فى إشادة جديدة بمستقبل قطاع الطاقة فى مصر، أكدت صحيفة ""انيرخيا أولترى" الاقتصادية الإيطالية أن الدولة المصرية على مشارف عهد جديد من الثروات البترولية، مشيرة فى تقرير لها إلى أن القاهرة ستصبح من أهم محاور الطاقة الرئيسية فى المنطقة بفضل اكتشافات الغاز الأخيرة فى البحر المتوسط.
وقالت الصحيفة فى تقريرها إن مصر باتت مركز غاز طبيعى جاذب ، وأن موقعها فى هذا المجال يتزايد بشكل واضح خاصة فى ظل توافر العديد من الظروف التى تميز مصر عما سواها من الدول، حيث لديها موانئ تصدير للغاز الطبيعى المسال ، والتى من شأنها أن تجعل من السهل على قبرص الحصول على الغاز دون بناء محطات خاصة بهم، ولذلك فيمكن لمصر استخدام الغاز لتلبية الطلب المحلى المصرى أو للتصدير، وهو ما يجعلها محورا إقليميا فى صناعة وتصدير الغاز الطبيعى.
وزير البترول مع فريق العاملين فى حقل ظهر
وقال الخبير الإيطالى سابيستيان تورينو إن "سلسلة الاتفاقات التى تم انعقادها فى السنوات الأخيرة حول الغاز الطبيعى والطاقة بشكل عام ، كشفت عن وجود خطوط صدع جيوسياسية عميقة، وخاصة بين إسرائيل ومصر واليونان وقبرص من ناحية وتركيا من ناحية آخرى، وعكست شعور تركيا بالقلق من اكتشافات المتوسط الجديدة.
وأوضح تورينو أن "فى بداية عام 2009 قامت كل من اسرائيل ومصر وقبرص بسلسلة من الاكتشافات واسعة النطاق فى حوض ليفانتى ، وفى الأشهر القليلة الماضية ، دفعت سلسلة الاتفاقات والاكتشاف الهامة "لكاليبسو" قبالة ساحل قبرص تركيا إلى إظهار عضلاتها ، وذلك بعد أن تحول التوازن الإقليمى نحو مصر، البلد المرشح ليصبح من محاور الطاقة الرئيسية فى المنطقة.
وأكد الخبير أن الاكتشافات الواعدة من قبل شركة إينى وتوتال قبالة ساحل قبرص (كاليبسو) أعطى دفعة جديدة لحماس الجزيرة بعد خيبة الأمل التى كانت تشعر بها، مما يجعلها تستقبل عهد بترولى جديد.
وأكد الخبير الإيطالى أن توطيد العلاقات بين قبرص واليونان وإسرائيل ومصر ساهم فى تفاقم الخلافات مع تركيا، التى طالما كانت متوترة مع الدول الأربع الأخرى، حيث تدعى أنقرة الحق فى استغلال الموارد الطبيعية لحماية مصالح القبارصة الأتراك فى الجزيرة.
وعن القلق التركى المتزايد ، قالت الخبير إن أنقرة تحاول وقف اكتشافات المتوسط التى ستجعل مصر دولة محورية فى صناعة وتصدير الغاز، ولذلك أقدمت على منع سفينة إيني قبالة ساحل قبرص التى كانت عازمة على استكشاف احد الحقول ، وهددت أنقرة أى شخص بمتابعة أعمال مماثلة ، وفى الوقت نفسه منحت حقوق التنقيب لشركة النفط التركية الوطنية بتروليوم، وقد أدى ذلك إلى تفاقم الأزمة مع أعضاء المجلس الأوروبى ، الذى دعم علانية قبرص من خلال دعوة تركيا إلى وضع حد للأعمال العدائية، حيث قال نجدت بامير ، مهندس بترول ورئيس اللجنة التركية للطاقة إن "المشكلة الرئيسية هو أن الاتحاد الأوروبى يرى أن المجتمع اليونانى هو المالك الوحيد للجزيرة دون الأخذ بعين الاعتبار حقوق المجتمع التركى، ويرى أن الحل الوحيد هو عمل الطرفين معا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة