خططوا وبذلوا كل غال ونفيس لتطبيق السيناريو السورى فى مصر، وجرجرة بلادنا للموت والخراب والدمار والانهيار، وتقسيمها إلى كانتونات تافهة وغير مؤثرة، ويسقط اسم «مصر» من فوق الخريطة الجغرافية!!
وعندما كنا نصرخ فى أوج الحراك السرطانى الينايرى، من خطورة الوضع، وأن ما يحدث فى سوريا وليبيا واليمن والعراق، ليست ثورات، ولكن مخطط جهنمى لإسقاط الأوطان فى وحل الفوضى، وأن الجماعات والتنظيمات والحركات الفوضوية، ونشطاء السبوبة، وأدعياء الثورية، وأصحاب دكاكين حقوق الإنسان، يحاولون دفع مصر إلى نفس المسار السورى، فكانوا يخرجون علينا، ويسفهون من أننا نحذر من أن تصبح مصر مثل سوريا، لأن هدفهم بالفعل الفوضى، وأن هؤلاء جميعا لا يقتاتون إلا على الفوضى، ويتنفسون رائحة الموت، ويستمتعون بمشاهدة شلالات الدماء!!
وخلال الأيام القليلة الماضية، تداول سوريون رسالة موجعة على «الواتس آب» فيما بينهم، وبين أصدقائهم، ومنهم مصريون، والرسالة طويلة، دونها أستاذ جامعى، يدعى «مهاب الحلبى» وعندما تقرأها يدمى قلبك كل حرف من حروف كلماتها، وربما تصل إلى حالة الانهيار، وبعدما تنتهى من القراءة، وتتجاوز محنة الألم والوجع من مضمونها، ترفع يديك إلى السماء شاكرا الله سبحانه وتعالى، أنه أنقذ مصر من نفس المصير!!
وسأنشر نص الرسالة دون تدخل منى، من باب العظة والتذكرة، وأيضا من باب الاستفادة من دروس الغير، ونستخلص منها الحكمة والعظة، وتمنحنا القوة فى التمسك بأمن بلادنا واستقرارنا، وأن نعمة الأمن والأمان لا توازيها أى نعمة أخرى.
إلى نص الرسالة:
«رجعنا لبيتنا بحلب، ريحة المنطقة متعفنة بشكل لا يطاق ولا يتحمله بشر، نزلنا كلنا نفتش الطريق كله ثم وجدنا أربع جثث متحللة ملقاة بالقمامة، جاء رجال من جيراننا وقرروا أن يحملوا الجثث المتحللة معنا، وضعنا على أنوفنا كمامات وحملنا الجثث إلى أقرب مكان يمكننا دفنهم فيه، كنت أسير فى الطريق والدموع لم تفارق عينى وأنا أحمل الجثث وأنظر للشوارع والبيوت، كل شىء تحطم وتدمر، وأثناء السير كنت أتساءل فى سرى موجها سؤالى للجثث: من أنتم وأين أسركم وأبنائكم؟ كيف كانت أحوالكم قبل الربيع العربى؟! وبعد أن وصلنا إلى مكان الدفن، عثرنا على بطاقة هوية لجثة من الجثث كانت موضوعة فى جيب بنطاله، كان من المستحيل التعرف على ملامحه لكنى عرفته من تحقيق الشخصية «بطاقة الهوية»، صدمنى أنه كان أحد طلابى فى الجامعة، وفجأة سمعت صراخ أحد الجيران ممن كانوا يحملون معنا الجثث، يقول: لقد نسينا ذراع هذا الرجل فى القمامة.. زاد بكائى وحزنى ما هذا الذى نحن فيه؟! أصبحنا نجمع الجثث من القمامة وننسى ذراع فلان وأصابع فلان!! ما هذا الضياع والدمار والخراب؟!
أنا رجل كنت أُدرس فى إحدى الجامعات، أحمل كتبى ومؤلفاتى، وأعلم طلابى كيف يتحلون بالشجاعة والعزيمة والقوة لتحقيق أهدافهم، الآن أحمل جثثا بين حطام البيوت وأسير مطأطأ الرأس، ومحطم النفس، وأسير فى الطرقات لأجد أحد طلابى جثة متحللة فى صناديق وأكوام القمامة، بعدما كنا نزرع الزهور تحت بيوتنا، أصبحنا نجمع أشلاء بشر، والآن أتساءل: هل هذا ربيع؟! هل هذه ثورة؟ هل هذه سوريا؟ ليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا. رسالتى لكم، حافظوا على بلادكم، فإذا خربت فستجدون معارفكم جثثا وأشلاء على أرصفة الطرقات». مهاب الحلبى.
إلى هنا انتهت الرسالة، والتى تذيلت نهايتها باسم الأستاذ الجامعى السوى، مهاب الحلبى، ولا يمكن لنا أن نجزم بصدق الرسالة، ولا يمكن أيضا أن نكذبها، نظرا لما يحدث فى سوريا، من قتل وخراب ودمار، لم يسبق له مثيل، وأن هناك بالفعل بعض الذين هربوا من حلب، عادوا إليها عقب تحريرها!!
لكن نضع هذه الرسالة أمام أعين البرادعى وصباحى وخالد على وممدوح حمزة وعلاء الأسوانى وخالد داود وكل أدعياء الثورية من حركة 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين وأصحاب دكاكين حقوق الإنسان، ودواسات تويتر، ليقرأوا ويتبصروا مضمونها، قبل أن يبصروا كلماتها، ويشعروا بالذنب، مما ارتكبوه فى حق بلادهم، تحت شعارات العمل الثورى، ودفع البلاد إلى السير فى نفس مسار سوريا، وليبيا، واليمن، ولم يتعظوا حتى الآن، ومستمرون يحملون نفس المخططات، وكلما زادت خصومتهم مع النظام، زاد سخطهم وغضبهم، والعمل على ترويج الشائعات، والتسفيه والتسخيف من المشروعات والإنجازات.
رسالة الأستاذ الجامعى السورى، هى فى حقيقة الأمر، صرخة تزلزل قلب كل مصرى، وتنبهه إلى المصير الذى كان ينتظره، ويدفعه إلى بذل كل غال ونفيس من أجل الحفاظ على أمن واستقرار وطنه!!
ولك الله ثم جيش جسور وشعب صبور يا مصر..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة