الكى بـ«الرجل» من أقدم المهن الموجودة فى مصر، والتى قاربت على الاندثار، رغم أنها الأداة الأقوى فى الكى، وعلى الرغم من ذلك مازال هناك الكثير يحرصون على كى ملابسهم عند «مكوجى الرجل» حتى الآن.
وعلى الرغم من التقدم الكبير الذى شهدته مهنة المكواة حديثًا بعد ظهور الكى بالبخار، والآلات الحديثة التى يستخدمها المكوجى الحديث، فإن أصحاب تلك المهن مازالوا متمسكين بها برغم قلة دخلهم، وأصبحت محال «مكوجى الرجل» مثل العملة النادرة.
يقول عم رفعت محمود إسماعيل، صاحب المحل الصغير الموجود بمنطقة الجمالية: «أنا أقدم مكوجى رجل فى مصر، اللى علمنى الصنعة توفى من زمان، أنا اشتغلت فى المهنة وأنا عندى 6 سنين، وشغال فيها بقالى 66 سنة، وشوفت فيها الأمرين، يعنى عشان تتعلم الصنعة مش بالساهل وتعليمها زى اللى داخل أولى ابتدائى بالظبط، فالصنايعى الماهر هو الذى يتحكم فى درجة حرارة المكواة المناسبة لكل قماشة، بداية من الحرير والقطان والقطن والصوف.. إلخ».
ويستكمل عم رفعت: «مفيش حد جه اشتغل وعرف يمشى على النهج بتاعى بتاع زمان، الواحد لما بيفتح الصبح لازم يقعد ساعتين يحضر فى المكواة، كنت بنزل أشتغل من الساعة 6 الصبح لما كان القميص بقرش تعريفة، وكنت بعمل 90 قميص بـ45 قرش، أنا كويت الجبة والقفطان والعباية بتاع سيدى سلامة بتاع طريقة الحامدية الشاذلية، والفرق بين المكواة الرجل والبخار إن اللى بيكوى بالبخار ده متعلمش يعنى إيه كوى، والشباب مش هيصبر على الشغلانة دى، الصنعة بتنقرض والمكواة ديه وزنها 75 كيلو، وأتحدى أى شاب يكوى بيها، المكواة الرجل ليها زبونها، وناس مراكز كبيرة بتجيلنا لأنها تعرف قيمة المكواة الرجل، أدفع 100 جنيه لأى واحد بيكوى بالبخار من الشباب بتوع اليومين دول لو عرف يكوى بنطلون جينز زى اللى بنكويه».
