أكرم القصاص - علا الشافعي

إيمان رفعت المحجوب

دعونا ننعم بجهلنا فعداؤنا أبدى للمثقفين والثقافة

الأحد، 29 أبريل 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول فريديريك نيتشه "الاعتقادات الراسخة هى أعداء الحقيقة وهى أكثر خطرا من الأكاذيب".
 
أصبح سمتنا أن نخاف الثقافة والمثقفين مخافة أن تهتز ثوابتنا فى الحياة ونؤثر على معرفة الحقائق الجهل بها، ونتبع أسلوب النعامة وندفن رؤوسنا فى الرمال من العلم والمعرفة، ونصم آذاننا عن كل جديد، ونعزل انفسنا عن العلم والعالم عمداً، حتى لو جاءنا هذا العلم "هوم دليڤرى” ونحن فى فراشنا لا نتكلف فيه مليما واحداً، ولا نتكلف حتى عناء الوصول إلى باب البيت لاستلامه وتلقيه !!
دفعنى أن أقول ذلك الهجوم على دكتور يوسف زيدان فبالرغم من أن فقرة زيدان تكاد تكون الفقرة التثقيفية التنويرية الوحيدة التى جادت علينا بها الميديا؛ ونحن الشعب الذى لا يقرأ ويفضل أن يستقى معلوماته التاريخية من الأفلام ويأخذ المعلومات التى تخص الحياة اليومية وتراتيبها من شرائط الكاسيت أو شيخ الجامع أو برامج الشيوخ التى تبث عبر شاشة التليفزيون أو فى المذياع فيستفتيهم الناس فى كيف وفيما يفكرون وفيما يعملون وفيما يقرأون وما يأكلون وما يشربون وكيف ينامون وكيف يصحون ومتى وكيف يدخلون المرحاض !! 
 
وعندما ينعم علينا التليفزيون بفقرة تثقيفية تنويرية ويستضيف رجل موسوعى الثقافة مثل زيدان أملاً فى تفتيح أفاق الشعب على أنه يجرى فى العالم حولنا أشياء أخرى غير دنيانا الفكرية والعلمية التى أغلقناها على علوم الدين التى نأخذها عن الشيوخ سلقناه بألسنة حداد !!! السؤال هو : هل لا يستحق هذا الشعب أن يعيش عصره ومفروض عليه أن يعيش عصر ما قبل العلم !! وعليه أن يظل يرزح تحت سلطان الجهل يستطب بزيت قنديل ام هاشم والعسل والحبة السوداء والرقية الشرعية وقراءة آيات القرآن وكأن لا علم ولا طب، ويكتفى بالاستعانة على الامراض والنوائب بالدعاء والاستغفار وكأن هذه أسس الإيمان مسيئاً بذلك للدين ولنفسه ايما اساءة وتجده كذلك يلجأ للشيوخ يفتونه فى حل مشاكله اياً كانت ونصر بذلك على أن يكونوا قاسماً مشتركاً أعظم فى أمورنا الحياتية اليومية فيما يخص العلاج والسفر والاقتصاد والسياسة بدلاً من الاستعانة بالمتخصصين !!! 
 
أرى فقرة يوسف زيدان فقرة متميزة وريادية خارج الصندوق المصرى تهدف لفتح آفاقنا على العالم حولنا وترشدنا أن العلم أوسع بكثير وانه وسع كل مناحى الحياة الدنيا فزيدان يطالبنا بالبحث فيما وصل اليه العلم الحديث ويناشد فينا اعمال العقل فى كل شىء لا التسليم والاستكانة ليتنا نعمم مثل هذه البرامج ونكررها ونطالب أن تأخذ باقى القنوات بالتجربة وتحتذى بها لا أن نهدمها بنقدنا غير الهادف وبمنتهى الجهل والتخلف النقد لزيدان يجب أن يكون على مستوى ثقافته موضوعياً فاذا ما قال هو رأيا نبادله النقد بالرأى والحجة لا التهكم والرفض على وجه العموم وكأننا "أبو العريف" بالرغم من إننا بلا فخر محدودى المعرفة ! 
 
لماذا لا يتم هذا النقد أو لنقل تبادل الحوار بأن نستضيف عالماً مثقفاً آخراً على مستوى زيدان يناقشه وتكون المواجهة على أعلى درجة من التخصص والأداء والحرفية لا على طريقة الجالسين على المقاهى والفيس بوك كما هو حادث على صفحات التواصل الاجتماعى حالياً فتعم الفائدة للجمهور العريض ويستفيد من الرأى والرأى الآخر بعد تفنيد الأسباب أو يكون الرد بمقال موضوعى يقرأه الناس على صفحات الجرائد، وقد سبق وبادرت وفعلت حين تكلم زيدان عن صلاح الدين الايوبى ونشرت بالفعل مقالا ردا على كلامه وليس نقداً لشخص زيدان ولا رفضاً لفكرة انه يتكلم فى مختلف المواضيع التى قد لا تدخل فى دائرة تخصصه فالثقافة والعلم يجبان ما قبلهما من شهادات علمية، ولماذا لا وهكذا ارتقت مصر الماضى وقت طه حسين، فقد قدم نقداً فى أعمال حفنى ناصف والعقاد وعلى محمود طه وإبراهيم ناجى وحافظ إبراهيم وأحمد شوقى إلى آخر القائمة وكان له سلسلة مقالات وكتب تناولت الجميع بالنقد الموضوعى وكانوا يردون عليه بالنقد الموضوعى وهذا مسجل فى ارشيف جرائدنا ( الاهرام وجريدة الاتحاد وجريدة السياسة الخ الخ ) ليتها تعود هذه الايام.
 
ألا نشعر بالعار من اعدائنا الذين خبروا نقاط ضعفنا فنالوا منا فموشى ديان قال عندما نشر خطط حرب ٦٧ فى كتاب له ووجهوا له اللوم على ذلك فرد على نقاده ساخراً منا وقال عنا منذ خمسين عاما أننا شعوب لا تقرأ وإذا قرأنا لا نفهم ولكن يبدو لى اننا نأبى إلا أن نكون كذلك !! فأرجوكم صبوا غضبكم على الجهلة والتابعين لا على المثقفين ولنجعل دعاءنا " ربنا لا تجعل فى قلوبنا غلاً للذين تثقفوا"
* أستاذ بكلية طب قصر العينى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى وأفتخر%0a

عفواً، فقد يكون النور مبهراً

إضاءة النور فى الظلام مسئولية المتنور وليست إنارة العقول؛ فالجالس فى الظلام سيحارب العالم ليستمر فى الظلام ليس رغبة فى الظلام ولكن خوفا من مخاطر النور. على المتنورين أن يحسبوا الموضوع وكأنه يقوم بالتدريس لتلميذ فى الإبتدائى، فيسير به بخطى بطيئة وواثقة

عدد الردود 0

بواسطة:

سيساوي حتي النخاع

دعونا وديننا وثوابتنا

التمسك بديننا وثوابتنا هو الجهل والتخلف من وجهة نظرك فمرحبنا به خير يا حجه ربنا يهديكى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة