هذه المحبة التى ينالها محمد صلاح لدى جمهور ليفربول الإنجليزى، وهذه الرسالة المنسوبة لأحد المشجعين التى يقول فيها للفرعون المصرى: «أنت قررت أن تعاقب بريطانيا على احتلالها لبلادك»، كل هذا لا يصلح معيارًا نحكم به على تغير نظرة الإنجليز للمصريين منذ أن كان قنصل بريطانيا العظمى يتحكم فى نوع ملابس الخديوى، والبريطانيون مثل كل الغربيين الذين يتعاطفون مع بعض قضايا العرب، لكنهم مازالوا يعتبرون المواطن العربى مجرد مستهلك همجى يستفيد بما تنتجه الحضارة الغربية، ولا يستطيع أن يصنع حضارة أخرى لنفسه، وما فعله محمد صلاح كان مفاجئًا لهذه الصورة الذهنية السيئة، لكنه لن يستطيع أن يلغيها، لأنهم يعتبرونه استثناء وحيدا بين ملايين القواعد الأخرى الفاسدة، هم يروننا نستحق الإرهاب والفقر والتخلف، لأننا أجبرناهم على إنهاء احتلال أوطاننا، ولم يفكروا يومًا أن يعتذروا عن هذا، لكننا تسامحنا لأن النظر للأمام يتطلب منك أن تغفر وتنسى.