ـ الحوثيون تجار الجثث.. تعذيب حتى الموت وتسليم الأجساد مقابل مبالغ مالية..الأسعار تزيد حسب مكانة المختطف ونشاطه السياسى
- عبدالله المملوك: طلبوا 150 ألف ريال مقابل حصولنا على جثة قريب لنا.. وبعض الأسر لا تستطيع دفع المطلوب
ـ أمهات المختطفبن والأسرى تروين تجاربهن.. والدة أحد ضحايا الميليشيا "الحاجة عالية": استخدموا ابنى درعاً بشرياً فى مكان تخزين أسلحة ومات و«ما أخدتش جثته».. و«التانى دفعت له 70 ألف ريال علشان أنقذه بوساطات قبلية وخرجته بس عنده مشاكل فى الذاكرة وفى ساقه»
ـ والدة طفلين اختطفتهما الميليشيا: دفعت 100ألف ريال لأرى ولدىّ من خلف القضبان .."سماح":
للمكالمة التليفونية سعر آخر
- رابطة أمهات الأسرى والمختطفين:الميليشيات تختطف الناس من المنازل والمساجد وحكموا بإعدام 24 مختطفاً وعذبوا أكثر من 100 صحفى
- ..والمعذبون بسجون الحوثى يكشفون أسرار التعذيب.."أنس السرارى": الضرب بالعصى الكهربائية والتعليق والوقوف على أطراف الأصابع وعلب التونة لمدة 23 ساعة متواصلة أحدث طرق التعذيب..عذبونى حتى أصبت بالشلل..وأسست رابطة للمقعدين..مناهج الحوثى تُعلى من شأن الخمينى وحسن نصرالله..السرارى يؤكد: الحوثيون يقتلون ويعتقلون أى معارض لهم
ـ أحد الفارين من أسر الحوثى لـ«اليوم السابع»: «الناس ماتت من التعذيب».. أبو صلاح:
حطوا على أجسامنا قطع لحمة وأطلقوا علينا الكلاب..وبعضالمدارس فى صنعاء حولوها إلى سجون سرية للتعذيب..وأسرى أصيبوا بالشلل النصفى بعد إجبارهم على الوقوف على أطراف الأصابع.. كنا ننام واقفين لحد ما جالى الروماتيزم والكلى
ـ عبدالباسط القادرى يروى قصة أخيه المختطف: أخى أرسل لى رسالة تقطر دما وأخبرنى أن الحوثيين أطلقوا عليه الكلاب لتنهش جسده"
ـ "أبو صلاح":
خصصوا طاقما لتعذيبى سنة وسبعة أشهر..الاستجواب كان تحت التعذيب بالكهرباء وأبرز طرق التعذيب الشوى فى جهاز مخصص و التعليق ونزع الأظافر والسلخ..
لكى يضمنوا إخراس من يطلق سراحه إطلاق سراحه يبقون على واحد أو أكثر من أسرته فى الأسر
ـ أحد المعذبين بسجن الحوثى "ع.م": هناك موظفون مخصصون لصفع السجناء حتى يفقدوا الوعى.. وكانوا يقدمون لنا وجبة واحدة كل يومين من بقايا أكل جنودهم..شفت ناس معى ماتت من قلة الأكل
- وزير الإعلام اليمنى: ميليشيا الحوثى ترتكب أبشع جرائم التعذيب والخطف والقتل ضد الصحفيين..ونسعى لكشف جرائمهم أمام العالم..معمر الأريانى: إيران تساند الحوثيين بتمويل واختراق مؤسسات إعلامية دولية
ـ منظمة رصد للحقوق والحريات: 7 أطفال عذبوا بسجون الحوثى ..بينما اختطفت الميليشيا 18 ألف شخص خلال ثلاث سنوات
- وزير حقوق الإنسان يكشف: 2866 حالة اختفاء قسرى منذ الهجوم الحوثى فى 2015.. و13 ألفاً و938 حالة اعتقال تعسفى.. و16 ألفاً و804 حالات تعذيب فى سجون الميليشيا
- عضوة برابطة أمهات المختطفين "أم منصور": اعتدوا علىّ بالضرب واحتجزونى بسبب مشاركتى فى مظاهرة نسائية سلمية.. و«الحاج على» ضربوه حتى الموت عندما ذهب يسأل عن ابنه المختطف
- شيماء عبدالحميد: يخفون الجثث فى أماكن سرية وعمتى دفعت 400 ألف ريال غير عمولات السماسرة حتى تأخذ جثة ابنها
- محمد السودى أحد المختطفين تم احتجازه فى سجن الأمن الوطنى بصنعاء وتم تعذيبه وفقء عينيه
لا تتوقف جرائم الحوثيين عند نشر الموت فى أرجاء اليمن، لكن ميليشياتهم تتجاوز ذلك إلى التجارة بجثث الموتى والمقايضة بها، إما بأموال من ذوى الضحايا، أو المساومة بها لاستبدال جثامين أخرى بها أو بأسرى لدى المقاومة.
«جثة للبيع.. جثة للمقايضة.. لدينا أفضل الأسعار».. شعار «بيزنس» الموت لدى الحوثيين الذين لا يكتفون باختطاف أبناء اليمن، وإخفائهم قسريا، وإحراق قلوب أمهاتهم وذويهم عليهم، بل يرتكبون جرائم مزدوجة بحقهم، بداية من تعذيبهم حتى الموت، أو الإعاقة داخل سجون الأمن السياسى، ووصولا إلى المتاجرة بجثث الموتى منهم، أو مساومة عائلات وأسر الأحياء منهم على الإفراج عنهم مقابل مبالغ مالية، تختلف قيمتها حسب أهمية المختطف ومكانته وثقل عائلته، وتصل لـ13 ألف دولار للمختطف الواحد فى بعض الحالات، طبقا لشهود عيان.
يحكى حمود شمسان، عضو المقاومة الشعبية فى تعز، عن أن الأهالى فى المدينة عانوا من استغلال الحوثيين للجثث واحتجازها، وكان لأعضاء المقاومة ممن استشهدوا فى جبهات صبر وشقيب والوازعية ومديرية القبيطة نصيب كبير من هذه المتاجرة بجثامينهم، مشيرا إلى أن الجثث كانت تظل فى العراء تحت حراسة جنودهم، أو يخبئونها فى أماكن سرية، لحين أن تتم عمليات المقايضة بأسرى حوثيين أو مساومات مقابل أموال، وتتم معظمها عبر سماسرة من الجانب الحوثى متخصصين فى هذه المتاجرة التى أصبحت مصدر دخل لهم.
كذلك يشير عبدالله المملوك، من أبناء تعز، إلى أن أحد أقاربه، ويدعى عمرو غانم، كان يشارك فى معارك حيس، واستشهد العام الماضى، وظل هو ووالده وكل المعارف يبحثون عن الجثمان حتى علموا أن جثته رهينة عند الحوثة، وتابع: «كان فيه سماسرة أو وسطاء أبلغونا أن المبلغ المطلوب للحصول على الجثمان 150 ألف ريال، والعيلة جمعت المبلغ ودفعته، وحصلنا على الجثمان»، مؤكدا أن حالة عمرو مثلها عشرات بل مئات الحالات لآخرين، وفى الغالب فإن ذويهم لا يملكون الدفع، ولا يستطيعون استعادة جثث مفقوديهم.
ويستطرد عبدالله قائلا: من بين هذه الحالات محمد الحورانى، 19 سنة، و كان ضمن المقاومة الشعبية الباسلة فى تعز، واستشهد فى معارك ساخنة بجبهة التشريفات 2017، والحوثيون استولوا على الجثمان وطلبوا 200 ألف ريال، وأسرته لم تكن تملك شيئا، وحتى الآن لا تعرف أين جثته، ويؤكد عبدالله أن الحوثى لديه سماسرة يقومون بدور الوسيط فى كل عملية.
أحد المعذبين بسجون الحوثى
الزيارة بثمن والمكالمة الهاتفية بثمن آخر
تحدثنا سماح أحمد «أم إبراهيم»، رئيسة رابطة أمهات الأسرى والمختطفين، عن وقائع وتفاصيل أكثر للجريمة الحوثية، فتشير بداية إلى أنه تم تكوين الرابطة فى إبريل عام 2016 من 20 امرأة، بهدف أن تكون قوة كبيرة فى مواجهة بطش الحوثى، وتضيف: لدينا قضية 36 مختطفا تتم محاكمتهم دون أى تهمة، ودون حضور أهاليهم أو محامين عنهم، وهناك 24 مختطفا آخرين أصدروا بحقهم أحكام إعدام دون دليل يدينهم، كما أن الرابطة تتابع قضايا اعتقال وتعذيب أكثر من 100 صحفى فى اليمن لمجرد أنهم يعبرون عن آرائهم بحرية.
وتتابع: على أبواب السجون تكونت الرابطة، حيث تلتقى أمهات وزوجات وبنات الأسرى والمختطفين للمطالبة بإطلاق سراح ذويهم من سجون جماعة الحوثى، والذين لم تجر لهم محاكمات قانونية، ولم يتم ضبطهم بشكل قانونى، ولكن كان يتم الهجوم المفاجئ عليهم فى منازلهم أو المساجد أو أماكن عملهم وجامعاتهم، تحت مرأى ومسمع الأهالى الذين يقفون عاجزين أمام هذه الميليشيا.
اختطف وعذب حتى الموت
وتستكمل سماح حديثها قائلة: «يوجد آلاف المختطفين فى اليمن منذ عام 2015 حتى اليوم، وبعض منهم اختفى قسريا، و لا أحد يعلم عنهم شيئا منذ تغيبهم، والأهالى يتكبدون مبالغ ضخمة تدفع للوساطات الحوثية من أجل أن يروا أبناءهم فى زيارة لا تستغرق عشر دقائق، وهناك أسعار أخرى حتى لمجرد مكالمة هاتفية، هذا إلى جانب ما يطلبونه لتسلّم الجثة، التى يجدها الأهالى فى وضع يرثى له من آثار تعذيب وتشويه، والبعض تُفقأ عينه وهذا الشائع»، مشيرة إلى أن سعر الجثة 70 ألف ريال يمنى للمواطن العادى، ويصل إلى 200 ألف ريال للناشط السياسى، ويزداد المبلغ حسب مستوى العائلة وصلة القرابة أيضا، فيما تكشف أن الأمهات اللاتى يذهبن للسؤال عن أبنائهن يتعرضن للاعتداءات الجسدية وأمام أبواب السجون، وتقول: نحن كرابطة نتواصل مع المنظمات الحقوقية الدولية، ونظمنا أكثر من وقفة احتجاجية ولاحقونا فيها بالهراوات وأدوات العنف الجسدى، ورغم هذا لم يُثبط هذا من عزيمة أى عضو من الرابطة، فلدينا أهداف نسعى لتحقيقها، أولها فضح ممارسات الحوثى أمام العالم، ونشر قصص أبنائنا وما يتعرضون له فى سجون الميليشيا، والمطالبة بالإفراج عن أبنائنا، ومعرفة مصائر المختفين قسريا، ونحن ننظم زيارات تفقدية لأسر المختطفين، كما أن لدينا فى الرابطة مركزا قانونيا مختصا بمتابعة الجهات القانونية فيما يتعرض له أبناؤنا من انتهاكات جسدية ونفسية، ونعرض هذا على مجلس حقوق الإنسان والأمم المتحدة ومجلس الأمن.
أم تروى كيف ساومها الحوثى كى تسترد طفليها من قبضتهم
وتشير سماح أحمد إلى أن لديها تجربة شخصية مع الاختطاف، حيث إن لديها ولدين تعرضا للاختطاف من قبل الحوثيين وأفرج عنهما مؤخرا، وتحكى قائلة: «نزلوا زى كل يوم لمدرستهم فى أمانة صنعاء، وكانوا فى مدارس خاصة، وسنهم وقتها كان 16 سنة و17 سنة، وفى منتصف اليوم الدراسى هجمت الميليشيا على عدد من المدارس فى صنعاء وخطفوا الأولاد، ولادى كانت مدة احتجازهم ثلاثة أسابيع منها أول 10 أيام كانوا مخفين قسريا، لا أعلم عنهم أى شىء مع أنى روحت مكاتب الأمن الوطنى والسياسى والمراكز وسألت عنهم، محدش رضى يعطينى أى معلومة تهدى النار اللى جوايا.. كنت ماشية فى كل مكان أدور عليهم زى المجنونة».
وتستكمل: «لجأت لناس توسطت لنا عند الحوثة وبلغونا بالتليفون أنهم موجودين فى عمران داخل ملعب نادى عمران، ودفعنا مبالغ مالية عشان نقدر نزورهم، فدفعت للطفل الواحد 50 ألف ريال يمنى، وشفتهم على مسافة 60 مترا وبيننا قضبان حديدية وبالكاد رأيت شكلهم، وبعدها بأيام تم الإفراج عنهم ومعهم عدد آخر من المختطفين، بدعوى أن ذلك مكرمة من عبدالملك الحوثى بمناسبة عيد الأضحى».
وتتابع: «أولادى خرجوا وهم فى حالة نفسية سيئة جدا، وقالوا لى إنهم كانوا 100 طفل فى غرفة صغيرة مظلمة، بالكاد يقفون متراصين فيها ولا مكان فيها للتهوية، ولا يسمح بدخول دورة المياه إلا مرة واحدة فقط، وكانوا يقدمون لهم طعاما فاسدا»، وتواصل: «الأولاد قالوا لى أيضا إن الحوثيين أحضروا لهم ملازم دينية وألزموهم أن يحفظوا ما بها، وأحضروا مدرسا يشرح لهم ما فيها، وبعدها بيوم يسألهم حفظوا أم لا واللى مش بيحفظ يتعاقب، وكانت تحتوى على تفاسير خاطئة لآيات من القرآن».
عالية ناجى: «دفعت علشان أنقذ ابنى»
من سماح إلى قصة الحاجة عالية ناجى، وهى سيدة مسنة، بالكاد تستطيع أن تتكلم، لكنها تقول إنها غالبت شيخوختها وذهبت لسجون الأمن السياسى والوطنى فى صنعاء، وشاركت فى عضوية رابطة أمهات المختطفين، حتى تدافع عن «ضناها» بكل ما أوتيت من قوة، وتواصل: «كان عندى ولدين، واحد 29 سنة والتانى 23 سنة، وكانوا بيشتغلوا فى صنعاء، وأخوهم الكبير كان مذيع فى قناة تابعة للشرعية، وحبوا ينتقموا منه فخطفوهم وأخفوهم، ودورت عليهم كتير فى سجون صنعاء و السجن المركزى، لكن مفيش حد دلنى ولا سمحوا لى بالزيارة، وبعدها جانا خبر واحد منهم وأنهم استخدموه درع بشرى فى مكان تخزين أسلحة، ومات ومخدتش جثته، والتانى دفعت له 70 ألف ريال عشان أنقذه بوساطات قبلية، وخرجته بس عنده مشاكل فى الذاكرة وفى ساقه اليمنى».
الحاجة عالية تحكى لليوم السابع مأساة أبنائها
وعن سبب انضمامها للرابطة، قالت: «مش عاوزة حد يتكوى على ضناه، ونفسى العيال ترجع لأهلها، ولازم أدافع عن حقوق اللى زى ابنى لآخر نفس فى حياتى».
احد المختطفين
شيماء: «عمى عذبوه لمدة عامين»
تحكى شيماء عبدالحميد، من عضوات الرابطة، قصة عمها سمير الضبيانى مع الخطف، وتقول: الميليشيا اختطفته من إحدى نقاط التفتيش، حيث وجدوا معه أوراق الإعداد لمؤتمر عن السلام فى اليمن، واتهموه بأنه يعمل لصالح الحكومة الشرعية، واحتجز لمدة عامين، وكان يتم تعذيبه يوميا، والتحقيقات معه تتم تحت الضرب بالهراوات، وأعطوه أيضا ملازم دينية لتغيير معتقداته بما يتوافق مع عقيدتهم، ثم وضعوه فى معسكر هيبال بمحافظة ذمار كدرع بشرى، لكن إرادة الله أنقذته ثم خرج فى صفقة تبادل أسرى، وكان ابن عمتى قد اختطف أيضا ووضع معه فى نفس المعسكر، لكنه استشهد وظلت أسرته تبحث عن الجثة ثلاثة أيام و لم يجدوها، وعلموا أن الحوثيين احتجزوها للمقايضة عليها بمبالغ مالية، ووافقت أسرة عمتى على دفع 400 ألف ريال مقابل جثة ابنهم الذى قتل فى المعسكر، وأخذتهم الميليشيا إلى مكان سرى مخصص لإخفاء الجرحى الذين يبقون دون رعاية طبية ينتظرون الموت، مشيرة إلى أن عمتها أخبرتها أن غرفة الجرحى تجاور غرفة الجثث.
أحد الشباب المختطفين لدى الميليشيا الحوثية
وأضافت شيماء: نحن أمام كل هذه الجرائم نسعى بكل جهدنا من أجل أن يعرف العالم قضية المختطفين والأسرى، ونتواصل مع منظمات حقوقية عربية ودولية، والحكومة الشرعية، ومجلس الأمن، والصليب الأحمر، ومن خلال تواصلنا مع كل هذه الجهات تم الإفراج عن حوالى 10 حالات من المختطفين، بالإضافة إلى أننا نهتم بأسر المختطفين، ونقدم لهم الدعم المادى، ونساعدهم فى أن يتوصلوا لمعلومات عن أبنائهم المخفيين قسريا.
«أم منصور»: تعرضت للاعتداء بالضرب والاحتجاز
أما أم منصور، وهى عضوة بالرابطة أيضا، فكان لها نصيب من الاعتداء الحوثى، ففى ذات يوم خرجت للمشاركة فى مظاهرة نسائية أمام مقر إحدى المنظمات فى الحديدة، للمطالبة بالإفراج عن المختطفين وإعادتهم لأهاليهم، وتقول: هجموا علينا بالغازات المسيلة للدموع واعتدوا علينا بالضرب، واحتجزونا فى مبنى البحث الجنائى بالحديدة، وفتح معنا شخص يسمى «أبورعد» تحقيقات مطولة، ووجهوا لنا أسئلة من نوعية: «إنتوا بتعملوا لصالح مين، وهل تتبعون الشرعية، ومن يخطط لكم المظاهرات؟»، وهددونا لو خرجنا مرة ثانية فى مظاهرات سوف يقتلوننا، وبعدها أطلقوا سراحنا.
تضيف أم منصور أن من أصعب الحالات الإنسانية التى مرت عليها كانت لأحد المختطفين، يدعى خالد حيدر، من محافظة ذمار، وتم تعذيبه بالعصى الكهربائية حتى الموت، وكان مواطنا عاديا، لم يشارك فى أى مظاهرات، ولم يكن له أى نشاط سياسى أو اجتماعى، وحاولنا التواصل مع أسرته لمعرفة مزيد من التفاصيل لكنهم خافوا من بطش الحوثيين ورفضوا يتكلموا.
المرأة تحتج على جرائم الحوثيين
أما على محمد، 35 عاما، من محافظة أب، فقد أخفى قسريا لمدة ثلاثة أيام، بعدها أخرجوه لزوجته جثة هامدة، حيث تعرض لتعذيب ممنهج بخلع أسنانه وعينه اليسرى، وصعقه كهربائيا.
الحاج على.. الموت ضرباً!
لا تراعى ميليشيا الحوثى حرمات، ولا يعرفون أديانا أو قوانين ولا حتى قواعد للحرب، ولا يستثنون امرأة أو مسنا، وقصة الحاج على السودى خير شاهد على ذلك، فالرجل المسن خرج يبحث عن ابنه «محمد» المختطف منذ أشهر ولا يعلم أين هو، وذات يوم قرر أن يجلس أمام سجن الأمن السياسى بصنعاء عله يسمع عن ابنه خبرا يطمئنه، وعندما سأل المجندين عن ابنه انهالوا عليه ضربا حتى سقط مغشيا عليه، ونقل للمستشفى، لكنه كان قد فارق الحياة دون أن تتحقق أمنيته الوحيدة بلقاء ولده.
محمد السودى ..أحد المختطفين عذبه الحوثى حتى أفقده البصر
تعذيب حتى الإعاقة
قصص وحالات التعذيب على أيدى الحوثيين لا تنتهى، لكن هناك بعض القصص استوقفتنا لبشاعتها ومرارة تفاصيلها، منهم قصة «أنس السرارى»، فهو مدير رابطة الأمل للمقعدين، وأحد ضحايا التعذيب فى سجن الحوثيين، فهو مصاب بشلل نصفى، أقعده تعذيب الحوثيين الممنهج على كرسى متحرك مدى الحياة.."أنس" كشف العديد من أسرارالتعذيب المستخدمة فى سجون الميليشيا من خلال حديثه معنا.."أنس" أخبرنا أن هذه المرة الأولى التى يتحدث فيها لإعلام مصرى، وروى لنا تفاصيل ما تعرض له قائلاً: «كنت طالبا فى السنة الرابعة بكلية الهندسة «مدنى»، وأطمح فى أن أكمل تعليمى ثم أؤسس عملا خاصا بى أو مشروعا، وفى الأول من سبتمبر 2015، وأنا ماشى فى أحد شوارع صنعاء سمعت صوت سيارة، وبعدها حد جه من خلفى وضربنى على الجزء خلف الرأس وفقدت الوعى، وحين أفقت وجدت نفسى معصوب العينين، وداخل سجن الأمن السياسى، وأفقت على الركل والضرب، وظللت بعدها شهرين أتعرض للتعذيب بشكل مكثف يوميا، ولتحقيق مفتوح معظم ساعات النهار، يكررون نفس الأسئلة عما كنت أكتبه على الفيس بوك منذ سنين، ولماذا أعارضهم، و لصالح من، وغيرها من الأسئلة، وقبل أن أفتح عينى بصمونى على أوراق».
وتابع: منذ أن دخل الحوثيون صنعاء كان شغلهم الشاغل تكميم الأفواه، وقتل واعتقال أى واحد معارض لهم ولفكرهم، ذلك الفكر الذى لا يقبله عقل، والقائم على الطبقية وتغيير الثوابت الدينية والعقائدية، وقد وجهوا لى تهما، مثل عدم احترام آل البيت، والتحريض ضدهم، وغيرها من التهم، وطوال شهرين عذبت بصنوف من التعذيب فكنت أتعرض للضرب ليلا ونهارا بالعصى العادية والكهربائية، إلى جانب التعليق على الحائط، والوقوف على أطراف الأصابع لمدة 23 ساعة أو الوقوف فوق علب التونة وهو أحدث أساليب التعذيب لديهم، وواصل حديثه قائلاً: «ذات يوم أثناء جلسات التعذيب تم ضربى بعصا بمؤخرة رأسى فأصبت بغيبوبة لمدة لا أعلمها، ولما أفقت لقيت نفسى ملقى على الأرض بأحد السجون، وحاولت أقف على قدمى لكن مقدرتش، وكنت مش عارف إيه اللى حصل، لكن ظللت كده 3 أشهر ثم أتى الطبيب الخاص بيهم ونقلنى على المستشفى، وبعدما تأكدوا أننى أصبت بالشلل أطلقوا سراحى وكنت أمضيت حوالى 9 أشهر».
أنس السرارى أحد المعذبين فى سجون الحوثى مع مراسلة اليوم السابع
وأوضح أنهم وضعوه خلال أول 3 أشهر فى حبس انفرادى، والأكل إما أرز مخلوط بحشرات أو فاصوليا بماء المجارى، وتابع: «أحضروا لى كتبا وكلفوا شخصا اسمه أبوعقيل كى يدرس لى هذه المواد، التى تعتمد على الفكر والمذهب الشيعى، وتعظيم عبدالملك الحوثى، وتعظيم وتمييز آل البيت، ودفع الخمس من كل أموالك، ودفع الأطفال للتجنيد من أجل آل البيت، وجميع كتبهم تتضمن سبا فى السيدة عائشة والصحابة، وهم يعلون من شأن الخمينى وحسن نصرالله، ويقولون إن القرآن كان هينزل على على ابن أبى طالب ونزل على الرسول بالخطأ، وهى نفس الملازم التى يدرسونها للأطفال المجندين»، ويؤكد أنس السرارى أنه دفع لسماسرة الحوثى ألف دولار ليهربوا أخاه حتى لا يأخذوه فى التجنيد.
ضحية تعذيب الحوثيين
ويشير إلى أنه كان معه فى السجن 15 شخصا غيره، منهم من كسرت يده، ومنهم من قلعت عينه، والبعض تعرض لاعتداءات جنسية بإدخال العصا البلاستيكية من الخلف، والمصاب يتم بعد ذلك تعليقه بدلا من الضرب، موضحا أن أخاه كان يحاول معرفة طريقه ويطمئن عليه، فقبضوا عليه، وتابع: هم دائما يفصلون الأخ عن أخيه إذا سجنوا فى نفس التوقيت، أو الأب وابنه، وأنا خرجت وأخى لا يزال عندهم، وهذا تكنيك يتبعه الحوثى، وقبل أن يفرج عن شخص يضمن سكوته بشخص آخر من أسرته أو أقاربه يظل فى محبسهم، وبالتالى من يطلق سراحه يظل مهددا.
عضوات من رابطة أمهات المختطفين
ويؤكد السرارى أن الحوثيين يتاجرون فى جثث الموتى، وبالأخص من الأسرى، و لكل أسير سعر حسب قيمة الشخص، فالقيادى 4 ملايين ريال، والشخص العادى من مليون إلى مليون ونصف، هذا غير عمولة السماسرة، مشيرا إلى أنه لا يوجد أدنى اهتمام من الأمم المتحدة باليمنيين، والمرة الوحيدة التى زارت الأمم المتحدة السجون كانت من أجل بريطانى ضمن من ألقى القبض عليهم فقط، مضيفا أن موقف المنظمات الدولية مخزٍ، وهى تدعم الحوثة بدلا من إدانتهم.
وحول الأوضاع فى صنعاء، يقول: «الجميع يعيش أخرس وذليلا لا يمكنه الحديث أو حتى مجرد السؤال عن شىء، مثلا دبة الغاز منذ عام كانت بـ 1500 واليوم هى بـ 8000 والناس ساكتة، رغم أن وسائل المواصلات شبه متوقفة تماما، وأبناؤهم يموتون قدام عينيهم من قلة الأدوية وتوقف الرعاية الطبية للغلابة، ومازالوا يصمتون أيضا، وأى شخص من صنعاء ممنوع يسافر إلا بإذن كتابى من الحوثيين، ولابد أن يكون بسبب مهم يقنعهم به، ولكل حارة شيخ من الحوثة يبلغ القيادات الحوثية بأى معلومات عن تحركات أى شخص فى الحارة التى تقع تحت سيطرته، مضيفا: «هناك أيضا مشرفون فى الأشغال، وكل منهم يرفع تقارير عن كل شخص عنده، بمعنى أنه نظام متكامل لإحكام القبضة على الشعب فى صنعاء، أيضا محدش بيخرج بعد المغرب وإلا أنت وحظك، وقد يتم اعتقالك، أو الاعتداء عليك».
ويشير إلى أن رابطة الأمل للمقعدين تستهدف دمج المقعدين فى المجتمع ورعايتهم نفسيا وصحيا واجتماعيا، وتشجيعهم على الانخراط فى سوق العمل، وأن يكونوا منتجين، بدلا من أن يكونوا عبئا على المجتمع، وأضاف: «نحن من خلال هذه الرابطة ننظم دورات مختلفة لتدريب المعاقين، ولدينا 300 عضو حتى الآن، كلهم ضحايا انتهاكات للحوثيين، ومنهم 50 من ضحايا الألغام من مأرب وشبوة والبيضاء، ومعنا ضحايا الكاتيوشا، وضحايا التفجيرات العشوائية بعد الحرب». وواصل: نحاول بالتعاون مع الحكومة الشرعية توفير مراكز تدريب لهؤلاء المعاقين لتأهيلهم لسوق العمل، وإيجاد فرص أو مشروعات صغيرة يعملون بها، فضلا عن دفع الحكومة لأن تصدر تشريعا لصالح هؤلاء المقعدين، مثل تخصيص 5% من وظائف الدولة لهم.
فارون من أسر الحوثى
ضحية أخرى من ضحايا الحوثيين وأحد الناجين من الأسر، طلب عدم ذكر اسمه خوفا من بطش الحوثى، ذلك الخوف الذى مازال مسيطرا عليه وعلى كل من ذاق ويلات الظلام فى أنفاق صنعاء، خاصة أن أباه وأخاه لا يزالان بقبضة الحوثيين، واكتفى بـأن نناديه بـ«أبوصلاح»، قال لنا: «كنت أعمل سائق قطاع خاص، أنقل شحنات أو عفشا، وفى يوم حدثت بينى وبين زبون من الشام مشكلة، وكان قياديا حوثيا متعاونا مع الحوثة، وكان ينقل على سيارتى مؤنا للمجهود الحربى للحوثيين، وبعدما انتهت الخناقة روحت أصلى العصر فى الجامع، ولما خرجت لقيت طواقم من الحوثة مسلحين، أخدونى من جنب الجامع، وأخفونى بعدها 9 أشهر عن أهلى، ومحدش كان يعرف مكانى، ولا أى حاجة عنى".
وتابع: «خصصوا طاقما لتعذيبى فقط، فحبسونى فى بدروم سرى على عمق 3 أدوار تحت الأرض فى مقر الأمن السياسى بصنعاء.. غرفة لا ترى النور ولا الضوء، ومساحتها متر فى متر، وكان معى 7 أنفار غيرى، وفيه مدارس عاملينها سجون سرية للتعذيب ودونى فيها ، وتم أسرى لمدة عام و7 أشهر اتعرضت لكل أشكال التعذيب".
أبو صلاح ..يحكى تفاصيل تعذيبه بسجن الحوثى
وواصل متحدثا عن تفاصيل ما تعرض له من تعذيب داخل سجون الحوثى، قائلا: «كنا ننام واقفين لحد ما جالى الروماتيزم والكلى، ولدى إصابة فى ظهرى أيضا، وكان ييجى واحد منهم ملثم ياخدنى لفوق لغرفة التحقيقات بعد أن يغطى عينيه، ويتم الاستجواب تحت التعذيب بالكهرباء والضرب بالعصى، على الحال ده كل يوم يبدأ التحقيق من المغرب حتى 1 صباحا، وبعدها تنزل تانى على البدروم»، وأضاف: «هو يكرر ما يسأله عشرات المرات، وإذا لم تجب يركلك، وبعدها يضرب بالهراوات على الظهر والرأس لحد إما تفقد الوعى أو تعترف، وفيه ناس ماتت قدام عينى وناس جنت من التعذيب".
واستطرد قائلا : «هم لديهم طرق كتيرة قوى للتعذيب، ويتفننون فيها، وكل صنف له طاقم متخصص فيه، وتختلف شدته من شخص لآخر حسب الجرم اللى أنت ارتكبته، يعنى أنا مثلا حرمت طول المدة من زيارة أهلى وحطوا على أجسامنا قطع لحمة وأطلقوا علينا الكلاب، أُصبنا بإصابات بالغة ومنا من مات، أيضا كانوا يلجأون للعصى الكهربائية، والشوى فى جهاز مخصص للتعذيب، وهناك التعليق، ونزع الأظافر والسلخ»، وتابع: «هم يجبرون الأسير أيضا على الوقوف على أطراف أصابعه ووجهه للحائط لساعات طويلة، ويعاودون تكرار نفس العملية حتى أصيب البعض بالشلل النصفى، واللى بيخرج من عندهم بيكون عنده مشاكل فى الذاكرة والعظام أو مصاب بشلل، وأيضا مشكلات فى الأذن».
ويشير إلى أن «الحوثة» لكى يضمنوا إخراس أسيرهم بعد إطلاق سراحه، يقومون بالإبقاء على واحد أو أكثر من أسرته فى الأسر، مبينا أنه خرج ضمن صفقة تبادل أسرى فيها 26 أسيرا، «وبعد ما خرجت وضعونى تحت المراقبة المشددة، وبمساعدة ناس أصدقائى اتهربت على مأرب».
الصفع حتى الشلل
قصة أخرى تدمى القلوب وتقشعر لها الأبدان من قصص الفارين من الأسر، رفض ذكر اسمه خوفا على حياته وحياة زوجته، واكتفى بأن نشير إلى الأحرف الأولى من اسمه «ع . م»، يسرد قصته لنا بأنفاس مرتعشة فهو يعتقد أن أيادى الحوثيين قد تطاله مرة أخرى وفى أى وقت، قائلا: «كنت موظفا حكوميا قبل الهجوم الحوثى، ولما حصل الهجوم كثير من الشركات قفلت، كنت أقعد مع صحاب لى نضيع الوقت شوية، ومرة وأنا مروح البيت قبضوا عليا وغموا عينى، ووصلنا لمكان كله صور لعبدالملك الحوثى وشخص جالس على الكرسى ومعه دفتر كبير يعرض عليك الحديث مبدئيا دون ضرب أو اعتداء علك تعترف، وإذا لم تعترف ينزلوا فيك صفع، وهذه أداة تعذيب أساسية عندهم، لدرجة أن له موظفين خصيصا للصفع حتى النزيف أو الشلل».
وتابع: «كانوا يقدمون لنا قُدم عيش ومعه طبق فيه بقايا أكل الجنود بتوعهم مرة، والأكل لا يقدم كل يوم، يعنى هى وجبة واحدة كل يومين، عبارة عما يتبقى من جنودهم، بعدها أوقفوا تقديم الطعام وطلبوا بياس «فلوس»، واللى مش معه يموت من الجوع، وشفت ناس معى ماتت من قلة الأكل»، ويستكمل: «هناك موظفون ينثرون الحشرات الجبلية السامة تحت سريرك، حتى لا يعطوك فرصة للنوم، وقد لدغت بواحدة من تلك الحشرات»، منهيا بالقول: «أى شخص بيتم أسره فى سجون الحوثيين لن يخرج طبيعيا، فهم يتفنون فى التعذيب».
وكيل وزارة الإعلام اليمنى يحكى تجربة شقيقه
تحدث الدكتور عبدالباسط القاعدى، وكيل وزارة الإعلام اليمنية، عن تجربته الشخصية التى عاين خلالها استغلال الحوثيين للضحايا، وتحويلهم لمصدر جديد لـ«البيزنس»، قائلا: «أخى صلاح القاعدى كان يعمل فى قناة سهيل اليمنية، واعتقل فى 28 أغسطس 2015 من جوار منزله، وفى البداية أخذوه لقسم الجديرى ثم نقل إلى سجن هبرة ثم اختفى قسريا 3 أشهر، وعرفنا مكانه بعدها بالصدفة، وتعرض لأنواع تعذيب قاسية وفى سبتمبر 2015 اتصل بنا هاتفيا لمرة واحدة.. كان فى حالة صعبة يحكى عن حبسه انفراديا تحت التعذيب المشدد وقال أخى صلاح وهو فى حالة هستيرية: "وضعوا على جسدى قطع من اللوم وأطلقوا على الكلاب ونهشت جسمى"، لأنه رفض يردد الصرخة المعروفة لدى الحوثى «الله أكبر الله اكبر.. الموت لإسرائيل..الموت لأمريكا»، وقد ظل عاما فى سجن هبرة».
ويستكمل الدكتور عبدالباسط حديثه، قائلا: «فى منتصف 2016 أضرب أخى عن الطعام فأخفوه، وتم اكتشاف مكانه فى سجن الأمن السياسى، وحرمنا من زيارته لمدد طويلة، وكنا ندفع مبالغ مالية عشان نزوره، فهم لا يتركون شيئا إلا ويستغلونه، والزيارة لها شروط قاسية، فهى لا تزيد على ربع ساعة، وتكون على مسافة تتخللها حواجز أسمنتية وشباك وليست منتظمة فيسمح بها مرة، وتمنع 3 أشهر، حتى أن والدى جاء من قريته ومكث ثلاثة أشهر فى صنعاء أملا فى أن يرى ابنه ولم يسمحوا له وهو مشلول، ويعانى من عدة أمراض جراء صدمته فى ابنه».
صلاح القاعدى..مختطف منذ 2015 ومازال مختطفا
وتابع: نظرا لحالة والدى الصحية المتدهورة بسبب أزمة صلاح، حاولنا اللجوء للتفاوض حول المبلغ المطلوب لإطلاق سراحه، رغم أن الصحفيين تحديدا يعتبرهم الحوثيون غنائم كبيرة، قد يقايض بهم فى صفقات سياسية، أو يطلب مبالغ كبيرة جدا، وبالفعل نحن دفعنا أكثر من مرة عبر وساطات قبلية وسماسرة حوثيين يتقاضون هم أيضا عمولات خاصة عن هذا الأمر، وفى كل مرة أكثر من مليون ريال يمنى دون جدوى، فهى عملية «بيزنس» وتصل للنصب والاحتيال أحيانا، وواصل: تلقيت رسالة تقطر ألما من أخى قال لنا فيها: «الرعب النفسى الذى يمارس علينا يوميا أصعب من الأذى الجسدى، فهم يقولون لنا لن تروا النور مرة أخرى، وحياتكم ستنتهى بين جدران سجوننا، كما أخبرنى أنه تعرض لصنوف من التعذيب تقشعر لها الأبدان وأن الحوثيين أطلقوا عليه الكلاب لتنهش جسده بعد أن نثروا عليها قطعا من اللحوم وأن هذا الأسلوب يتبع مع العديد من المعتقلين" .
وزير حقوق الإنسان: 2866 حالة إخفاء قسرى
من جانبه يقول الدكتور محمد عساكر، وزير حقوق الإنسان اليمنى، إن سلوك الحوثيين تجاه الجثث، واستغلالها فى الحرب الدائرة يخالف كل أعراف حقوق الإنسان، التى تشدد على التعامل مع جثامين القتلى بإنسانية، وطبقا لإحصائيات الوزارة فهناك 2866 حالة إخفاء قسرى فى اليمن خلال 3 سنوات، منذ الهجوم الحوثى فى 2015، و13 ألفا و 938 حالة اعتقال تعسفى، و16 ألفا و804 حالات تعذيب فى سجون الميليشيا، فيما يشير الدكتور عرفات حمران، رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات، إلى أنه وطبقا لإحصائيات المنظمة فقد بلغ عدد حالات التعذيب 1393 منهم 7 أطفال بينما بلغ عدد المختطفين 18 ألف مختطف خلال ثلاث سنوات منذ 2015 حتى 2018، منهم 58 من النساء و268 طفلا، ومعظم الحالات التى يتم الإفراج فيها عن مختطفين تكون بمقابل مادى يتدرج من 100 ألف ريال حتى 2 مليون ريال، وكل مختطف له سعر حسب مركزه السياسى أو الاجتماعى أو عدد المتابعين له بصفحات التواصل الاجتماعى، أما الأسير فيدخل فى صفقات التبادل والمقايضات. وأضاف أن هذه الأفعال المشينة تتجاوز نصوص مسودات القانون الدولى، ومنها اتفاقية لاهاى الخاصة باحترام قوانين وأعراف الحرب البرية، فضلا عن قانون العقوبات اليمنى، الذى ينص على احترام الجثامين وعدم نبش القبور، وبحسب المادة 262 من قانون العقوبات يعاقب من اعتدى على حرمة الموتى بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بغرامة لا تتجاوز ألفى ريال.
معمر الإريانى: نسعى لكشف جرائم الحوثى أمام العالم
وزير الإعلام اليمنى يسرد انتهاكات المليشيا بحق الصحفيين
ولاستكمال خيوط ملف الصحفيين المختطفين لدى الميليشيا والوقوف على ما ألت إليه أوضاع هذا الملف والإجراءات التى اتخذت لمحاولة إجبار الحوثى للإفراج عنهم، وحجم المعاناة التى يلقاها هذا القطاع المهم والذى ينقل صورة حية لما يجرى بالأرض اليمنية للعالم أجمع..التقينا مع وزير الإعلام اليمنى، معمر الإريانى، للحديث حول جرائم الحوثيين بحق اليمنيين، خاصة أن الإعلام والإعلاميين كان لهم نصيب وافر من هذه الجرائم، وعلى رأسها الاختطاف والاعتقال والتعذيب والقتل.. وكان لنا معه الحوار التالى:
سمعنا الكثير عن انتهاكات الحوثيين بحق الإعلاميين والصحفيين، ونريد أن نعرف منكم المزيد فى هذا الملف؟
- ميليشيات الحوثى ارتكبت منذ الانقلاب أبشع الجرائم بحق المؤسسات الإعلامية والإعلاميين فى اليمن، وهى انتهاكات غير مسبوقة فى العالم، ولم تصل إليها أى دولة من قبل، ونحن حريصون على حمل هذا الملف لعرضه على المجتمع الدولى، لمساعدتنا على تحرير الصحفيين المختطفين وإعادتهم لذويهم، ونعرض قضيتهم من خلال مجلس حقوق الإنسان فى جنيف، والأمم المتحدة، والاتحاد الدولى للصحفيين، واتحاد الصحفيين اليمنيين، ومجلس الأمن، واستطعنا أن نضغط على الحوثيين، وتم الإفراج عن الصحفى يحيى عبدالرقيب الجويحى، وهو مدرس بجامعة صنعاء، وحاكمه الحوثيون وأصدروا الحكم عليه فى 10 دقائق بتهمة الخيانة، وهى بالنسبة لهم أنه لم يكتب لصالحهم.
وكنت فى زيارة مؤخرا إلى لندن، والتقيت ممثلى عدد من المنظمات والبرلمان البريطانى والصحف والقنوات الفضائية، وشرحنا قضية المختطفين اليمنيين، وأبدى البرلمان الإنجليزى حسن استجابة للتعاون معنا للضغط على الميليشيا والإفراج عن باقى المختطفين.
كم عدد الصحفيين الذين مازالوا محتجزين؟
- مازال هناك 16 صحفيا يمنيا مختطفا من قبل ميليشيات الحوثى فى السجون، كل تهمتهم أنهم كتبوا آراءهم بصراحة ضد الحوثيين، ونحن على تواصل شبه يومى مع المنظمات الحقوقية الإقليمية والدولية، ونشارك بالمؤتمرات التى تبث عبر الكثير من القنوات والمواقع الصحفية لإثارة القضية، ونرتب لعقد لقاءات مع منظمات دولية أخرى، وإثارة موضوع المعتقلين السياسيين والناشطين، وهم بالمئات بالسجون الحوثية.
وما تقييمك لدور المؤسسات الدولية فى قضية المختطفين؟
- هناك استجابة كبيرة من قبلهم، ووعدونا ببذل الجهود ومساعدتنا فى تحقيق أهدافنا.
وما أبرز الانتهاكات التى يتعرض لها الإعلاميون والمؤسسات الإعلامية؟
- تنوعت انتهاكات الحوثيين فى مهاجمتهم للإعلاميين والصحفيين، ما بين القتل والشروع فى القتل والاختطاف والتعذيب والتهديد والاعتداءات ونهب الممتلكات، وبشكل عام يتبع الحوثيون أقصى طرق التعذيب وصولا إلى تفجير منازل بداخلها ناس، مثلما حدث فى بيحان بمحافظة شبوة، حيث حاصروا منزلا به شخص مع أبنائه ثم فجّروه، كما يضربون المحتجزين بالعصى على ظهورهم حتى تتحول للون الأزرق، ثم يطلقون سراحهم، وهم على شفا الموت.
وأول جهة استهدفتها الميليشيا عند دخولها صنعاء كان مبنى التليفزيون اليمنى، واستولوا على وكالة الأنباء اليمنية سبأ بأمانة العاصمة والصحف الرسمية، كما حجب الحوثيون مواقع إلكترونية، وتم تدمير المؤسسات الصحفية، وبعد أن كان هناك باليمن أكثر من 295 مؤسسة صحفية، و19 قناة تليفزيونية رسمية وخاصة، أصبح العدد الحالى منها 10 صحف، وهذا ما اضطرنا إلى أن نعيد بناء مؤسسات إعلامية رسمية تعبر عن الشرعية، عوضا عن تلك التى استولى عليها الحوثيون، فأنشأنا قناة اليمن، ووكالة أنباء سبأ الخاصة بالسلطة الشرعية.
إذن، توجد لديكم ولدى الحوثيين قنوات تليفزيونية ووكالات أنباء تحمل نفس الاسم..
ألا يخلق هذا خلطا وبلبلة لدى المتابعين للشأن اليمنى؟
- على الإطلاق، لأن الشخص أول لحظة يقرأ أو يشاهد فيها الأخبار وسياق التناول سيدرك تماما هى تابعة لمن، ثانيا الحوثيون يبثون من قمر أوروبي ونحن نبث من النايل سات.
كيف تقيم التغطية الإعلامية الدولية والعربية لأزمة اليمن بشكل عام، خاصة قضية المحتجزين؟
- أتوقع من إعلام الدول العربية المختلفة، وعلى رأسها مصر، دورا أكبر، واهتماما أكبر، والانضمام لنا فى الدفاع، ورفع حملة للإفراج عن زملائهم وإخوانهم اليمنيين، وأناشد الجميع من خلالكم القيام بهذا الدور، من خلال كل وسائل الإعلام، حتى نجعلها قضية رأى عام عالمى.
أما الإعلام الغربى فهو يتفاعل لكن لمرة أو اثنتين، وليس بشكل مستمر، فاليمن جزء من منظومة صراع عالمى، كما أنه يقع على مضيق باب المندب، ولابد أن يكون اليمن مستقبلا جزءا من منظومة مجلس التعاون الخليجى، لأن هذا سيعطيه قوة ضد أى تدخل خارجى، كما أن إيران تملك آلة إعلامية ضخمة، وهناك تمويل إيرانى لعدة مؤسسات إعلامية دولية، والإيرانيون يخترقون العديد من المنظمات، وموجودون فيها بقوة، وبالتالى يؤثرون على توجيه آراء تلك المؤسسات فى مختلف دول العالم، فنحن أصحاب الحق لكن تنقصنا الإمكانيات المالية التى يمكن من خلالها عرض قضيتنا بشكل كبير.
ونحن نواجه المغالطات التى تنشر فى بعض هذه الوسائل من خلال تنظيم زيارات للصحفيين لليمن، حتى يروا الوضع على الطبيعة دون تزييف وليكتبوا الحقيقة فقط.
برأيك كيف يخرج اليمن من أزمته؟
- أولى وأهم الخطوات لاستعادة بلادنا كاملة أن نتحد، وأنصح الجميع كإخوة يمنيين من شعب واحد ودم واحد بالتعاون، وأن نقف صفا واحدا بالالتفاف حول القيادة العليا للدولة، ممثلة فى الرئيس عبد ربه منصور حتى نتمكن من هزيمة تلك الميليشيا التى تنتهك حقوق الشعب اليمنى.
فى الحلقة التالية..
أطفال اليمن على جبهات القتال .. الحوثيون يختطفون الأطفال من المنازل والشوارع والمدارس ويجندونهم ويجبرونهم على حمل السلاح.. وأطفال: تعرضنا للاغتصاب وأجبرونا على تعاطى المخدرات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة