ساعات قليلة أصبحت تفصلنا عن النفحات الربانية المباركة التى ينعم الله جل وعلا بها علينا، خلال شهر رمضان الكريم، ويخطئ الكثيرون منا فى مثل هذا الوقت من كل عام، عندما يركزون كل جهودهم فى أعمال الصيام والقيام فقط دون الحرص على تقويم وتهذيب النفس، وإكسابها صفات وسمات وعادات جديدة ترتقى بها وتجعلها أكثر رقيًا وضميرًا وإنسانية ورحمة.
إن أعظم ما يمكن أن تقدمه لنفسك خلال هذا الشهر المتفرد عند الله العلى القدير، ألا تدخر أى جهد فى سبيل أن تخرج منه وقد تخلصت من العديد من سلبياتك إلى غير رجعة، وأن تحرص كل الحرص أن تكون قد أضفت إلى عقلك وقلبك فى نهايته ما يجعل أسرتك وجيرانك وأصدقاءك ورؤساءك ومرؤوسيك فخورين وسعداء بالانتماء إليك والتعامل معك.
أرجوك اقرأ خلال هذا الشهر المبارك كثيرًا، وابحث فى كل يوم فيه فى دائرة معارفك عن ذوى النبل والشهامة والضمير والأخلاق الرفيعة وخالطهم بشدة وتعلم منهم ما يسمو بنفسك، ويجعلها ملائكية الروح والفكر.. فما أجمل أن تشعر فى نهاية رمضان أنك أصبحت أكثر عدلًا ورحمة وإنسانية وخلقًا عما بدأته.