"الدى جى" يزاحم القراء على كرسى التلاوة.. ارتفاع تكاليف الحفلات يجعل الأسر تلجأ إلى التلاوات المسجلة.. نقابة القراء: أجور بعض المقرئين تتعدى 25 ألف جنيه فى الليلة.. وتؤكد: قرى كاملة تخلت عن سرادقات المباهاة

السبت، 28 أبريل 2018 10:20 ص
"الدى جى" يزاحم القراء على كرسى التلاوة.. ارتفاع تكاليف الحفلات يجعل الأسر تلجأ إلى التلاوات المسجلة.. نقابة القراء: أجور بعض المقرئين تتعدى 25 ألف جنيه فى الليلة.. وتؤكد: قرى كاملة تخلت عن سرادقات المباهاة القارئ الراحل الشيخ مصطفى اسماعيل
كتب – إسماعيل رفعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

القرآن واحد، بأحكامه ومعانيه، والقراء متنوعون ولكل قارئ مستمعيه حبا فى أدائه وصوته، إلا أن التكنولوجيا التى خدمت الكثير أضرت بالبعض وسط الظروف الاقتصادية الصعبة، وجعلت بعض الأسر تستبدل قراء مشاهير بتشغيل الـ"دى جى" لتلاوات مسجلة لنفس القراء، وبأجر أقل كثيرا وقد لا يتعدى 500 جنيه فى الحفلة أو العزاء بدلا من آلاف الجنيهات.

 

ورغم الفارق بين حس القارئ الذى تشاهده أمامك، وبين مادة مسجلة لنفس القارئ، إلا أن العامل الاقتصادى أثر على الشكليات كون التضحية بالشكليات أولى من التضحية بالحاجات الأساسية للإنسان.

 

التغيرات الاقتصادية جعلت الأسر تتخلى عن الشكليات
 

وتمكنت التغيرات الاقتصادية، وبروز الشكليات على المضمون من التخلى عن عادات قديمة وثقافة حب الاستماع إلى كبار القراء والقراء الصاعدون، وسط رواج المشهد بالهواة على غير المستوى.

87380-صوان-عزاء
صوان عزاء
 

من جانبه علق الإذاعى بهاء عبادة، المذيع بشبكة القرآن الكريم، على الأمر مؤكدا أن ما يقارب من 30% من المصريين بدأوا يتخلون عن الشكليات فى إقامة المآتم والعزاءات والمناسبات المكلفة ما جعلهم يتخلون عن استقدام قارئ للقراءة فى الحفلات لارتفاع التكلفة.

 

وأضاف عبادة، لـ"اليوم السابع" أن هناك قرى بأكملها ألغت إقامة الحفلات التى كانت تكلف 20 ألف جنيه فى الليلة فى المتوسط واستبدلتها بـ"دى جى" يكلف 300 أو 400 جنيه فى الليلة ويؤدى نفس المهمة.

 

المادة المسجلة تقدم كبار القراء مجانا فلماذا تتكلف الأسر؟
 

وأوضح عبادة، أنه مع تقليل التكلفة فى الشكليات، حيث أن القرآن واحد، خاصة أم المادة المسجلة تقدم كبار القراء الموجودين والراحلين ممن يحب الناس الاستماع إليهم دون جهد أو تكاليف.

 

فيما أكد محمد الساعاتى، المستشار الإعلامى لنقابة القراء، أن قرى محل الدمنة ومنية محل الدمنة استغنت عن القراء فى المناسبات وخاصة بعد رحيل القارئ الإذاعى حمدى الزامل وهو من أبناء هذه المنطقة حيث يقوم ما يقارب من 20 مسجدا بتشغيل تلاوته فى قرآن الجمعة وكذلك فى عزاءات هذه المنطقة المجاورة لمدينة المنصورة.

 

قرى كاملة تتخلى عن شكليات وسرادقات المباهاة
 

وأضاف الساعاتى، لـ"اليوم السابع"، أن قرى محل الدمنة ليست وحدها من يلجأ إلى الـ"دى جى" بل هناك قرى ميت غريطة بالسنبلاوين تلجأ إلى الـ"دى جى" لدرجة أن أحد أبناء القرية وهو قيادى بنادى المنصورة أقام عزاء وأتى بقارئ كبير ولم يجد معزين لرفض أهالى القرية إقامة عزاءات مكلفة، أو التفاخر فى مثل هذه الظروف.

363017-حسن-سليمان-رئيس-شبكة-القرأن-الكريم
د. حسن سليمان-رئيس شبكة القرأن الكريم
 

وأضاف الساعاتى، لـ"اليوم السابع" أنه وفى المقابل نجد أن هناك من يأتى بقراء كبار يتقاضون من 12 لـ30 ألف جنيه فى قراءة الليلة الواحدة، وقد يأتى بقارئين، كما يقوم البعض بذبح الماشية وإقامة موائد المكلفة جدا وإقامة عزاءات نسائية فى القرى.

 

الـ"دى جى" حل موفر مع مقاعد خشبية مستعارة لاستقبال الضيوف
 

ولفت الساعاتى، إلى أن عدد غير قليل يلجأ إلى تشغيل دى جى فى عزاء يقام أمام منزله مع استقباله للضيوف على مقاعد خشبية يقوم بتأجيرها أو استعارتها من دور مناسبات المساجد كونه لا يستطيع أن ينفق على عزاء مكلف.

 

وأوضح الساعاتى، أن القراء الكبار تزيد أجورهم فى كثير من الأحيان عن 20 ألف جنيه وبعد الاتصال بهم يقوم صاحب الحفل بوضع المبلغ فى حساب القارئ فى البنك حتى يضمن حقه، حيث يلجأ البعض لذلك من باب التفاخر ففى الوقت الذى تبتعد قرى عن هذا الشكل من الحفلات تتنافس قرى أخرى فى ذلك، فمبا بين احتفالية أو مأتم يكلف من 3 إلى 5 آلاف فى الليلة الواحدة فى المتوسط وقد يكون بألف جنيه إلى ليلية تكلف 100 ألف جنيه وقد تتعدى ذلك لضعفين فى بعض الحالات.

 

أجور القراء تتعدى 25 ألف جنيه فى الليلة
 

ولفت الساعاتى، إلى أن المجاملات لها جانب من المشهد حيث يتفاجئ أهل المتوفى بقيام صديق أو زميل مهنة بالاتفاق مع قارئ للتلاوة بمناسبة خاصة بهم من باب المجاملة بأجر قد يتعدى الـ25 ألف جنيه.

الازهر
الازهر
 

الشيخ سراج عبدالله، قارئ ومبتهل، وأحد رواد تلفزيون الصعيد، يؤكد أن 50% من العائلات تخلوا عن عادات إقامة محافل التلاوة وإحلال الـ"دى جى" محلها نظرا للظروف الاقتصادية وتخلى الأجيال الحالية عن ثقافة آبائهم وأجدادهم، مع تراجع السهرات الرمضانية بنسبة 20%، لافتا إلى أن الاستغناء عن القارئ مقبول فى المآتم بينما لا يقبل فى السهرات الرمضانية.

 

العائلات الكبرى تتمسك بالشكليات والسهرات الرمضانية
 

وأضاف لـ"اليوم السابع"، أن العائلات الكبرى تتمسك بهذه العادات بل وتقيم سهرات رمضانية خاصة بهم، مشيرا إلى إقامة عائلات فى الصعيد لسهرات قرآنية طوال شهر رمضان يستقبلون خلالها أهل المنطقة أثناء تلاوة القارئ للاستماع إليه.

 

ولفت إلى أن قرية واحدة تضم 5 عائلات كبرى تقيم سهرات رمضانية طوال الشهر الكريم، لافتا إلى أنه ورث هذا عن والده حيث يرتبط مع أحد أحد العائلات لتلاوة سهرات شهر رمضان، لافتا إلى أن الأجيال الحالية لا تهتم بهذه الشكليات.

 

التنافسية والمباهاة جزء من المشهد
 

وقال: هذا ميراث الآباء والأجداد وتم التكيف مع وسائل التكنولوجيا واستخدام الصوتيات الحديثة فبدلا من أن تقلل من الطلب على القراء باتت تعاون القراء فى التلاوة.

 

وقال حسن سليمان رئيس شبكة القرآن الكريم: أن الناس محبون للقراءة وللقرآن ولأهله، وكلما أذيعت أمسية دينية فى الصعيد أو بحرى نجد الجمهور يطلب المزيد والمزيد.

 

إذاعة القرآن الكريم ترى أن الـ"دى جى" يشغل الشوق إلى الاستماع إلى التلاوة الحية
 

وأضاف سليمان، لـ"اليوم السابع"، أن الـ"دى جى" وغيره يشعل الشوق داخل الناس للاستماع إلى القارئ نفسه حبا فى القرآن وفى التلاوة الحية وخاصة فى شهر رمضان الكريم.

 

وأشار سليمان، إلى أن شهر رمضان حافل بالمناسبات ومنها غزوة بدر وفتح مكة، ونزول القرآن، وليلة القدر وكل ذلك يدفع الشوق فى النفوس إلى الاستماع إلى القرآن والمدائح الدينية وإذاعة القرآن الكريم تقدم ذلك ومعه وعظ دينى لأحد العلماء فى الأمسيات الدينية، كما أن الأمسيات لا تنقطع طوال العام.

 

الشيخ مصطفى اسماعيل
الشيخ مصطفى اسماعيل

 

الشيخ-عبدالباسط-عبدالصمد
الشيخ-عبدالباسط-عبدالصمد

 

لشيخ محمد رفعت
لشيخ محمد رفعت









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة