رحل الكاتب الكبير أحمد خالد توفيق (1962-2018) عن عمر ناهز الـ55 عاما، مخلفا وراءه جرحا غائرا فى نفوس قرائه ومحبيه وفى الوسط الثقافى كله.
الكاتب الكبير لفظ أنفاسه الأخيرة، مساء الاثنين، فى مستشفى عين شمس التخصصى، ومن بعدها انتشر الحزن على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث اتشحت الصفحات بالسواد معلنة رحيل أحد صانعى الوعى فى الثقافة المصرية.
ربما الغريب فى حياة احمد خالد توفيق هو أنه تنبأ بموعد وفاته ودفنه بالضبط فى روايته قهوة باليورانيوم، ففى الصفحة 62 من الرواية، بدأها توفيق قائلا: "اليوم، كان من الوارد جدا أن يكون موعد دفنى هو الأحد 3 أبريل بعد صلاة الظهر.. إذن كان هذا هو الموت، بدا لى بسيطا ومختصرا وسريعا، بهذه البساطة أنت هنا، أنت لم تعد هنا، والأقرب أننى لم أر أى شىء من تجربة الدنو من الموت التى كتبت عنها مرارا وتكرارا، تذكرت مقولة ساخرة قديمة، هى أن عزاءك الوحيد إذا مت بعد الخامسة والأربعين هو أنك لم تمت شابا".
أحمد خالد توفيق
ومع ذلك نحمل خبرا جيدا وسط هذا الحزن لقراء الكاتب الراحل هو أنه قبل رحيله كان "العراب" قد انتهى من كتابة "أفراح المقبرة"، والتى سلمها إلى دار الكرمة للنشر.
و"أفراح المقبرة" التى سينتظرها جمهور الكاتب الراحل الدكتور أحمد خالد توفيق كان قد انتهى من كتابتها قبل رحيله بشهرين، وسلمها إلى دار الكرمة للنشر، التى سبق أن أصدرت له رواية "فى ممر الفئران".
وكشفت دار الكرمة للنشر، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، موعد صدور "أفراح المقبرة"، وأنها تعمل على الانتهاء من إعدادها للنشر، ليتزامن صدورها مع أيام عيد الفطر المبارك.
فى ممر الفئران
احمد خالد توفيق والموت
فى كثير من كتاباته كان أحمد خالد توفيق يحتفى بالموت يكتب عنه ويشير إليه لذا قال على لسان شخصيته الأبرز رفعت إسماعيل "وداعا أيها الغريب.. كانت إقامتك قصيرة، لكنها كانت رائعة.. عسى أن تجد جنتك التى فتشت عنها كثيرًا.. وداعا أيها الغريب.. كانت زيارتك رقصة من رقصات الظل.. قطرة من قطرات الندى قبل شروق الشمس.. لحنًا سمعناه لثوان من الدغل.. ثم هززنا رؤوسنا وقلنا أننا توهمناه.. وداعا أيها الغريب لكن كل شىء ينتهى".
احمد خالد توفيق
ولأن الموت يختار الطيبين كما يقول البعض، كان لأحمد خالد توفيق رأيا فى ذلك عندما كتب "بل الموت يختار ببراعة.. يختار الأفضل والأنبل والأشجع"، وهكذا اختار الموت شخص نبيل الكلام والطباع بشهادة جميع من تقابل معه.
وكتب العراب عن الموت يقول "لا أريد أن أتلوى ألما لحظة الاحتضار.. أريد نهاية نظيفة كلحظة انقطاع الكهرباء"، وهكذا كانت نهايته فى القاهرة حيث ذهب للاطمئنان على قلبه، فاستقبله الموت.
أفضل ما يتركه الشخص فى نفوس جميع من يعرفوه هو الحب، بمجرد إعلان خبر وفاة أحمد خالد توفيق تجمع العديد من قرائه ومن الكتاب الشباب الذى أثر فيهم الراحل ليرسمون لوحة فنية فى حب "العراب"، وربما تنفيذا لرغبته حين كتب "ستكون مشاهد جنازتى جميلة ومؤثرة لكنى لن أراها للأسف برغم أننى سأحضرها بالتأكيد".
العراب
وأحمد خالد توفيق طبيب وأديب مصرى ولد فى مدينة طنطا عام 1962 وحصل على دكتوراه فى الطب، صدر له عدد كبير من الروايات الأدبية خاصةً فى مجال الرعب والفانتازيا، فشارك فى سلاسل "ما وراء الطبيعة"، فانتازيا، رجفة الرعب، سافارى، بالإضافة إلى عدد من الروايات و الكتب مثل يوتوبيا، قهوة باليورانيوم، مجموعة مقالات ساخرة بعنوان ضحكات كئيبة، المجموعة القصصية الهول، وسبق وأن أصدرت له دار الكرمة رواية "فى ممر الفئران"، و"الهول" و"شربة الحاج داود".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة