ما بين عشية وضحاها أصبحت لعبة "الحوت الأزرق" مسار حديث المجتمع المصرى، بعد أن تسببت فى انتحار نجل البرلمانى السابق حمدى الفخرانى، ووصل الأمر إلى الحد الذى دفع أحد المحامين لتقديم فيليب بوديكين، الروسى صاحب الـ 22 عاما مخترع اللعبة إلى المحاكمة، بتهمة قتل نجل الفخرانى.
وعلى الرغم من أن بوديكين موجود حاليا فى السجن ثلاث سنوات، بتهمة التشجيع على الانتحار، إلا أن هذا الشخص الذى قتل عشرات المراهقين حول العالم سيبقى واحدا من أكثر الشخصيات الغريبة فى تاريخنا الحديث، وهو أيضا قليل الكلام فما الذى نعرفه عنه؟، السطور التالية ستجيبك على هذا.
بدأ الأمر كله فى عام 2013، حين بدأ بوديكين فى التواصل مع بعض المراهقين والاستماع الى مشكلاتهم عبر برنامج "سكايب"، بدأ يطلب منهم ارسال المزيد من المراهقين، يعتقد أن بوديكين تواصل مع نحو 20 ألف مراهق، وبدأ فى إرسال محتويات باعثة على الإكتائب مثل أغانى وكتابات، واختار من بين هؤلاء الأشخاص الأكثر ضعفا وإحباطا للتلاعب بهم.
فليب بوديكين لحظة القبض عليه
بدأ بوديكين فى التلاعب بضحاياه عبر هذه اللعبة، فى لقاء نادر أجرته قناة "REN-TV" الروسية معه قبل القبض عليه، قال بوديكين إن ما فعله كان إنقاذا لضحاياه من التعاسة التى كانوا يعيشون فيها بالفعل، وجعل حياتهم اكثر سعادة، ويجعلهم يدركون مشكلتهم الحقيقية أنهم يجب أن يغادروا حياتهم.
الأكثر من هذا أن بوديكين وعد من يلعبون اللعبة بالسعادة الأبدية فى الجنا، حيث أخبر الضحايا بقوله: "سأجمعكم جميعا فى مكان واحد فى السماء".
فليب بوديين فى لقاء مع القناة الروسية
يعتقد بوديكين أيضا أنه أدى خدمة للمجتمع، قائلا: "هناك مجتمع وهناك قاذورات بشرية، هؤلاء الذين لا يقدمون أي خدمة للمجتمع، الذين من الممكن أن يؤذون المجتمع يجب إزالتهم، انا قمت بهذه الخدمة ونظفت المجتمع، لكن بوديكين نفى أن تكون لعبته قد قتلت 130 شخصا، قائلا: "لم أقتل سوى 17 شخصا فقط" الآخرون انتحروا دون أن اتدخل شخصيا.
فليب بوديكين خلال المحاكمة
فى المقابلة نفسها يحكى بوديكين، أنه كان يطلب من الذين يقدمون على قتل نفسهم، أن يتخلصوا من جميع الوسائل التى يمكن من خلالها للمحققين الوصول لسر انتحارهم، وهو ما جعله بعيدا عن الأعين لسنوات، لكن أحد الفتيات ذات عمر 15 عاما لم تمسح حسابها على موقع التواصل الاجتماعى VK، وهو ما قاد المحققين فى النهاية للوصول إليه.
بوديكين يقول أيضا أنه قبل دخوله السجن، فقد ترك خلفه 28 شخصا مستعدون للتخلص من حياتهم بسبب اللعبة، أما المحققون حوله وحسب جريدة "ديلى ميل" فيقولون إنه بعد الحكم بإدانته وحبسه، كان مازال يشعر بأنه "نصف إله" غير قابل للمس، وكان فى حالة نفسية جيدة وسعيد بإنجازه الذى حققه.
فليب بوديين خلف القفص
فى لقاء مع صحيفة "بطرسبرج" سؤل بوديكين، إن كان قد دفع المراهقين نحو الانتحار فعلا، فأجاب بفخر: "نعم لقد فعلت، نعم أفعل هذا بشكل حقيقي، لكن لا تخافوا، ستفهمون ما فعلته يوما ما، لقد ماتوا سعداء، لقد وهبتهم مالم يحصلوا عليه طوال حياتهم، الفهم الجيد والعلاقات الإنسانية القوية".
وبحسب جريدة الديلى ميل، فإن المحققين أكدوا أن بوديكين كان فى المدرسة معروفا بأنه شخص بلا أصدقاء ومنعزل، وأن والدته لم تكن ترعاه بسبب ارتباطها بالعمل حيث لم يكن تقريبا يراها، كان لديه أيضا أيضا مشاكل دراسية، كما كان مدمنا على الانترنت بعد أن ترك المدرسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة