلا إذا قضى تعدد المشابك بإطالتها إلى ما يزيد على ذلك، عندما يتعذر تعليق العديد من النياشين فى العلاقة وكان يصنع الشريط من الساتان السادة أو المتموج بحيث تكون زاهرة للنظر، وكان يتم تعليق بعضها فوق بعض، بحيث يركب جزء من النيشان الواحد فوق جزء من النيشان الآخر، ولكن عندما تحمل العلامات فقط لا توضع بعضها فوق البعض بل يؤلف منها صنف آخر.

وتحمل الأوسمة والنياشين والميداليات العثمانية والمصرية والأجنبية حسب الترتيب التالى:

1-النياشين والأوسمة السلطانية.

2- الميداليات السلطانية.

3- النياشين والأوسمة المصرية.

4- الميداليات المصرية.

5- النياشين والأوسمة الأجنبية.

6- الميداليات الأجنبية.

وكانت القواعد المنوطة بحمل الأنواط والنياشين تلزم حامليها الالتزام بتلك القواعد وتنفيذها بمنتهى الدقة، وقد بلغ عدد الأوسمة والأنواط والنياشين المصرية عصر الأسرة العلوية إحدى عشر نوعًا جاء ترتيبها الرسمى على النحو التالى، وفقًا لما ورد فى كتاب المراسم الملكية، وهى:

1-نيشان محمد على باشا.

2- نيشان الخديوى إسماعيل.

3- نيشان النيل.

4- نجمة الملك فؤاد العسكرية.

5- نيشان الزراعة.

6- نيشان المعارف.

7- نيشان الصناعة والتجارة.

8- نيشان الكمال.

9- نوط الجدارة والاستحقاق.

10- نوط الواجب.

11- نوط الرضا.

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة