من الظواهر السيئة التى تفاقمت فى السنوات الأخيرة، وما زالت مستمرة حتى الآن ويعانى منها العديد من الآباء والأمهات، ظاهرة انتشار تعاطى المواد والأقراص المخدرة بأنواعها المختلفة، بين فئتى الشباب والأطفال، وهو ما بات يشكل خطرًا جسيمًا على مستقبل البلاد، إذا لم يتم التعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة بأسلوب جد مختلف عما هو عليه الآن، والأمر الأخطر من وجهة نظرى فى هذه الظاهرة، الذى يشكل لغزًا محيرًا يستدعى من جهات الاختصاص دراسته وتحليله بعمق للوقوف على أسبابه الحقيقية هو السهولة التامة، التى يمكن بها الحصول على المواد المخدرة من أماكن بيعها دون أى رادع أو خوف، وهو ما يظهر جليًا فى العديد من التحقيقات الصحفية فائقة المهنية المنشورة مؤخرًا فى هذا الشأن على صفحات جريدتنا المتميزة «اليوم السابع»، ومنها على سبيل المثال «مقبرة الشباب»، و«مافيا النباشين»، التى تحمل اعترافات تفصيلية موثقة عن السهولة المطلقة، التى يمكن بها الحصول على المواد والأقراص المخدرة بصفة منتظمة.
لقد أصبح من الضرورى الآن ونحن نسابق الزمن للحاق بركب العالم المتقدم فى جميع المجالات أن يكون على رأس أولوياتنا الحفاظ على صحة شبابنا وأطفالنا، والحيلولة بكل ما أوتينا من عزم وقوة دون وقوعهم فى براثن الإدمان، وهو ما لن يتأتى إلا بالإصرار الفاعل والأكيد على القضاء التام على هذه الظاهرة، وتطهير كل شبر من أرضنا المحروسة من جميع الشياطين الذين يعملون فى هذه التجارة الحرام.