قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامى، إن أول محاولة تقطير لإنتاج الكحول فى التاريخ كانت للعالم العربى المسلم الجليل "جابر بن حيان"، الذى ولد بعد مرور قرن من نزول القرآن الكريم، بينما بدأ إنتاج الكحول عالى التركيز الـ 96% بالتقطير بكلية "سالرنو" فى إيطاليا بعد ذلك بـ 12 قرنًا، وأول من استطاع تحضيره هو العالم "تاديو الدراتو" فى القرن الـ 13.
وفى الحلقة السابعة عشر من برنامج "بالحرف الواحد" الذى يربط بين الدين والعلم والحياة كمثلث متكامل، تحدث خالد عن مكونات مشروب من نوع خاص جدًا يعد الله به المؤمنين فى الجنة، "يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ* بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ"، وهو مشروب لم تعرفه البشرية أصلًا، لكنه على مر العصور استطاعت أن تصل لنماذج قريبة جدًا منه، وقد رأيتها بعينيك فى هذا العصر الحديث.
وفى شرحه لمكونات هذا الشراب الذى تحدث عنه القرآن، أشار خالد إلى أنه "إذا كانت الإجابة البديهية على السؤال: هل يمكن أن يختلط الزيت بالماء بالنفى، فإن العلم يثبت عكس ذلك، إذ من الممكن أن يذوب فى الماء فى حال أضفنا لهما مادة أخرى تساعد الزيت على الذوبان فى الماء، تسمى علميًا بـ (Emulsifier)، وهى مادة تستطيع أن تكون مستحلبًا دهنيًا، أول من اخترعها الكيميائى الفرنسى مارسيلين برثيلوت سنه 1853".
ودعا إلى "تجربة وضع كوب من الزيت على كوب من الماء، ثم أضف إليهما المادة المذكورة ستحصل على سائل أبيض اللون مثل اللبن.. الزيت لونه أصفر والماء لونه شفاف.. لكن عندما يذوب الزيت فى الماء فى وجود تلك المادة ستكون النتيجة سائلاً لونه أبيض مثل اللبن بالضبط، ويطلق عليه العلماء اسم المستحلب الدهنى أو بالإنجليزية (Emulsion ) ومعناها في اللاتيني (To milk ) يعنى "إلى لبن".
وأضاف: "يمكنك أن ترى هذا التفاعل في فيديوهات كثيرة متداولة، أشهرها فيديو إعلانى لنوع معين من الخمور، يسمى خمرة الأعشاب (herb liquor)، حيث يأتى فتى الإعلان بزجاجة خمر لونها شفاف مثل الماء، ثم يأتى بكأس فارغ به القليل من الماء ثم يضيف إليه القليل من الخمر، فيتكون فى الكأس على الفور مزيج بين الماء والخمر لونه أبيض مثل اللبن، لدرجة أنك يمكن أن تتخيل أن ما في الكأس هو لبن فعلًا، لكنها خمرة أعشاب".
وفى إجابته على التساؤل: ما هى خمرة الأعشاب هذه وكيف تصنع؟ ولماذا يتكون مزيج أبيض اللون مثل اللبن بين خمرة الأعشاب والماء فى الكأس؟، أوضح خالد أن "هذا النوع من الخمور يصنف لدى تجار الخمور على مستوى العالم على أنها خمور لذيذة ذات طعم متميز وهو طعم الأعشاب التى تحتويها، ويختلف طعمها على حسب نوع خلطات الأعشاب المختلفة، والتي تختلف من شركة لأخرى، يطلق عليها اسم "ليكور" لأن تركيز الكحول فيها عال ويصل إلى 40%".
وحول كيفية تصنيعها؟، يجيب: "تقوم كل شركة من شركات إنتاج خمور الأعشاب باختيار توليفة أعشاب معينة مثل الزنجبيل - القرفة – الكافور - الينسون وغيرها، ثم يتم تقطيرهذه التوليفة العشبية مع كحول تركيزه 96%، يدخل الكحول مع الأعشاب فى عملية تقطير مستمرة إلى أن تذوب كل الزيوت العطرية الأساسية التى فى الأعشاب مع الكحول، وتعتبر الزيوت العطرية الأساسية (essential oils ) للأعشاب هي المسئولة عن الطعم اللذيذ للأعشاب وعن رائحتها".
وأوضح أنه "عندما تذوب هذه الزيوت العطرية الأساسية كاملة في الكحول تتوقف علمية التقطير، ثم يعبأ بعد ذلك هذا الكحول الذائب فيه الزيوت العطرية الأساسية للأعشاب في زجاجات جذابة ويكتب عليها خمرة أعشاب أو (Herb liquor )".
وتابع خالد شارحًا: "عندما يوضع القليل من هذا الخمر في كأس به القليل من الماء، يتكون مزيج داخل الكأس من الماء + الزيوت العطرية الأساسية للأعشاب + الكحول، والكحول هو المادة التي تستطيع أن تكون مستحلبًا دهنيًا (Emulsifier)".
واستطرد قائلاً: "يذيب الكحول الزيوت العطرية الأساسية للأعشاب في ماء الكأس، بمجرد أن يوضع القليل من خمر الأعشاب في هذه الكأس، ويتكون بذلك مستحلب دهني (Emulsion ) في الكأس، ولذلك فإن من يشرب كأسًا من هذا الخمر فهو فى الواقع يشرب مستحلبًا دهنيًا Emulsion لونه أبيض".
وفسّر خالد حديثه عن هذا النوع من الخمر بالتحديد، بأنه "الله عز وجل وعد المسلمين بأنهم سوف يشربون نوعًا معينًا من الخمر داخل الجنة، وأنها كما وصفها لنا القرآن الكريم خمرة أعشاب، يقول تعالى: "إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا"، " وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلا".
واستدرك: "ليس هذا فحسب، بل قال لنا القرآن إن خمرة الأعشاب هذه هي بيضاء اللون في الكأس الذي يأتي من عين جارية في الجنة".
وحول متى بدأ إنتاج خمرة الأعشاب في العالم؟، أجاب خالد: "ليس قبل أن ينجح العلم في إنتاج الكحول عالى التركيز الـ 96%، لأنه لابد أن تبدأ عملية تصنيع خمرة الأعشاب بكحول عالي التركيز 96%، وبدونه لن يتم تصنيع خمرة أعشاب ولا يوجد كأس خمر أبيض اللون".
وأشار إلى أنه "بدأت عمليات إنتاج الكحول عالي التركيز الـ 96% بالتقطير بكلية "سالرنو" في إيطاليا، وأول من استطاع تحضيره هو العالم "تاديو الدراتو" في القرن الـ 13، ولم يسمح بإضافة الكحول للمشروبات الكحولية إلا في القرن الـ 15".
وذكر أن "أول محاولة تقطير لإنتاج الكحول في التاريخ كانت للعالم العربي المسلم الجليل "جابر بن حيان"، والذي ولد بعد مرور ما يقرب من قرن بعد نزول القرآن".
ومضى خالد متسائلاً: "الآن بم تفسر وعد القرآن للمسلمين فى الجنة بشرب خمرة بيضاء لذيذة قبل أكثر من 1400 سنة؟، وهل تعتبر أن وصفها بخمرة أعشاب ولونها بأنه أبيض في الكأس أيضًا صدفة"؟
وتابع: "هل تعلم ما هي نسبة الكحول في الخمر الذى ينتج من التخمر عمومًا؟ يكون تركيز الكحول فيه من 15 -18% أى نسبة لا يمكنها أن تنتج خمرة أعشاب مطلقً"ا.
وقال إن الخمر كان يصنع في عصر الإنجيل وعصر الإسلام من تخمر العنب، ولونه أحمر إلى أحمر داكن ومازال على هيئته حتى الآن"، إذن فلما لم يعد المسلمين بخمر حمراء في الجنة تجنبًا للصدام وتماشيًا مع لون الخمر وقتها كي يتمكن الناس من تخيلها وقتها؟ لماذا قال إنها خمرة أعشاب، وحدد اللون بأنه أبيض بالذات؟ يفسر ذلك بأن "القرآن هو كلام الله".
ويقول إن "الله وعد المسلمين بأن يشربوا فى الجنة خمرة أعشاب "إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا"، "وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلا"، ولونها أبيض "يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ * بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ"، قبل أن يخرج هذا النوع من الخمور إلى العالم الذى نعيش فيه أصلاً".
إذ أشار إلى أنه "وقت نزول القرآن في القرن السابع الميلادي لم يكن يتصور أحد أن هناك خمرة أعشاب، وأن لونها أبيض عندما تشربها لأن كل ما يرونه هو خمر أحمر، أما الآن فنحن نراها في الفنادق والمنتجعات والمطارات والكثير من المطاعم والأماكن السياحية".
ورد على من يقولون إن الغسل والطهارة واجبة بصورة مستمرة عند المسلمين، على الرغم من أنهم يستوردون المطهرات والمنظفات والعطور الفخمة من الغرب بأن "العالم العربي المسلم جابر بن حيان. فهو أول من استطاع إيجاد الكحول الذي لولاه لما تمكن الغرب من النظافة والتطهير وإجراء العمليات الجراحية والتعقيم وأخذ عينات دم من ذراعك بدون عدوى وتصنيع المطهرات والمنظفات وغيرها".
وقال إنها "حكمة الله أن يكون السبب في النظافة الحيوية والتطهير والتعقيم في العالم كله هو عالم مسلم، اسمه جابر بن حيان هذا ما لا يستطيع أن ينكره حتى كل علماء الغرب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة