أحمد إبراهيم الشريف

عن العراق وأشياء أخرى.. ما قاله كازو إيشيجورو فى خطاب نوبل

الجمعة، 27 أبريل 2018 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما الذى يقوله الحاصلون على جائزة نوبل للآداب فى كلماتهم التى يلقونها فى الأكاديمية السويدية، إنهم يقولون الكثير، وهنا، نسرد جزءا من كلمة الكاتب العالمى كازا إيشجورو الحاصل على الجائزة 2017 من ترجمة باسم محمود.

 

إننى جزء من جيل كان ميالا إلى التفاؤل، ولم لا؟ فقد شهدنا من يكبروننا سنا وهم يحولون أوروبا من مكان يغص بالأنظمة الشمولية، وبالإبادة الجماعية، وبالمذابح غير المسبوقة تاريخيا، إلى بقعة من الأنظمة الليبرالية الديمقراطية تحسد عليها، تحيا فى صداقة لا تفصل بينها الحدود.

 

لقد شاهدنا الإمبراطوريات الاستعمارية القديمة تتقوض أركانها حول العالم، بغطرستها البغيضة التى كانت توطدها، لقد شاهدنا تقدما ذا دلالة فى الحركة النسوية، وحقوق المثليين، ومعارك على جبهات كثيرة ضد العنصرية، لقد شببنا على خلفية النزاع الجبار (الأيديولوحى، والعسكرى) ما بين الاشتراكية والشيوعية، وكنا شاهدين على ما كان يؤمن كثيرون بأنه خاتمة سعيدة.

 

غير أنه يبدو، الآن، وبالعودة إلى الماضى، إلى عهد سقوط جدار برلين، كأنه عهد الفرص الضائعة، الرضا بالوضع القائم. فأشكال عدم المساواة البينة (من الفرص والثروات) سمح لها بأن تنشأ فيما بين الأمم، وفى داخل الأمم على وجه الخصوص، فالغزو المشئوم للعراق، فى 2003، وسياسات التقشف لسنوات طويلة  تبعت الانهيار الفاضح عام 2008، التى كانت تمارس - إجبارا - على أشخاص عاديين، قد باءت بنا إلى حاضر تشيع فيه أيديولوجيات اليمين المتطرف والقومية القبلية. فالعنصرية - فى أشكالها التقليدية، وفى نسخها المعصرنة والمروجة بشكل أفضل - آخذة فى الانبعاث مجددا، تستعر أسفل شوارعنا المحتضرة، مثل وحش مدفون يبعث من قبره.

 

بالنسبة إلى الوقت الراهن، يبدو أننا نفتقر إلى أى سبب متين كى نتوحد، وعوضا عن هذا حتى فى أنظمة الغرب الديمقراطية الثرية، ننشق إلى معسكرات متبارية، ومن موقعنا فيها نتبارز على مصادر الثروات والسلطة، على نحو مرير. وقرب المنعطف (أم ترانا – بالفعل، تجاوزنا هذا المنعطف؟) تقع التحديات التى تطرحها الفتوحات المذهلة فى العلوم، وفى التقنية، وفى الطب. التقنيات الجينية  الجديدة وتطورات الذكاء الاصطناعى، والربوتات، سوف تجلب لنا منافع مدهشة للحفاظ على الحياة، غير أنها قد تخلق أنظمة متوحشة، معطاءة وفردية فى آن معا، تماثل التمييز العنصرى، وبطالة هائلة، تشمل، فيمن تشمل، تلك النخب المحترفة الحالية.

 

ها أنا ذا رجل فى الستينات من عمرى، أفرك عينى، وأحاول أن أبصر الحدود الفاصلة لهذا العالم، القائم فيما وراء الضباب، والذى لم أرتب فى أنه كائن، حتى الأمس، هل باستطاعتى، أنا الكتاب المضنى، المنتمى إلى جيل منهك ثقافيا أن ألفى قدرة كى ألقى نظرة على هذا المكان الغريب؟ أفى جعبتى شىء باق.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة