بمناسبة احتفال مصر بعيد العمال، اليوم، أرجو أن يسأل جميع أصحاب الأعمال والمشروعات فى بلدنا المحروسة من مؤسسات، وشركات، ومصانع... إلخ أنفسهم سؤالًا أراه مهمًا للغاية وهو: هل هم راضون حقًا وصدقًا عن بيئة العمل والرواتب، التى وفروها لموظفيهم وعمالهم عن العام الماضى، أم لا؟
وفى ظنى أن الواقع يقول: إن عددًا كبيرًا من أصحاب الأعمال والمشروعات فى مصر ومنهم رجال أعمال كبار ملء السمع والبصر لا يوفرون لموظفيهم وعمالهم البيئة الصالحة للعمل، التى تتسم بالمهنية والاحترافية والرحمة فى آن واحد، وتراعى الاحتياجات الاجتماعية والإنسانية لهم، فضلًا عن عدم دفعهم للرواتب، التى تتناسب مع الجهد المبذول، ومع موجة الغلاء الحالية، التى نتجت عن الإصلاحات الاقتصادية الاضطرارية، التى لجأت لها البلاد، وذلك على الرغم من تحقيق كياناتهم ومنشآتهم لأرباح طائلة نتيجة الجهد الفائق، الذى يبذله جموع العاملين لديهم، والذى لم يكن ليضيرهم أبدًا تنازلهم عن قدر يسير من تلك الأرباح، لكى يجعلوا الرواتب أكثر عدلًا، وأكثر إنسانية، وأكثر قدرة على إشباع الحد الأدنى من الحاجات.
أرجو من الله جل وعلا أن يلهم أصحاب الأعمال فى مصر أن يراجعوا أنفسهم فيما تم طرحه فى هذا المقال، وأن يكونوا قد حققوا أقصى معايير العدل للعاملين لديهم فى مثل هذا الوقت من العام القادم.. بإذن الله.. لأنهم بهذا سيكونون قد حققوا «العيد الحقيقى» للعمال.. والله من وراء القصد.