يعتقد خالد مشعل أن مصيره ومستقبله الآن فى يد تركيا وقطر، لذلك لا ينطق إلا لكى يرضى الدولتين، حتى مع إدراكه أنه يكذب، لكنه يعتبرها «كذبة بيضاء»، المهم أن تستمر قطر فى احتضانه، وتركيا فى الإنفاق عليه وتوفير كل ما يحتاجه، لكى يعيش حياة رغدة هو وأبناؤه.
خالد مشعل المعروف أنه أول من يغدر بالصديق وقت الضيق، كان ضيفاً قبل أيام على تركيا التى احتفلت بمرور تسعين عاماً على تأسيس جماعة الإخوان الإرهابية، لم يجد شيئاً يمجد به تركيا إلا سوريا التى طالما استضافته هو وأسرته وبقية أعضاء المكتب السياسى لحركة حماس، لكنه اليوم غدر بسوريا، واعتبر الاحتلال التركى لجزء من الأراضى السورية «منقطة عفرين» بأنه نصر.
مشعل الذى قال فى 2013 إن «هناك أطرافا قضت أشهر طويلة فى الحديث حول ما يجرى فى سوريا، وأرى أن هناك نوعاً من الخداع يجرى حالياً، وأن هناك أجندات مخفية للعديد من الأطراف الدولية المعنية بإطالة أمد الأزمة السورية وتدمير البلاد، هذه الأطراف لا تريد لسوريا أن تستعيد عافيتها، فهم يستخدمون شعارات إيجابية رنانة، لكن واقع مواقفهم يأتى متوائماً مع الأجندة الإسرائيلية الرامية إلى تدمير سوريا وإيقاع مزيد من القتلى واستمرار الأزمة»، هو نفسه الذى قال قبل أيام فى تركيا «إنّ الغزوة التركية فى عفرين بمثابة نصر كان نموذجاً للإرادة التركية، وإن شاء الله سنسجل ملاحم بطولية لنصرة أمتنا التى عاشت رافعة الرأس بزعامة تركيا».
تخيلوا أن مشعل الفلسطينى الذى يعانى مثل كل الفلسطينيين من الاحتلال الإسرائيلى لأراضيهم اليوم يمجد فى سلطة الاحتلال التركية، لا لشىء إلا لكى يرضى رجب طيب أردوغان وتميم بن حمد، بل إنه يقول هذا ويدافع عن الاحتلال التركى فى وقت يحيى فيه الفلسطينيون ذكرى مسيرة العودة الكبرى، وكأنه يشرعن للإسرائيليين احتلالهم للأراضى الفلسطينية، حتى وإن حاول تزيين أحاديثه بالإشارة على القضية الفلسطينية، لأنها لم تعد تحتل أيا من تفكيره، بل يتعامل معها بمنطق المصلحة الشخصية ومصلحة من يرعونه فى أنقرة والدوحة، وللمشاكسة فقط، مشاكسة الفصائل الفلسطينية الأخرى وتحديداً حركة فتح والسلطة الفلسطينية، لكن دون أن يقترب خطوة واحدة من إسرائيل المحمية من أردوغان وتميم.
مشعل الذى سبق وتولى رئاسة المكتب السياسى لحماس، يبدو وكأنه يريد إفشال كل مساعى المكتب السياسى الجديد للحركة، حتى نترحم على أيامه، فهو غير مقتنع بالمصالحة الفلسطينية، كما يرى أن النصر فى فلسطين لن يأتى إلا على يد جماعة الإخوان الإرهابية، وهو الفكر الذى لفظه كل الفلسطينيين حالياً، خاصة حركة حماس التى أيقنت كذب ما كان يدعو له مشعل صاحب المصالح الشخصية التى كادت أن تقضى على الحركة، قبل أن يستفيق الحمساوية ويبعدوه عن المناصب الرسمية علهم يجدوا لأنفسهم الطريق الصحيح.
مشعل ظهر من تركيا وكأنه المنقذ لجماعة الإخوان الإرهابية، موزعاً نصاءحه للجميع، ونسى أنه الأولى بالنصيحة من غيره، منذ أن قرر الغدر بالجميع ليبقى هو فقط، فقال كذباً إن مؤسس الإخوان حسن البنا له فضل كبير على الأمة الإسلامية وترحم عليه خلال كلمته، وأثنى على دوره وسيد قطب فى تأسيس وترسيخ الفكر الإخوانى فى المنطقة، متناسياً أن سيد قطب هو من أسس للإرهاب فى المنطقة، وأن الإخوان ما هى إلا جماعة أنشئت تحت رعاية الاحتلال الإنجليزى وبرعاية منه، بهدف تقويض السلطات والأنظمة فى المنطقة، وأن الجميع يعلم الدور القذر الذى قامت به الجماعة منذ تأسيسها وحتى الآن فى تخريب العقول وتدمير الأوطان مستغلة الشعارات الدينية.
لا يدرك مشعل أن دوره انتهى كعراب لتركيا وقطر فى المنطقة، وأنه بات مفضوحا بين الجميع بما فيهم أبناء حماس الذين أدركوا قبل غيرهم كذب مشعل وحاشيته، وأنه ليس إلا دمية فى يد المخابرات التركية والقطرية يوجهونه كيفماء شاؤوا، طلبوا منه الانقلاب على نظام بشار الأسد فى سوريا فلم يتأخر لحظة، حتى حينما اتفقت تركيا وقطر مع إسرائيل على تغيير فكر حماس لم يجدوا إلا مشعل لتنفيذ الفكرة بإصدار وثيقة جديدة لحماس حظيت برضا إسرائيلى أمريكى، وفى نفس الوقت نالت غضباً داخل حماس، وقيادات الحركة ممن أدركوا أن مشعل أداره لاستخدام القضية الفلسطينية لخدمة جماعة الإخوان الإرهابية ونظامى أردوغان وتميم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة