قرأت أمس، تصريحًا غريبًا لأحد المحامين المشهورين، والذى تفرغ فى الفترة الأخيرة لتقديم العديد من البلاغات المثيرة للجدل، بأنه يعتزم تقديم بلاغ للسيد النائب العام يتهم فيه إحدى الراقصات بازدراء الأديان لأنها كانت ترتدى طرحة على رأسها ضمن الزى الذى كانت تؤدى به عملها، وهو ما يدعونى أن ألفت نظره ومعه السادة المحامين الآخرين الذين تخصصوا فى مثل هذا النوع من البلاغات «الذى لا يوجد أى مردود إيجابى من ورائه على الإطلاق» إلى خطورة الدور الذى أصبحوا يلعبونه بين الناس، لأنهم بهذا السلوك يبتعدون بمهنة المحاماة الجليلة عن أهدافها السامية، ويغرقون المجتمع طول الوقت فى قضايا جدلية تتعلق بتوافه الأمور وتستهلك جهدًا ووقتًا كبيرين كان يمكن استغلالهما فيما هو شديد الأهمية وجلى الإيجابية والإفادة لصالح جموع المواطنين، خاصة ونحن فى مرحلة مفصلية من عمر الوطن تتطلب منا بذل جهود جادة، ومضنية، وخلاقة لكى نستطيع اللحاق بركب العالم المتقدم.
يا سادة يوجد عشرات القضايا والموضوعات الأخرى التى تشكل أولوية حقيقية لجموع المواطنين وستجدونها موجودة فى العديد من التحقيقات الصحفية المتميزة التى تمتلئ بها وسائل الإعلام المختلفة على الدوام ولا تجد للأسف أى اهتمام منكم.
إن الوطن يحتاج منا الآن أكثر من أى وقت مضى أن نبتعد عن «ثقافة القشور»، «وثقافة المظاهر» وأن نكرس جهودنا للاهتمام «بثقافة التفاصيل» لأنها الأولى والأبقى.. فهل من مدرك؟ وهل من مجيب؟.