أكرم القصاص - علا الشافعي

يوسف أيوب

كوريا الشمالية لن تكون الأخيرة.. الكواليس مليئة بالمفاجآت

الأحد، 29 أبريل 2018 12:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إشادة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بـ«المساعدة الكبيرة» التى قدمها نظيره الصينى حول كوريا الشمالية، التى سلكت مسار الدبلوماسية بعد تجارب نووية وصاروخية، أدت إلى تصاعد التوتر، تؤكد مجدداً أن الكواليس لاتزال مليئة بالكثير من المفاجآت، التى لم تعلن بعد، فمن كان يتوقع أن يلتقى الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج اون، والرئيس الكورى الجنوبى مون جاى، وينهيان قطيعة امتدت لسنوات، ومن كان يصدق أن مدير الـCIA الأمريكى زار بيونج يانج والتقى كيم جونج، واتفقا على عقد قمة أمريكية كورية شمالية، وفوق ذلك من كان يتخيل أن الصين والولايات المتحدة ينسقان فيما بينهما لإيجاد حلول لعدد من الملفات الدولية، وعلى رأسها النووى الكورى الشمالى، فى حين أن سماء العلاقات بين واشنطن وبكين ملبدة بالكثير من الغيوم الاقتصادية.
 
فى البداية، علينا أن نعرف أن هناك توترا اقتصاديا يسيطر على العلاقات الأمريكية الصينية، حيث يتهم دونالد ترامب الصين بـ«ممارسات تجارية» تضر بمصالح الشركات والعمال الأمريكيين، وأعرب عن أسفه لـ«الانتقال القسرى للتكنولوجيات الأمريكية»، و«سرقة الملكية الفكرية»، وتحت شعار الدفاع عن الأمن القومى، فرض ترامب، فى الثامن من مارس الماضى وفى قرار أحادى، رسوما جمركية على واردات الولايات المتحدة من الفولاذ والألومنيوم، لكنه استثنى مؤقتا كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبى من هذا الإجراء، وعمدت الإدارة الأمريكية إلى استهداف بكين عبر نشر قائمة مؤقتة بسلع صينية ستفرض عليها رسوم جديدة، وهو ما ردت عليه بكين بإجراءات مماثلة آثارت مخاوف من اندلاع حرب تجارية.
 
كما فتحت وزارة العدل الأمريكية تحقيقا للاشتباه بانتهاك شركة «هواوى تكنولوجيز» الصينية للعقوبات المفروضة على إيران، وخضعت الشركة التى تعد إحدى أكبر شركات العالم فى مجال الاتصالات لتدقيق قاس فى الولايات المتحدة، حيث يقول مسؤولو الأمن القومى هناك: إن قربها المزعوم من الحكومة الصينية يجعلها تشكل خطرا أمنيا، حيث كان عملها فى الولايات المتحدة محاطا دائما بمخاوف من التسبب بضرر للشركات الأمريكية المنافسة، وأن هواتفها وشبكاتها المستخدمة فى بلدان أخرى بشكل واسع قد تؤمن لبكين منافذ للتجسس، وفى السياق ذاته، أعلن وزير التجارة الأمريكى ويلبور روس أن خطة الصين لتحويل نفسها إلى محور للتكنولوجيا العالمية هى خطة «مخيفة» وتعرّض الملكية الفكرية للولايات المتحدة للخطر، وقال: إن خطة بكين للنمو الاقتصادى التى تحمل اسم «صنع فى الصين 2025» تحدد استراتيجية البلاد للسيطرة على «كل صناعة حديثة» من الفضاء إلى الاتصالات والروبوتات والسيارات الكهربائية.
 
نعم هناك اتفاق على أن يقوم وزير الخزانة الأمريكى ستيفن منوتشين والممثل التجارى روبرت لايتهايزر بزيارة بكين خلال «أيام قليلة» بناء على طلب الصين، لكن هذه الزيارة لا تنفى أن التوتر مرشح للتصعيد، آخذاً فى الاعتبار أن إدارة ترامب تركز على المسألة الاقتصادية فى كل تحركاتها الداخلية والخارجية، لكن ما قاله ترامب فى تغريدته، أمس الأول الجمعة، يؤكد أننا أمام مسارات مختلفة تسلكها الإدارة الأمريكية، وتحاول من خلالها الحصول على أكبر قدر من المكاسب، فوسط التوتر الاقتصادى القوى بين بكين وواشنطن يخرج ترامب ليقول علناً: «رجاء عدم نسيان المساعدة الكبيرة التى قدمها صديقى رئيس الصين تشى، للولايات المتحدة وخصوصا على حدود كوريا الشمالية.. لولاه لكانت العملية أطول وأكثر صعوبة».
 
ما قاله ترامب وما نراه يحدث الآن فى الملف الكورى الشمالى، يؤكد لنا أن العالم مقبل على خريطة سياسية جديدة لم تكن أبداً فى الحسبان، فترامب الذى أشعل معركة الانتخابات الأمريكية بتهديدات طالت الجميع، هو الآن من يسعى إلى الحوار مع كوريا الشمالية، ويلاطف الصين، وفى نفس الوقت يتحفظ على إعلان موقف واضح تجاه روسيا، ربما بسبب التحقيقات التى تجرى داخلياً بشأن تورط روسى مزعوم فى الانتخابات الرئاسية، فرغم أن كل الشواهد تقول إن ترامب يريد بناء علاقات جديدة مع موسكو، لكن التحقيقات جعلته يتراجع خطوات للخلف، وربما يلجأ إلى إجراءات مشددة تجاه روسيا، ليظهر للأمريكيين أنه ليس متساهلاً مع الروس وليس حليفاً لفيلاديمير بوتين.
 
كل الشواهد تقول إن عام 2018 لن ينتهى إلا بخريطة جديدة للعلاقات الدولية، ومصالح لم نعتادها، فأعداء الأمس باتوا اليوم أقرب لبعضهم البعض، كما أن خريطة الحلفاء تتغير، والسبب أن العقلية الاقتصادية التى تسيطر على واشنطن حالياً جعلت كل شىء قابلا للتحقق على الأرض، المهم أن تضمن واشنطن لنفسها تحقيق مكاسب اقتصادية، وفقاً لما تحدثت عنه أمس، بشأن حصرية الملفات التى تريدها إدارة ترامب، والتى تدفعها إلى استخدام سياسة الصدمة باختراق ملفات معقدة، وفك طلاسمها بمساعدة آخرين، وهو ما يؤكد أن الملف الكورى الشمالى لن يكون الأخير بل سيكون فاتحة لملفات أخرى سيطولها التغيير.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة