عندما يصارح الرئيس السيسى المصريين بأن التحديات كبيرة ومستمرة فى سيناء الغالية، وأن الإرهاب فى الشريط الشمالى من أرض الفيروز تدعمه دول وكيانات كبرى، معنى ذلك أن المشروع الجهنمى لتحجيم مصر وتفتيتها وإخضاعها للفوضى والحرب الأهلية والدمار الشامل مازال قائما فى أذهان الأعداء التقليديين والطارئين على المنطقة، ومازال أيضا مدعوما منهم بالمال والسلاح والمرتزقة وشركات الأمن الدولية، التى تتسلل إلى البقاع المقصودة لارتكاب الجرائم البشعة، وتسخين الأجواء وإثارة الفتن بين عناصر المجتمع.
وعندما يقول رئيس الجمهورية: إن التحدى الأكبر أمامنا فى شمال سيناء هو الحفاظ على تماسك الدولة، فمعنى ذلك أن أطماع الأعداء التقليديين، ورغبتهم فى تمرير المشروع الصهيو أمريكى للحل النهائى الفلسطينى بإقامة دولة غزة العريش، بديلا عن استرداد الفلسطينيين لأراضيهم وفق القرارات الأممية، مازال قائما، بدعم الإرهاب وتهريب السلاح والبشر وتقديم أنواع حديثة من الأسلحة للإرهابيين مثل الصواريخ المضادة للطائرات، والألغام المضادة للدبابات، بهدف تكبيد الجيش والشرطة خسائر فى الأرواح والعتاد، توهما بأن الدولة المصرية يمكن أن تقبل بأى حلول وسط فيما يخص أرضها وسيادتها.
إذن، لا يجب أن نتصور للحظة أن قواتنا المسلحة والشرطة تواجهان فقط فى سيناء مجموعات من المتطرفين القتلة، الذين يصنفون أنفسهم إسلاميين ويبايعون أبوبكر البغدادى وإمارته المزعومة، فهؤلاء لا يتحركون بمفردهم أبدا، بل يتحركون بالريموت من قبل أهل الشر، الدول الداعمة والراعية للإرهاب والدول الموكول إليها الشق التنفيذى من المشروع الصهيو أمريكى لتفتيت وتدمير الدول العربية شرق وجنوب المتوسط.
ولا يجب أن نتصور أننا نواجه فقط تحالفا بين مهربى البشر والمخدرات والبضائع وبين المجموعات الإرهابية والمتسللين عبر الحدود، لا، فهؤلاء وأولئك أمرهم هين مهما كان عددهم بالمئات أو بالآلاف، ومهما تغلغلوا وسط أهالى سيناء، وأقنعوا بعض الفقراء والعاطلين بالانضمام إليهم، فهؤلاء لا يمكن أن يستمروا لسنوات دون دعم لوجستى وتسليح وتمويل وإغراءات مالية ضخمة لتنفيذ أهداف أكبر من إدخال شحنة مخدرات أو تهريب مجموعة من الأفارقة.
ولذا، عندما نقول: إن القوات المسلحة المصرية والشرطة تحاربان الإرهاب عن العالم، لا نكون متجاوزين، لأن حجم البنية الأساسية للجماعات والتنظيمات الإرهابية ضخم ومهول، وتم تنفيذ هذه البنية وتدعيمها على مدار سنوات من قبل أجهزة استخبارات دولية، تحسبا للحظة محددة تنتفض فيها هذه التنظيمات، وتعلن انفصالها بالشريط المرصود فى شمال سيناء والملاصق لغزة، لتفعيل خيار غزة- العريش، تمهيدا لاعتراف القوى الغربية به أمرا واقعا.
وعندما نقول: إن القوات المسلحة المصرية والشرطة تحاربان الإرهاب عن أوروبا، وتحميان محيطها من هجمات وحشية خطيرة، لا نكون مبالغين، فالإرهاب لو تجذر فى شمال سيناء، لن يكون أمامه إلا عبور البحر المتوسط ليتسلل إلى كل الدول الأوروبية على غرار المهاجرين غير الشرعيين، ولتنظروا كيف تخضع الدول الأوروبية لابتزاز أردوغان لمجرد أنه يهددهم بفتح الحدود أمام اللاجئين، ليدخلوا الدول الأوروبية مع احتمال أن يكون بينهم دواعش وأعضاء بتنظيمات إرهابية.
كما يجب أن نعلم يقينا أن المعركة فى مصر وفى شمال سيناء هى صراع بين إرادتين، بين مشروعين مختلفين ومتضادين أحدهما للبناء والسلام والتنمية والتعمير، والآخر للكراهية والتدمير والخراب والإرهاب، بين دولة تريد فرض سيادتها وكلمتها على حدودها وبين معسكر الطامعين المستعمرين الأعداء التقليديين والمستجدين على معسكر العداء.
وبإذن الله، ستنتصر كلمة الدولة المصرية على حزب الشر والخراب والدمار، بإذن الله سينجح أبطالنا من رجال القوات المسلحة بأفرعها البرية والبحرية والجوية فى اقتلاع جذور الإرهاب والقضاء على فلولهم فى كل بقعة مصرية، وقطع كل دوائر الاتصال والدعم والتمويل بينهم وبين من يدعمونهم فى الخارج، فالشعب المصرى لديه درع وسيف، حسب تعبير الرئيس الراحل أنور السادات، يستطيع أن يزود عنه وأن يحميه من أى مؤامرة أو خطر أو تهديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة