أكثر من 5 أشهر مرت على محمود الشاب البالغ من العمر 23 عاما وكأنه يعيش وأسرته فى كابوس مرعب، انقلبت حياته الهادئة رأسا على عقب وأصبحت تشبه أفلام الأكشن التى يظهر فيها تجار المخدرات يعذبون ضحاياهم وينكلون بهم.
عائلة الشاب المجنى عليه
اختطفته عصابة من عصابات المخدرات وعذبته وأجبرته على تعاطى الهيروين وتوقيع إيصالات أمانة وعلقته عاريا وصورته فى أوضاع مخلة ، بعد أن اتهمته بالإبلاغ عن أحد رجالها.
يحكى الحاج محمد عبد الحميد الذى قارب الـ70 من عمره، مأساة نجله محمود قائلا: "نعيش فى رعب منذ ألقى رجال المباحث القبض على أحد أفراد عصابة تتاجر فى المخدرات فى نوفمبر الماضى، واتهم باقى أفراد العصابة ابنى محمود بالإبلاغ عنه".
المجنى عليه
وتابع: "ابنى فى حاله ومابلغش عن حد، لكن أفراد العصابة بتهددنا يوميا بالدبح، وبعدها خطفوا ابنى وعذبوه وكانوا هيموتوه".
التقط أطراف الحديث نجله "محمود" الذى تبدو عليه علامات الإعياء ، قائلا "بقالى 5 شهور مش بخرج من البيت من ساعة العصابة ما هددتنى، لأنهم فاكرين إنى بلغت عنهم، وطلبنا منهم نعمل جلسة عرفية، لكن رفضوا، وأحد أفراد العصابة قال لنا تسيبوا البيت كلكم وتمشوا واللى هيقعد طلقة بـ2 جنيه ونص تخلص أمره".
وأوضح: "قلعونى هدومى كلها وعلقونى من رجلى وصورونى فى أوضاع سيئة، ومزقوا جسدى بكترات فى أماكن حساسة، وضربونى فى وجهى حتى انكسرت أنفى، وشممونى هيروين علشان أبقى مدمن، وأجبرونى على التوقيع على 15 إيصال أمانة".
آثار تعذيب المجنى عليه
قطع حديث "محمود" نجل أخته "أحمد" مؤكدا أن أحد أفراد العصابة اتصل بالأسرة بعد خطف خاله قائلا: "محمود معانا وهنشيله قضية هيروين أو هنخليه مدمن علشان يتعلم الأدب".
وأكد محمود أن العصابة ألقت به بعد عدة أيام فى الشارع، وانتقل إلى المستشفى للعلاج، وحرر محضر برقم 15384 لسنة 2018 ، قسم الهرم، موضحا أن رجال المباحث تمكنوا من القبض على عدد من المتهمين، وضبطت معهم إيصالات الأمانة التى أجبروه على توقيعها، والفيديوهات التى صوروها له، لافتا أن أهالى أفراد العصابة يواصلون تهديدهم له ولأسرته إذا لم يتنازل عن القضية.
وأشار إلى أن الطبيب الذى أجرى عليه فحوصات بمعرفة النيابة أكد أن جرعات الهيروين التى دخلت جسده ستؤثر على مخه وعينيه.
وأكمل والد محمود، أن أفراد العصابة أرسلوا لهم أكثر من مرة لمساومتهم مقابل التنازل وهددهم قائلا: "قالولنا الموضوع لو مخلصش بالذوق هيخلص بالدم".
وأكد هيثم الأخ الأكبر لـ"محمود" أن العصابة هددت بخطفه وقتل ابنته، إذا لم يتنازل شقيقه عن القضية.
فيما أكدت زوجة عم المجنى عليه، أن الأسرة جميعها وبها أطفال فى المدارس وفتيات وشباب مهددون بالخطف والقتل، قائلة: "بلغنا القسم أكتر من مرة ومحدش سأل فينا".
وطالب محمود وأسرته وزارة الداخلية بوضع حد لهذه التهديدات والرعب الذى يعيش فيه هو وأسرته.
