كشف استطلاع للرأى أجراه معهد بحوث السياسات العامة فى لندن، عن رغبة الشعب البريطانى بأغلبية ساحقة فى التخلى عن خطط تقضى بإبرام صفقات تجارية مع الولايات المتحدة، عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى (بريكست)، وذلك من أجل حماية معايير سلامة الغذاء العالية فى بريطانيا.
وتأتى استنتاجات هذا الاستطلاع - الذى توصلت إليه صحيفة (الاندبندنت) البريطانية - إضافةً إلى تصويت عام بسحب الثقة عن استراتيجية بريكست التجارية التى وضعتها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى، والتى تهدف إلى إخفاء ضربة محتملة لتجارة الاتحاد الأوروبى عن طريق دفع "بريطانيا العالمية" للتوقيع على اتفاقيات مع بلدان أخرى فى أنحاء العالم، وتعد الولايات المتحدة الأغنى من بين بلدان العالم.
وفكرة "بريطانيا العالمية" تهدف إلى توجيه رسالة بأن بريطانيا لن تنسحب من العالم بخروجها من الاتحاد الأوروبى، وتبقى مفتوحة للاستثمار ونشيطة على الساحة الدولية، بحسب مجلة "إيكونوميست" البريطانية، ويُتوقع أن يطلب مفاوضو التجارة الأمريكيون من بريطانيا أن تفتح أسواقها للمنتجات الغذائية الأمريكية والتى تعد فى الوقت الراهن غير قانونية بموجب قوانين الاتحاد الأوروبى كثمن لإبرام اتفاقية التجارة الحرة.
ومن بين الممارسات المحظورة فى التكتل الأوروبى ولكنها منتشرة على نطاق واسع حاليا فى الولايات المتحدة، الدجاج المغسول بالكلور ولحوم الأبقار المعالجة بالهرمونات ولحوم الحيوانات التى تتغذى على فضلات الدجاج، والمحاصيل المغسولة بمبيدات الحشائش الكيميائية، فيما اعترض تقييم أنظمة السلامة فى الاتحاد الأوروبي، الذى أصدرته وزارة التجارة الأمريكية مؤخرًا على الشروط "المكلفة والمرهقة" للوائح التكتل الأوروبى التى يفرضها على اللحوم، ووصف التقييم لوائح التكتل فيما يخص استخدام المواد الكيماوية بأنها "ببساطة غير ضرورية".
وذكرت الإندبندنت أن 82% من الشعب البريطانى قالوا إن الإبقاء على اللوائح الحالية يجب أن يحظى بالأولوية حتى وإن تم إلغاء الاتفاق مع الولايات المتحدة، بينما أيد 8% من إجمالى عدد المستطلعة آراؤهم المضى قدمًا فى اتفاق التجارة الحرة مع واشنطن، ودافع وزير التجارة البريطانى ليام فوكس، عن احتمالية تقنين ممارسات الزراعة الأمريكية المحظورة، وقال إنه لا توجد أسباب صحية تمنع تناول الدجاج المغسول بالمياه المعالجة بالكلور، مضيفًا أنه يؤمن بإعطاء الشعب البريطانى فرصة اختيار ما يأكلونه، وأظهر الاستطلاع أن الشعب البريطانى يؤيد التوافق مع لوائح الاتحاد الأوروبى لضمان اتفاق تجارى أفضل مع الاتحاد.
وأكد مارلى موريس الباحث البارز فى معهد بحوث السياسات العامة، أنه بحسب الاستطلاع يؤيد الشعب البريطانى مواصلة التماشى مع معايير العمالة والبيئة ومعايير المستهلك التابعة للاتحاد الأوروبى ولا يفضلون إلغاء القيود التنظيمية، وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد أعرب عن حماسه إزاء إبرام اتفاق تجارى "كبير للغاية وعظيم" مع بريطانيا عقب بريكست.
