الأرقام وحدها كفيلة بالإجابة عن أية تساؤلات أو استفسارات للمؤشر التصويتى العام فى 2018، لأنه إذا ما وقفنا على الرقم ودلالته بات واضحا ما وراء الرقم من تفسيرات وتحليلات فى المحاولة الجادة لفهم عقل الناخب المصرى فى الصندوق.
إذا كانت انتخابات الرئاسة فى 2014 حققت 24 مليونا و537 ألف صوت صحيح وانتخابات الرئاسة فى 2018 حققت 22 مليونا و491 ألف صوت صحيح، إذن ففارق الأصوات الصحيحة بين الاستحقاقين الانتخابيين يبلغ 2 مليون و45 ألف صوت والسؤال هنا، أين ذهب الفارق العددى للأصوات بين 2014 و2018.
فى المقال الخامس لتحليل أرقام نتائج الانتخابات الرئاسية سنحاول الإجابة عن السؤال الأهم، أين ذهب 2 مليون صوت من الأصوات الصحيحة.
كل التحليلات غير الرقمية القائمة على «الفهلوة السياسية» كانت تشير إلى أن التراجع العام فى محافظات القناة والصعيد هو السبب فى الفارق العددى للأصوات بين 2014 و2018 بواقع 2 مليون، ولكن التحليلات الرقمية كشفت جانبا أبعد فى الرواية.
أولا: تراجع الأصوات الصحيحة فى محافظة القاهرة يمثل وحده %48 من 2 مليون صوت فارق بين 2014 و2018، لأن القاهرة سجلت فى 2014 عدد أصوات صحيحة بلغ 3 ملايين و321 ألفا، بينما سجلت فى 2018 عددأصوات صحيحة بلغ 2 مليون و332 ألفا بفارق 989 ألف صوت، وهو الفارق الأكبر فى مؤشر التصويت بين كل محافظات الجمهورية بين 2014 و2018.
ثانيا: الدلالة هنا من هذا التحليل الرقمى، أنه من الخطأ تحميل محافظات أخرى تراجع الأصوات فى 2014 مقارنة بـ2018، لأنه إذا ما استعرضنا باقى المحافظات سنجد محافظتين مثل الجيزة والإسكندرية، كلاهما سجل نسب تراجع، مجموعها بلغ تقريبا %36 من 2 مليون صوت صحيح فارق بين 2018 و2014، بقيمة عددية توازى 750 ألف صوت.
ثالثا: الأرقام تقودنا فى التحليل المعلوماتى إلى أن التراجع فى الأصوات الصحيحة بين 2014 و2018 والبالغ قيمته 2 مليون صوت، تركز فى 3 محافظات هى القاهرة والجيزة والإسكندرية، وهى المحافظات الأعلى كثافة والأعلى فى الخدمات والأعلى فى اهتمام ورعاية الدولة، وتلاها بعد ذلك محافظة مثل الدقهلية، وهى محافظة أرقامها تشير نوعا ما لتغير فى تركيبتها التصويتية، لأن المحافظة فى 2014 كانت تتخطى حاجز الـ2 مليون صوت صحيح بـ83 ألف صوت، بينما نفس المحافظة فى 2018 انخفضت عن حاجز 2 مليون وتراجعت بـ263 ألفا، وحققت رقم أصوات صحيحة بلغ مليونا و820 ألف صوت.
رابعا: إذا ما انطلقنا من أرضية الـ2 مليون صوت صحيح كمعامل مقارنة جديد بين 2014 و2018، فسنجد أنه فى 2014 كان لدينا محافظتان فوق منطقة 2 مليون وهما القاهرة والدقهلية، حتى أن القاهرة كانت تتجاوز الـ3 ملايين وليس 2 مليون فقط بينما كانت هناك 7 محافظات تتحرك فى المنطقة بين مليون والـ2 مليون، أما فى 2018، فلا توجد غير محافظة واحدة فقط فى منطقة الـ2 مليون وهى القاهرة بينما توجد 9 محافظات فى المنطقة بين مليون و2 مليون.
وقد يتبادر لذهنك أنه من المفروض أن يكون عدد المحافظات بين مليون صوت صحيح و2 مليون صحيح، 8 وليس 9، على اعتبار أن الدقهلية تراجع أصواتها لأقل من 2 مليون فى 2018 عن 2014، فدخلت فى هذه الشريحة، ولكن اللافت أن هناك محافظة جديدة قادمة من الخلف بقوة الصاروخ دخلت كتلة المليون صوت وهى محافظة المنيا، فهذه المحنفظة بـ2014 كان عدد أصواتها الصحيحة 948 ألف صوت، بينما فى 2018 ارتفعت أصواتها الصحيحة بواقع 327 ألف صوت لتحقق مليون و275 ألف صوت، وبالتأكيد الرقم يحمل دلالات مختلفة فى المنيا، وسأحاول جاهدا أن أخصص لها مقالا منفصلا فى محاولة لتفسير الصعود المفاجئ بعدد الأصوات المرتفع فى المنيا ينتهى مقال اليوم، وغدا مقال جديد بمعلومات مختلفة وبدلالات نوعية عن انتخابات 2018، فى محاولة لفهم «مصر اللى فى صندوق الانتخابات».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة