أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

عودة حديث المصالحة مع الإخوان الإرهابيين

السبت، 07 أبريل 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عادت من جديد تلك الدعوات الغامضة المائعة للمصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة، مرة بإطلاق دعوة للمصالحة مع ما يسمون بالمتعاطفين مع الإخوان، دون تحديد مفهوم «المتعاطفين»، وما إذا كانوا من أعضاء الجماعة أم أعضاء حزبها المنحل، وما إذا كانوا ممن لم يحملوا السلاح رغم انضمامهم للجماعة، ومرة ثانية تحت دعوى مراجعات لشباب الإخوان فى السجون حتى يمكن إعادة دمجهم فى المجتمع من جديد.
 
والحق أن حديث المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية يتجدد، كلما حققت الدولة المصرية نجاحات ملموسة على صعيد تثبيت الدولة المصرية واستئصال جذور الإرهاب فى شمال سيناء، وعلى الحدود الغربية، وكلما تقدمت البلاد على الصعيد الاقتصادى وعبرت أزماتها المصنوعة والحصار الخفى المفروض عليها ضمن مشروع الفوضى الخلاقة لإعادة تخطيط وتقسيم المنطقة العربية.
 
وهذا الحديث عن المصالحة، غالبا ما يتجدد على ألسنة المعبرين عن الخطاب الأمريكى والمصالح الأمريكية فى المنطقة، من عمرو حمزاوى إلى سعد الدين إبراهيم وانتهاء بأصدقاء السفارة فى القاهرة، بصرف النظر عن موقف الدولة المصرية المعلن، وكذلك موقف عموم المصريين وفى القلب منهم أسر شهداء الشرطة والجيش.
 
عمومًا، نحن لن نشكك فى نوايا أصحاب طروحات المصالحة مع جماعة إرهابية تقتل المصريين مثل الإخوان، والتوقيت الذى يطرحونها فيه والكيفية التى يطرحونها بها، لكننا بدورنا، نطرح عليهم مجموعة من الأسئلة المبدئية، نتمنى أن يجيبونا عليها:
 
أولًا: ما معنى أى دعوة للمصالحة فى ظل الموقف الرسمى للدولة الذى عبر عنه الرئيس السيسى فى حواره مع قناة «فرانس 24»، بقوله إن أى مصالحة مع الإخوان لا يمكن أن تتم إلا بقرار من الشعب وليس بقرار من الرئيس، وأضاف «السؤال ده لما يتوجه ليا بقول حاجة واحدة، الإجابة عند الشعب والشعب المصرى فى حالة غضب شديد ويجب على الآخرين وضع ذلك فى الاعتبار».
 
ثانيا: ماذا ستعمل الدولة المصرية مع هؤلاء المتعاطفين مع الجماعة؟ وكل المتعاطفين بدون استثناء يتسترون ويدعمون الخلايا النوعية التى حملت السلاح ضد أفراد الشرطة والجيش وزرعت القنابل فى الشوارع والميادين، وأحرقت المؤسسات والمصالح العامة والخاصة، وما العمل فى المتعاطفين الذين قدموا دعما لوجستيا للقتلة والإرهابيين مثل توفير المأوى والعلاج والطعام ووسائل الاتصال؟
 
ثالثا: هل تعتبر أن جماعة الإخوان فصيلا إرهابيا أم لا؟ فإذا كانت إجابتك بنعم فكيف تطلب المصالحة مع الإرهابيين القتلة، وإذا كانت على غرار الإدارة البريطانية بـ«لا»، فكيف تصف جرائم الإخوان بحق الشعب المصرى؟ وأين حق الشهداء من الجيش والشرطة والمواطنين العزل الذين راحوا بفعل العمليات الخسيسة للجماعة؟
 
رابعًا: كيف من وجهة نظرك تتم إعادة تأهيل الإخوان الذين أقسموا على البيعة للمرشد أن يكونوا جنودًا مخلصين فى جماعته، وأن يأتمروا بأمره فى الكبيرة والصغيرة، وفى المنشط والمكره بما فى ذلك العمل كليًا ضد مصالح البلد والإضرار بها بقدر الإمكان؟
 
خامسًا: بم تفسر ولاءات الإخوان لأجهزة المخابرات الأجنبية وسعيهم دائمًا لأن يكونوا أدوات فى أيدى الدول الكبرى ضد مصالح بلدهم، وهل للإخوان ولاء أصلًا لما يسمى الوطن وهم يسعون إلى أستاذية العالم والفكرة الشمولية الغامضة عن إعادة دولة الخلافة؟
 
سادسًا: كيف تتم المصالحة إذن، وعلى أى أساس إذا كانوا أصلًا لا يهتمون بفكرة الوطن والمصالحة، ويتحالفون مع الشيطان لتحقيق مصالح الجماعة؟ وكيف يمكن أن يجلس ممثلو الدولة المصرية مع من تلوثت أيديهم بالدماء وما هو القانون الحاكم لهذه المصالحة المرجوة إذا كانت المحاكم المصرية قد قضت باعتبار جماعة الإخوان إرهابية محظورة وانتهى الأمر؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة