فى الوقت الذى يعانى فيه الشعب القطرى من ارتفاع الأسعار ونقص المواد الغذائية والحيوية والأدوية وتحمله أعباء معيشية صعبة وتكبده العديد من الديون بسبب سياسات نظامه الحاكم الذى يبذر أموال القطريين فى دعم وتمويل الجماعات الإرهابية فى المنطقة بأوامر من إيران، يسعى الأمير القطرى تميم بن حمد، لحل أزمة الغذاء الكبيرة فى إماراته باستقبال شحنات غذائية ضخمة من طهران.
وكشفت وسائل إعلام إيرانية ناطقة باللغة العربية ووكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، عن تصدير أولى شحنات الفاكهة والخضروات من ميناء "شيوء" بمدينة "بارسيان" الواقعة فى محافظة "هرمزجان" جنوب البلاد، إلى الدوحة.
أغذية بـ 10 مليارات ريال إيرانى
وقال محمد رادمهر، رئيس بلدية مدينة "بارسيان" الإيرانية، إن قيمة تلك الشحنة تبلغ نحو 10 مليارات ريال إيرانى، ويصل حجمها إلى نحو 200 طن من الفاكهة والخضروات مثل الخيار، والباذنجان، والقرنبيط، والفلفل الحلو.
وأشار رادمهر، إلى أن اختيار هذا الميناء تحديدا يرجع إلى كونه أقرب الخطوط الملاحية من سواحل قطر، داعيا إلى رفع كفاءة البنية التحتية له، فى محاولة من جانبه لاستنزاف المزيد من أموال الشعب القطرى، حيث تستهدف طهران من خلالها انتشالها من أزماتها الداخلية المتفاقمة التى تأتى البطالة على قمتها.
شحنات خضراوات مسرطنة
وقالت مصادر بالمعارضة القطرية، لـ"اليوم السابع"، إن الشحنات الغذائية التى تعمل الدوحة على استيرادها من إيران منذ المقاطعة العربية التاريخية للنظامها الحاكم فى 5 يونيو عام 2017 الماضى، أغلبها ملوثة كما أن معظم الخضروات الإيرانية تكون ملوثة بالمبيدات الزراعية المسرطنة، ولذلك تكون أسعارها منخفضة.
وكانت قد قطعت دول الرباعى العربى الداعية لمكافحة الإرهاب "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" فى يونيو الماضى، الدوحة من أجل كبح جماح سياساتها العدائية بالمنطقة، وقطع يدها عن دعم وتمويل تنظيمات إرهابية.
لجنة خاصة لتسهيل التجارة
وفى السياق نفسه، شكلت إيران لجنة خاصة لتسهيل الصادرات مع قطر فى محافظة بوشهر الواقعة جنوب البلاد، فى الوقت الذى التقى فيه محمد على سبحاني، السفير الإيرانى فى الدوحة، تجار ورجال أعمال إيرانيين قبل أيام خلال زيارة له إلى بلاده، داعيا إياهم إلى تحسين جودة السلع المصدرة للدوحة، مؤكدًا على أن قطر تسعى لمزيد من السلع والبضائع الإيرانية، على حد قوله.
وتفجرت فضيحة كبرى كشفت عنها صحيفة إيرانية معارضة، فى نوفمبرالماضى، بشأن الصادرات الواردة من طهران إلى الدوحة، حيث أشارت إلى وجود عمليات احتيال تورط بها رجال أعمال إيرانيون خلال صفقات الواردات الغذائية إلى قطر، بهدف إغراق الأسواق بها، إلى جانب وجود كميات كبيرة من البضائع الفاسدة بين الشحنات المصدرة.
قطر كنز إيران
وكانت قد نقلت وسائل إعلام خليجية، عن صحيفة "كيهان" الإيرانية المعارضة التى تصدر من لندن، إنه فى أعقاب مقاطعة الدول العربية الأربع للدوحة وإغلاق المنافذ الجوية والبحرية والبرية معها، اعتبر السياسيون والتجار الإيرانيون أن قطر بمثابة "كنز" يجب استغلاله، وأن تصبح إيران شريكا مناسبا لها.
ولفتت الصحيفة الإيرانية المعارضة، إلى أن الشحنات المصدرة تضمنت سوء تغليف للبضائع منتهية الصلاحية، ومن بينها البطيخ والخضروات، مشددة على أنها كانت غير مطابقة لمعايير الجودة، لكونها ممتلئة بالوحل والسموم المسرطنة.
وعلى الرغم من خداع طهران لتنظيم الحمدين، التقى محمد بن عبدالله الرميحى، وزير البلدية والبيئة القطرى، فى مارس الماضى، على أكبر مهرفرد، مساعد وزير الزراعة الإيرانية، على هامش معرض زراعى عقد بالدوحة، مدعيا أن الشعب القطرى لن ينسى مساعدات إيران، فى تأكيد على التصاق قطر بمصالح إيران منذ اندلاع الأزمة مع الرباعى العربى فى يونيو الماضى.
واعتبر الرميحى، أن إيران "قوة إقليمية"، تهدف إلى إحداث توازن بالمنطقة، داعيا فى الوقت نفسه رجال أعمال ومصنعين إيرانيين إلى زيارة الدوحة، قائلا: "نحن نرحب بهم"، على حد قوله.
فيما كشف وزير البلدية والبيئة القطرى، عن تخصيص طهران حوالى 4 موانئ بها لتصدير السلع إلى قطر، لافتًا إلى أن البضائع المصدرة للدوحة من تركيا وباكستان تمر عبر ميناءى بوشهر وبندر عباس الإيرانيين، معربا عن أمله فى وصول معدل استيراد بلاده من الخضروات الإيرانية إلى نحو مليار دولار بحد أدنى.
وفود تجارية تغزو الدوحة
وفى السياق نفسه، استضافت الدوحة أمس الأحد، اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين وذلك بعد توقف دام 13 عاما، فى مؤشر، حيث قالت وكالة "فارس" الإيرانية، إن وفد إيرانى يضم 70 من الخبراء ورجال الأعمال من القطاعات الخاصة والعامة برئاسة مساعد وزير الصناعة والمناجم والتجارة محمد رضا فياض، وصلوا إلى الدوحة للمشاركة فى الاجتماع الذى يستمر يومين.
وقال المسئول الإيرانى، إنه سيتم خلال اجتماع اللجنة المشتركة مناقشة العديد من القضايا العالقة بين البلدين، مشيرًا إلى أن 5 لجان تعقد اجتماعات تخصصية تتناول خلالها مختلف القضايا المتعلقة بالتجارة والمناجم والجمارك والنفط والبتروكيماويات والصادرات والشئون المصرفية.
وأضاف فياض، إن التعاون الوثيق بين البلدين أخذ منحى جديدا ويتحرك نحو تعزيز العلاقات ورغم أن حجم التبادل التجارى مع قطر ضئيل للغاية إلا أنه من المتوقع أن يشهد التبادل التجارى تقدما ملحوظا من خلال التخطيط المناسب.
وبلغت قيمة التبادل التجارى بين إيران وقطر خلال العام الإيرانى الماضى- الذى انتهى 20 مارس الماضى - 250 مليون دولار، بحسب الوكالة الإيرانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة