مع حلول شهر شعبان، تشهد محافظة قنا رواجا كبيرا باستقبال آلاف الزائرين للاحتفال بمولد العارف بالله السيد عبد الرحيم القنائي أحد أشهر الأقطاب الصوفية، والمقررله منتصف شهر شعبان.
خلال أيام معدودة، يحتفل فيه العالم الاسلامي بليلة النصف من شهر شعبان ويحتفل الآلاف بمحافظة قنا بمولد السيد عبد الرحيم القنائى، حيث تتحول شوارع المدينة بأكملها إلى مظاهر للاحتفال تملأ كافة الشوارع المحيطة بالمسجد والضريح الذى يقع وسط مدينة قنا، وتتحول المنطقة لساحة احتفالات تمتلئ بالباعة الجائلين والحلويات، وكذلك مخيمات للمنشدين وحلقات الذكر والإنشاد الدينى التى يقيمها أبناء الطرق الصوفية ومحبو آل البيت، وسط توافد الآلاف للاستمتاع بحلقات الذكر المنتشرة فى ساحات المسجد والمناطق المحيطة.
وتستقبل المحافظة المواطنين من كافة محافظات الجمهورية المختلفة ودول العالم الإسلامى للاحتفال بمولد السيد عبد الرحيم القنائى، أحد الأقطاب الصوفية الذى ذاع صيته على مستوى العالم الإسلامى، وتحول إلى مزار دينى من أهم المزارات التى يقصدها محبو آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وصف المسجد ومساحته
مسجد العارف بالله السيد عبد الرحيم القنائى، أحد أشهر الأقطاب الصوفية يقع وسط مدينة قنا ويعد قبلة السياحة الإسلامية، على مساحة 12 ألفا 259 مترا وهو أحد المساجد المسجلة ضمن المعالم الأثرية الإسلامية بالمحافظة، ودائما ما يكتظ بالمصلين الزائرين منذ صلاة الفجر وحتى بعد صلاة العشاء و يتنوع الزائرون ما بين مصريين أو الدول العربية الشقيقة والأفواج السياحية.
تبلغ مساحة المسجد من الداخل 1250 مترا ومع التوسعات التي دخلت عليه ضم مصلى خارجي وبلغت المساحة التي يتم االصلاة بها 2058 مترا شاملة المسجد والصحن الخارجى، فيما تبلغ المساحة الكلية للمسجد 12 ألفا 259 مترا بما يعادل 3 أفدنة.
شهد المسجد أول توسعة له فى عام 2002 وكان مساحته تبلغ نصف المساحة الحالية، وتم إنشاء الصحن الأمامى بدون سقف وبهو مقابل للمسجد، وفى عام 2004 تم تحويل دورات المياه القديمة الخاصة بالسيدات إلى مصلى للنساء وإنشاء أخرى حديثة، وعام 2006 تم استكمال سقف الصحن الخارجى بالتعاون مع شركة المقاولون العرب بتكلفة تقديرية 800 ألف جنيه وتم تزويده بأجهزة تكييف مركزية وفى 20 يناير 2015 شهد المسجد حريقا فى جدار الواجهة الغربية وتم عمل صيانة لها بواسطة الجهود الذاتية ودعم المحبين للقطب الصوفى.
الوصف الأثرى للمسجد
مسجد عبد الرحيم الملحق به ضريحه يرجع تاريخ إنشائه الى النصف الأول من القرن العشرين الذى حل محل الزاوية التى بناها فى حياته والتى كان يتعبد بها ويستقبل فيها زواره ومحبيه.
ويتكون المسجد من من صحن مربع مغطى بسقف به شخشيخة تعلو فيه ضفيرة ضحلة ويحيط بالصحن أربعة إيوانات عميقة متعامدة أكبرها إيوان القبلة ويقع في الجبهة الشرقية من المسجد ويتقدم كل إيوان عمودان كل منهما مكون من عمودين ملتصقين ويعلو العمودين ثلاثة عقود تكون واجهة الإيوان.
المدخل الرئيسى للمسجد يقع فى الجهة الجنوبية وهو مرتفع يصعد عليه بست درجات. وتتقدمه مظلة ذات أعمدة. وفي الركن الجنوبي الشرقي للمدخل توجد مئذنة الجامع وخلف الإيوان الشمالي يوجد الضريح . وهو عبارة عن غرفة كبيرة مربعة يعلوها قبة ترتكز على رقبة يقوم على دلايات قصيرة فى أركان المربع.
قصة حياة الشيخ عبد الرحيم القنائى
العارف بالله السيد عبد الرحيم القنائى، هو السيد عبد الرحيم بن أحمد بن حجون ولد في الأول من شعبان من عام 521هـ - 1127م في بلدة " تراغى " في مقاطعة " سبتة " بالمغرب العربي نشأ نشأة دينية وحفظ القرآن الكريم وهو فى الثامنة من عمره ودرس الحديث والتفسير والبلاغة والفقه وتفقه على مذهب الإمام مالك، هاجر إلى دمشق ومكة والمدينة والتقى في المدينة بالشيخ مجد الدين القشري من قوص وصحبه من مكة إلى قوص ثم إلى قنا حيث استقر به المقام فيها وتزوج وكون له أسرة وكان يعمل بالتجارة ليجمع بين العبادة والعمل، حيث أخذ يدعو الناس ويعرفهم بتعاليم الدين الإسلامي ويعمل نهاراً ويجتمع بمريديه ليلاً ومن أهم كتبه : تفسير القرآن الكريم – رسالة في الزواج – أحزاب وأوراد – كتاب الأصفياء . توفى يوم الجمعة التاسع من شهر صفر لعام 592 هـ - 1195من، يتم الاحتفال بمولده سنوياً لمدة خمسة عشر يومأً من أول شهر شعبان حتى الخامس عشر منه.
كيف وصل القنائى إلى محافظة قنا
فى موسم الحج التقى فى مكة بأحد الشيوخ الأتقياء الورعين القادمين من مدينة قوص، وهو الشيخ مجد الدين القشيرى، الذى صحبه بعدها إلى مصر وقوص و قنا، حيث المجتمع متعطش إلى علم ووافق "عبد الرحيم" على الرحيل إلى مصر فوصل مدينة قوص ولم يرغب في البقاء بها وفضل الانتقال إلى مدينة قنا تنفيذا لرؤى عديدة أخذت تلح عليه في الذهاب والإقامة فيها، وتم تعينه بعد ذلك شيخا لمدينة قنا ومنذ ذلك عرف بالقنائى.
أشهر طقوس الاحتفالات بمولد القنائي
من أبرز طقوس الشعبية التى تظهر خلال المولد، بيع الحلوى التى تنتشر فى احتفالات المولد السودانى والسمسمية والفولية، بالإضافة إلى بعض المنتجات اليدوية التى يجد أصحابها المولد فرصة لترويج المنتجات فيما تظهر لعبة التحطيب والمرماح وركوب الخيل مع الليلة الختامية للمولد.
كما تتوافد العديد من الطرق الصوفية لمسجد العارف بالله من أبرزهم الطرق الرفاعية والعزمية والعزازية والأحمدية والشاذلية والأدريسية الأحمدية والدندراوية وغيرهم الكثير من الطر ، لكن الطريقة الرحيمية القنائية تكون الأكثر رعاية لشئون المسجد و مقام العارف بالله القنائى.
أوقاف قنا تحيى الليلة الختامية للمولد بكبار المقرئين والمنشدين
وتشهد الليلة الختامية لمولد السيد عبد الرحيم القنائى، جهودا كبيرة لمديرية أوقاف والتى تستعين بكبار المقرئين والمنشدين لإحياء ذكرى القطب الصوفى وسط تواجد كبير من المسئولين بالمحافظة محافظ ومدير أمن قنا والقيادات الشعبية والتننفيذية الذى يحرصون على التواجد فى الليلة الختامية وكذلك أعضاء مجلس النواب وكبار المسئولين والكثير من الشخصيات العامة.