أشارت عقارب الساعة للثانية ظهرًا، لتبدأ أفنان وفطوم فى ارتداء أزياء مناسبة، وتصفيف شعريهما بالضفائر المميزة، يشبكان أيديهما هابطتين الجبل، تلمح عينهما فندق أشرى نارتى فى غرب سهيل من أعلى، فيحددا مقصدهما ويبدآ الرحلة.
بمجرد أن علمت إحداهما عن تنظيم الفندق لمهرجان تعلم فنون الرسم والتصوير مجانًا أخبرت الأخرى، وحرصتا على التواجد منذ اليوم الأول.
"اتعلمنا هنا الرسم والتصوير وعملنا إكسسوارات بنفسنا".. كلمات قالتها أفنان بوجه أسمر تسكن ملامحه البراءة.
بالرغم من مكان منزليهما أعلى الجبل إلا أنهما لا يجدان فى الهبوط للفندق كل يوم للمشاركة فى المهرجان صعوبة، فكل عام بعد أن يحصلا على إجازة آخر العام يحرصان على استغلالها فى تعلم فن جديد بحسب ما قالته فطوم.
بعد مرور ساعة فى ورشة الرسم، وقبل البدء فى ورشة تعلم التصوير حرصت الصديقتان على النزول أمام الفندق والسير لبضعة أمتار بعيدًا عنه لإخبار الأطفال من سكان غرب سهيل بالقدوم، ومشاركتهم ورش تعلم الفنون.
وعما استفادته الفتاتان من المشاركة فى ورش المهرجان تقول أفنان: "بنعتبر فندق أشرى بيتنا، بنيجى نتعلم ونرسم ونشوف فنون جديدة".
ساعات مليئة بالبهجة والمرح وتعلم الفنون تقضيها أفنان وفطوم فى حضرة النيل والخضرة تحتضنه، وقبل أن يسدل النهار ستائره على المكان، تنبه فطوم صديقتها بضرورة العودة للمنزل سريعًا، تتشابك أيديهن مرة ثانية، ناظرات لأعلى الجبال، عائدات إليه متمنيتين تكرار رحلة المتعة مع تعلم فن جديد إلى الفندق فى اليوم التالى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة