"أنا طفل بنادى بأبسط حقوقنا.. نفسى أعيش فى أمان.. لاحروب ولا خطف ولا اغتصاب وتجارة أعضاء".. خرجت هذه الكلمات من فم طفل لم يتجاوز عمره السبع سنوات، ولكنه أصبح أيقونة فى أمراض التشوهات الخلقية، فعلى الرغم من سنوات عمره الصغيرة إلا أن معاناته تجاوزت طفولته التى لم يعشها بشكلها الطبيعى، فخضع جسده الصغيرة ل 16 عملية جراحية، بدأها حين وصل عمره سنة و8 أشهر، واستمرت الجراحات حتى بلوغه الست سنوات كاملة.
تعلم كريم ياسر شعبان، خلال سنوات عمره الصغير، الكثير من الأمور التى يجهلها الكبار، فالصبر وتحمل المعاناة، أبرز صفاته الآن، يهوى رسم القلب داخل أوراق كراسته، لأنه يؤمن أن القلب إذا كان سليم فباقى أعضاء الجسد سيسلم من أى شئ يمسه، يذهب كريم فى أوقات فراغه لحفظ القرآن الكريم الذى حفظ جزءا كبيرا منه، كما يحفظ أبيات الشعر الوطنية.
تفاصيل معاناة كريم تحكيها والدته رضا محمد غازى، قائلة: منذ أول يوم ولادته، تفاجأت بأن ابنى لايقوم بإخراج فضلاته، فذهبوا به إلى أحد الأطباء ولكنه لم يخبرنا بأى شىء وبعد عودته، فحصناه جيدا وأخبرتنا خالته بعدم وجود فتحة شرج لديه، تسبب له الألم والبكاء المستمر، وأخذوه منه إلى مستشفى الشاطبى، لمدة خمسة أيام لا أعلم عنه شيئا وكنت دائمة البكاء عليه، ولكنهم كانوا يرفضون ذهابى خوفا من رؤيته بهذا الشكل.
وتكمل والدة كريم: تفاجأت بعد مرور 5 أيام بابنى يعود إلى، بعد أن أخرجوا منه القولون خارج جسده ليستطيع إخراج الفضلات، وكنت أنظفه ولا أعلم حتى الآن كيف فعلت ذلك، حتى بلغ عمره سنة و8 أشهر، حين أصبح جسده يتحمل إجراء العمليات الجراحية، وبدأنا سلسلة من العمليات الجراحية وصل عددها 16 عملية حتى شهر مايو الماضى.
وتقول رضا: كريم لم يعش طفولته زمان بشكل طبيعى، فلم يكن يستطيع اللعب مع أصدقائه، وكان يخاف الأكل، ولا يعرف النوم بشكل جيد، ولكنه الله ميزه بالكثير من الأمور الجيدة، فلو كان الله بابتلاه بآية خلقية، الا أنه تميز بأمور كثيرة مختلفة، منها حفظه للقران، وأبيات الشعر العربى، وأصبح نشاطه جيدا ويستطيع ممارسة الرياضة بإبداع، وساعده على ذلك مدرسته التى كانت تعطيه مميزات مختلفة مثل مساعدتها فى تقديم الدروس لزملائه ومراجعة واجباتهم.
ووجهت رضا رسالة إلى الأمهات التى ابتلاهم الله بأطفال ذوى احتياجات خاصة، مطالبة إياهم بالصبر وعدم إهمالهم سواء نفسيا أو جسديا لأن الأمومة رسالة من الله على الأم تأديتها سواء لطفل سليم أو مريض، والا لما كانت الجنة تحت أقدام الأمهات، واذا كان الله قد ابتلى الطفل بمرض فإنه أكمله فى شئ اخر.
يذكر أن مفتى الديار المصرية الدكتور شوقى علام، كرم والدة كريم ونجلها أثناء تواجده فى احتفالية اليوم القومى الثانى لأمراض التشوهات الخلقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة