أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

شفرة الحوت الأزرق

الخميس، 05 أبريل 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للأسف لن نتمكن من معرفة دوافع من يدخل إلى هذه اللعبة، لأننا للأسف لا نعلم بدخولهم إلى هذا العالم القاتم إلا بعد وفاتهم.
 
لست أدرى هل الموت هو السبب الأول لدخولهم إليها؟ أم هو التحدى فحسب، تحدى تنفيذ أوامر القائمين على اللعبة، تحدى الذات التى تخاف من بعض الشروط، تحدى النفس والمراهنة على استطاعة الخروج فى الوقت المناسب؟
 
هى لعبة أسسها الروسى فيليب بوديكين «21 عامًا». وقد تم اتهامه بتحريض نحو 16 طالبة على الانتحار بعد مشاركتهن فى اللعبة، وهى الظاهرة التى قال عنها فى مقال نشره موقع «الديلى ميل» البريطانى إننى أحاول تنظيف المجتمع من «النفايات البيولوجية، التى كانت ستؤذى المجتمع لاحقًا، مؤكدًا أن جميع من خاض هذه اللعبة سعداء بالموت، وبحسب موقع «اليوم السابع» فإن هذه اللعبة تتم عبر تطبيق يُحمّل على أجهزة الهواتف الذكية وتتكون من 50 مهمة، تستهدف الفئات العمرية ما بين 12 و16 عامًا، وبعد أن يقوم اللاعب بالتسجيل لخوض التحدى، يُطلب منه نقش الرمز التالى «F57» أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة، ومن ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد من أن الشخص قد دخل فى اللعبة فعلًا، ويتم السيطرة على اللاعب من خلال اتباع بعض التعليمات الغريبة التى تعتبر جزءًا من طقوس اللعبة ومنها الاستيقاظ فى وقت مبكر، ومشاهدة بعض الأفلام التى تحتوى على مشاهد مرعبة وسماع أنواع معينة من الموسيقى بجانب العزلة التامة، وعدم محادثة الأشخاص، وذلك لضمان وصول اللاعب إلى حالة نفسية سيئة تمهيدًا للمرحلة الأخيرة وهى تنفيذ التحدى الأخير وهو الانتحار.
 
ظلت هذه اللعبة غريبة عن عالمنا بعيدة عن وطننا، لكننا للأسف ابتلينا بها مؤخرًا، فتسببت فى قتل طالب لأبيه فى إمبابة، وانتحار ابن المحامى حمدى الفخرانى، وهو ما سيثير الفضول عند شرائح متعددة من أبناء الشعب المصرى للبحث عنها ومعرفة أسرارها ولا مانع بالطبع من خوض تحدياتها، وهو ما يؤكد أننا مقبلون على عالم آخر فيه تتخذ الجريمة أشكالًا أخرى، ويتورط فيها الضحايا المذنبون بوسائل متعددة، وفى اعتقادى أن تلك اللعبة لا تختلف كثيرًا عن فكرة التورط فى الدخول إلى الجماعات الإسلامية فالتحول إلى الإرهاب، فالإنسان الذى يدخل إلى دوامة التطرف يتغير شيئًا فشيئًا حتى يتحول من إنسان عادى مثلما وصفت ابنة حمدى الفخرانى أخيها، إلى إنسان ميت، لكن عبر تنفيذه لأوامر «الحوت الأزرق» يتحول إلى مسخ، كذلك الإرهابيون، يدخلون إلى عالم الإرهاب بنية صالحة ورغبة فى الارتقاء، ثم يتحولون إلى مجرمين بعد أن يتلقوا أوامر سيدهم أو أميرهم، وفى الحالتين لا يدخل إلى هذا العالم أو ذاك إلا «فارغ» أو أو«أجوف».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة