أحمد إبراهيم الشريف

قيامة المسيح واستشهاد أطفال أفغانستان

الأحد، 08 أبريل 2018 06:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الواضح أن الجرح الأفغانى عميق أكثر مما نتخيل، ولا يريد أن يشفى، بل إنه فى كل يوم يدمى بشكل يفطر القلب، وبالأمس القريب شاهدنا صورا لأكثر من 100 طفل وشاب تتراوح أعمارهم بين «8 و17» عاما راحوا ضحية لهمجية قوات التحالف والجهل الأفغانى اللذين اتفقا على تنفيذ هجمة استهدفت مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم كانت تشهد احتفالات لتكريم هؤلاء الشباب والأطفال من الفائزين فى مسابقة لختم القرآن الكريم قرب قندوز فى شمال شرق أفغانستان.
 
الوجع الذى صحب هذا الحادث المؤلم لا يساويه سوى ما حدث لمحبى السيد المسيح الذين يحتفلون اليوم بعيد القيامة، عندما أبصروا جسد سيدهم معلقا على الصليب من قبل اليهود الذين اتهموه بإثارة الفوضى وحرضوا الرومان على قتله قائلين، إنهم يتحملون دمه هم وأبناؤهم، ومثلما نظرت السيدة مريم للجسد المصلوب بكل حزن العالم نظرت أمهات أفغانستان للأجساد الممددة بكل وجع الدنيا، وشعرن بأنهن وحيدات يعشن فى مأساة لا تنتهى فصولها.
 
مأساة طويلة يعيشها الأفغان شارك فى صناعتها السوفييت والجماعات الإسلامية المتطرفة والتنظيمات الإرهابية وأمريكا والصمت الإسلامى الطويل الذى قارب الخرس والتواطؤ العالمى الذى لا يعرف سوى كلمة الأقوياء، أما الفقراء فهم مجرد أرقام توضع على قوائم القتل والإصابة.
 
وفى الحقيقة، فإن الصمت الدولى الذى صاحب هذه المجزرة لا يصدق، حيث اكتفت الأمم المتحدة بوصفه بـ«المزعج»، وفى الحقيقة لا أعرف معنى كلمة «مزعج» ربما لها دلالة سياسية خطيرة، لكن عن نفسى أراها كلمة لا طائل منها ولا هدف تؤدى إليه، فهى تشبه «يدين ويشجب» وغيرهما من الكلمات الدبلوماسية التى لا تقدم، بل تؤخر.
 
بالطبع ليست هذه هى المرة الأولى التى يقصف فيها أطفال أفغانستان، فالتقارير التى أصدرتها اليونيسيف أكدت أن نحو 700 طفل لقوا مصرعهم فى الأشهر التسعة الأولى من عام 2017، فما بالنا فى زمن التواجد الأمريكى المكثف فى سنوات الاعتداء الأولى، حتما مات الآلاف على يد الآلة العسكرية كما كانوا يموتون جهلا وفقرا على يد التنظيم الإرهابى «طالبان».
 
لكننا وسط كل هذا الحزن الجاثم لا نملك فى يوم قيامة السيد المسيح سوى أن نتربص بالنور الذى يأتى بعد الحلكة، وأن نطالب المؤسسات الدولية المسؤولة بأن يكون لها دور حقيقى على الأرض لصالح أطفال أفغانستان.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة