الزهراء لايق حلمى قنديل، طالبة بالصف الثالث الإعدادى بمعهد فتيات أبو زيادية، من قرية الشباسية التابعة لمركز دسوق بكفر الشيخ، والحاصلة على الصوت الماسى والمركز الأول على مستوى العالم فى حفظ القرآن الكريم، يتيمة الأب، توفى والدها فى 23 فبراير 2007م، وكان عمرها 3 سنوات وشقيقها عبد الرحمن 3 أشهر، تعانى أسرتها من ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، فهى تقطن ووالدتها وشقيقها فى منزل جدتها لأمها، وبرغم ذلك إلا أن الطفلة مصرة على مواصلة نجاحات كثيرة وتحولت حديث العالم كله، فهل تجد من يكرمها إكرامًا لحفظها للقرآن؟.
الزهراء مع شيخها محمد طلال
تعمل والدتها فى حضانة بالقرية، ووالدها كان يعمل نجارًا وتمكنت والدتها من خلال معاش التضامن الذى لا يتعدى 495 جنيهًا فقط أن تربى نجلتها على حفظ القرآن الكريم وتصل الطفلة للعالمية بصوتها الجميل.
قالت الزهراء لايق قنديل: "بفضل الله تعال حفظت القرآن الكريم ترتيلًا وتجويدًا، فى كتاب القرية ومحفظيها الشيخ أحمد طلال وشقيقيه محمد وعمرو طلال محفظى القرآن الكريم بكتاب القرية"، مؤكدة على أن والدها توفاه الله فى 23 فبراير 2007م، وكانت طفلة تتذكر ذلك اليوم الذى توفى الله فيه بعد عناء من ورم سرطانى خبيث، ومنذ ذلك اليوم ترك فى نفسها دافعًا للنجاح، والتمسك بكتاب الله.
وأضافت الزهراء، إنها التحقت بمعهد القرية لتتعلم أصول دينها، وتعلمت بكتاب القرية على يد مشايخ أجلاء عظام علموها كيفية حفظ وتلاوة القرآن وكذلك حفظت الـ40 النووية، وبعض أحاديث رياض الصالحين، وبعض المتنون كمتن تحفة الأطفال، والجزرية، وغيرهم.
وقالت الزهراء، إنها تعلمت القرآن بالمقامات الصوتية، وكان الفضل لله ثم للدكتور أحمد مصطفى كامل، خبير الأصوات العالمى، المقيم بالقاهرة، وهو معلم المقامات الوحيد فى مدرسة الشيخ مصطفى إسماعيل، ولم يكن يُتمها عائقًا، أمامها بل دافعًا لها لأن الله سبحانه وتعالى أحن وأعطف على الإنسان من والده ووالدته، مؤكدة على أنها كانت تتمنى أن يكون والدها بجوارها ولكنها إرادة الله، فقد أيقنت وتعلمت من مشايخها أنه لا إرادة بعد إرادة خالقها، مشددة على أن يتمها شرف لها ويكفى أنها تشبه النبى صلى الله عليه وسلم فى يتمه.
الزهراء مع اليوم السابع
وأضافت الزهراء، أن الشيخ أحمد طلال عرف أن هناك مسابقة للأصوات الجميلة من حفظة القرآن الكريم، وتقدم بأوراقها، فخاضت مسابقات على مستوى المحافظة والجمهورية وفازت بالمركز الأول على مستوى الجمهورية، وتم تصعيدها للمسابقات النهائية بدولة قطر ثلاث سنوات متتاليات ممثلة مصر فى تلك المسابقة، وحصلت على الصوت الماسى على مستوى العالم فى المسابقة التى أقيمت فى مصر برئاسة الدكتور أحمد عيسى المعصراوى، وكانت تتوجه من قريتها أسبوعيًا مع شيخها للقاهرة لتعلم المقامات، وحصلت على الدرجة النهائية فى مسابقة المعاهد الأزهرية، وبداية خوضها المسابقات فى مسابقة الخرافى وحصلت على الدرجة النهائية بها، كما خاضت الكثير من المسابقات فى كلا من محافظة البحيرة والشرقية والإسكندرية والدقهلية، والقاهرة، والجامع الأزهر.
وقالت الزهراء، إنها تتمنى أن تكون طبيبة تخصص أورام لتعالج المرضى خاصة أورام السرطان، حتى لا تتكرر مأساة والدها مع أحد، مؤكدة على أن بداخلها أمل كبير فى تحقيق حلمها، كما حقق الله لها التفوق فى مسابقات القرآن الكريم، لعلها ترد لوالدتها جزء بسيط من سهرها وآلامها وتحملها الكثير لتربيها وتربى شقيقها عبد الرحمن الذى يدرس فى الصف السادس الابتدائى .
وأضافت الزهراء، أنها تنصح كل يتيم أن يتخذ من يتمه دافعاً للتفوق وإثبات الذات حتى ولو كانت الظروف المادية صعبة، فالبصر والتحمل سيصل الإنسان إلى مايريد، كما يجب على اليتيم أن يواجه كل صعوبات الحياة بأمل، مؤكدة على أنها تتذكر والدها كثيرًا وتبكى وتتألم لفراقه، لأن وجود الأب أمر هام فى حياة الطفل، خاصة البنت التى تكون أقرب لأبيها ولكن عزائها الوحيد أن الله ربط على قلبها ووفقها فى حياتها .
وقالت الزهراء، إن القنوات الفضائية استضافتها عدة مرات ومنها القناة الثانية المصرية، والمحروسة، والمديح والمجد خطب، كما أن لها الكثير من المقاطع المسجلة بالصوت والصورة عبارة عن قرآن مرتل ومجود وإنشاد ومديح، وتعتبر أن كل ذلك معونة من الله على ما فقدته فى حياتها، مؤكدة أنها حاليًا تقرأ ختمة كاملة بإجازة حفص عن عاصم على شيخها محمد طلال حافظ.