عقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، اليوم الثلاثاء، اجتماعا طارئا، برئاسة السعودية، وبناء على طلب من فلسطين وتأييد كل من الكويت، ومصر، والأردن، لبحث جرائم الاحتلال الإسرائيلى بحق الشعب الفلسطينى.
وأدان المندوبون الدائمون بالجامعة العربية المجزرة التى ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد الفلسطينيين العزل المشاركين فى"مسيرة العودة الكبرى" التى نظمها الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة بمناسبة يوم الأرض في 30 مارس 2018، وذلك للمطالبة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، والذي كفله القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية.
وأكد مجلس جامعة الدول العربية دعم الطلب الذى تقدمت به دولة فلسطين إلى المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية ومطالبتها بفتح تحقيق عاجل فى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التى ارتكبت بحق المدنيين الفلسطينيين العزل يوم 30 مارس 2018. كما أكد على حق الشعب الفلسطينى فى ممارسة كافة أشكال النضال ضد الاحتلال وفقا لأحكام القانون الدولى بما فى ذلك المقاومة الشعبية السلمية وتسخير الطاقات العربية الممكنة لدعمها.
وطالب المجلس، مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتشكيل لجنة تحقيق دولية فى أحداث يوم 30 مارس 2018 والعمل على تمكين هذه اللجنة من فتح تحقيق ميداني ذي مصداقية ومحدد بإطار زمني وضمان إنفاذ آلية واضحة لمساءلة ومحاكمة المسئولين الإسرائيليين عن هذه الجريمة وعدم إفلاتهم من العقاب العادل وإنصاف وتعويض الضحايا المدنيين العزل.
واستنكر المجلس فشل مجلس الأمن الدولي في استصدار بيان لإدانة الجرائم الإسرائيلية والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني الإنسانية والمطالبة بتحقيقها حول الإعتداءات على المتظاهرين السلميين في ذكرى يوم الأرض ، وطالب مجلس الأمن بتولي مسؤلياته لحفظ الأمن والسلم الدوليين وإنفاذ قراراته ذات الصلة بحماية المدنيين الفلسطينيين لاسيما القرار 904 لعام 1994 والقرار 605 لعام 1987 القاضية بإنطباق اتفاقية جنيف الرابعة على الأرض الفلسطينية المحتلة وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل.
وطالب المجلس، مجلس حقوق الإنسان والمفوض السامي لحقوق الإنسان باستخدام آليات واجراءات المجلس بما فيها المقررين الخاصين بقضايا الإعدام الميداني التعسفي، والحق في التجمع السلمي، والحق في حرية الرأي والتعبير للتحقيق في أحداث 30 مارس 2018 ومحاسبة المسئولين.
ودعا المجلس الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة لتحمل مسؤولياتها وكفالة إحترام وإنفاذ الاتفاقية في أرض دولة فلسطين المحتلة بما فيها القدس الشرقية من خلال وقف الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان .
وأدان المجلس الجرائم الإسرائيلية الواضحة والممنهجة واسعة النطاق ضد أبناء الشعب الفلسطيني المدنيين العزل ، والتي تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسان بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان ، هذه الجرائم التي كان آخرها الإعتداء على المتظاهرين الفلسطينيين السلميين الذين خرجوا في مسيرة العودة السلمية يوم 30 مارس 2018 في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة خاصة على خطوط قطاع غزة المحاصر والتي راح ضحيتها مئات الشهداء الجرحى من المدنيين العزل.
وحمّل المجلس الحكومة الإسرائيلية المسئولية القانونية والجنائية الكاملة عن هذه الجرائم البشعة مع التأكيد على ضرورة العمل لتقديم مرتكبيها إلى العدالة الدولية الناجزة دون إبطاء.
وأعلن المجلس تقديمه لكل الدعم والمساندة والتحية لصمود الشعب الفلسطيني البطل على أرضه ونضاله العادل والمشروع دفاعا عن حياته وأرضه ومقدساته وحقوقه ، في مواجهة جرائم وخطط وممارسات إسرائيل ، القوة القائمة بالإحتلال، بما فيها حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وثمن الجهود الحثيثة التي تبذلها دولة الكويت من خلال عضويتها في مجلس الأمن في متابعة تطورات القضية الفلسطينية والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية .
كما دعا المجلس ، البرلمان العربي ومؤسسات ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني العربية إلى التحرك الفعال لفضح جرائم إسرائيل ، القوة القائمة بالإحتلال، ضد الموطنين الفلسطينيين العزل والمطالبة بتأمين الحماية الدولية لهم.
وتباحث مجلس جامعة الدول العربية في دورته غير العادية في الجرائم التي مافتئت ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وحقوقه غير القابلة للتصرف والتي كان آخرها العدوان على المتظاهرين السلميين الذين خرجوا يوم 30 مارس 2018 بمناسبة ذكرى يوم الأرض الفلسطيني في مسيرة سلمية للمطالبة بحقهم في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها ، هذا الحق الذي كفله القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية بما فيها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194 لسنة 1948 وراح ضحية هذا العدوان الإسرائيلي الجديد مئات الشهداء والجرحى المدنيين العزل، الذين قتلوا وأصيبوا بدم بارد من قبل قناصة وجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي ضمن مسلسل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
من جهته أكد السفير ياسر العطوى، مندوب مصر في الجامعة العربية، أن إحياء ذكرى يوم الأرض يذكر الجميع بضرورة العمل الجاد و السريع من أجل التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية.
وقال العطوى - فى كلمة مصر فى الاجتماع، إن الأيام الماضية شهدت أحداثا خطيرة تمثلت فى سقوط 16 شهيدا فلسطينيا وإصابة المئات إثر خروج المتظاهرين في ذكرى يوم الأرض ليذكروا العالم بحقوقهم التي أقرتها قرارات الشرعية الدولية.
وأشار إلى إن مصر أدانت - فى بيان صادر عن الخارجية المصرية فى 30 مارس 2018 أى يوم خروج المسيرة السلمية - استخدام العنف ضد المدنيين العزل بالأراضى الفلسطينية المحتلة، وأكدت مصر رفضها للاستخدام المفرط للقوة ضد المسيرة السلمية.
وأضاف أن الجرح الفلسطينى انتفض له الجسد العربى من المحيط للخليج ، فالقضية الفلسطينية ستظل قضية العرب الجوهرية المركزية.
وقال إن مصر تؤكد دعمها الكامل لحقوق الشعب الفلسطينى فى مقدمتها حق إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس وحق العودة كما ندعو لتفعيل القرارات الدولية ذات الصلة، مطالباً المجتمع الدولى بتحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية، داعياً كافة الأطراف للتهدئة وضبط النفس وعدم تعريض حياة المدنيين للمزيد من المخاطر وتحذر من عدم استئناف عملية السلام وعدم التوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية.
وأعرب مندوب مصر لدى الجامعة العربية عن التأييد لمشروع البيان الذى قدمته دولة فلسطين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة