من حق الأستاذ حازم صاغية أن يتحسر، فى مقالته الأخيرة بجريدة الحياة اللندنية، على الثورات العربية التى أضرت بها ثورات أخرى، لكنه لم ينصف حينما برر هذا «الإخفاق» بما قال إنه «التخلى الغربى والأمريكى» عن طموحات الشعوب العربية، ومصطلح التخلى هذا منسوب للرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما، والتقطه كثير من العرب ليجعلوه مسؤولًا عن فشلهم المتراكم، لكننى أقول للكاتب الكبير: إن «الغرض الغربى» وليس التخلى، هو الذى أفسد ثورات المنطقة العربية وضاعف مآسيها، وربما نسى كاتبنا أن سوريا تمزقت بسبب «عدم تخلى» الغرب عن مصالحه وحلفائه فيها، و«عدم التخلى» أيضًا هو الذى جعل من ليبيا ثلاث دول بثلاث حكومات ومئات القتلى، بينما دفع العراق الثمن مرتين: الأولى حينما تدخل الغرب لفرض ديمقراطيته مقابل النفط، والثانية حينما تخلى عنه وتركه حطامًا طائفيًا.