أكرم القصاص - علا الشافعي

ذكريات ليلة الرؤية.. الموكب ظهر فى القرن الثانى الهجرى وألغاه جوهر الصقلى

الثلاثاء، 15 مايو 2018 06:00 م
ذكريات ليلة الرؤية.. الموكب ظهر فى القرن الثانى الهجرى وألغاه جوهر  الصقلى موكب للطرق الصوفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تستطلع دار الإفتاء فى كافة البلدان العربية والإسلامية، رؤية هلال شهر رمضان المبارك، اليوم الثلاثاء، لتبين إذا ما كان الغد هو المتمم لشهر شعبان أم غرة شهر رمضان الكريم، لتبدأ أول أيام الصيام المفروضة على المسلمين.

ويرتبط شهر رمضان الكريم، بطقوس وعادات تختص بها وبعد البلدان العربية، ميزت ذلك الشهر على مدى التاريخ الإسلامى، من بينها ما يسمى بمؤكب ليلة الرؤية، وتفيدنا المصادر التاريخية التى ترجع إلى القرن الثانى الهجرى (الثامن الميلادي) أنه بدءًا من ذلك العصر الاحتفال بموكب الرؤية، حيث كان يقوم قاضى العاصمة يتوجه إلى جبل المقطم شمال شرق القاهرة للتثبُّت من رؤية الهلال، ومن ثم يعود القاضى وصحبته معلنين البداية الموثوقة لشهر رمضان، وقد أشار لمؤرخ إبراهيم عنانى عضو اتحاد المؤرخين العرب، إلى ذلك حدث فى عام 155 هـ، حين خرج أول قاضى لرؤية هلال رمضان وهوالقاضى أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة الذى ولى قضاء مصر.

وبحسب ما يذكره كتاب "الصيام فى الحر والتدين المغشوش"، فأن الاحتفال كان يبدأ فى الليلة التى يتوقع أن يكون صبيحتها الصيام المساه بليلة الرؤية، بأرسل عدد من الأشخاص الثقاة إلى مسافة عدة أميال فى الصحراء، حيث يصفو الجو، لكى يروا هلال رمضان، بينما يبدأ من القلعة مؤكب الرؤية الذى يضم المحتسب وشيوخ التجار وأرباب الحرف: الطحانين والخبازين والجزارين والزياتين والفكهانية، تحيط بهم فرق الإنشاد ودراويش الصوفية، وتتقدم الموكب فرقة من الجنود، ويمضى الموكب حتى ساحة بيت القاضى ويمكثون فى انتظار من ذهبوا لرؤية الهلال، وعندما يصل نبأ ثبوت رؤية هلال رمضان يتبادل الجميع التهانى، ثم يمضى المحتسب وجماعته إلى القلعة، بينما يتفرق الجنود إلى مجموعات يحيط بهم المشاعلية والدراويش يطوفون أحياء المدينة، وهم يصيحون "يا أمة خير الأنام.. صيام .. صيام"، أما إذا لم تثبت رؤية الهلال فكان النداء "غدا متمم لشهر شعبان .. فطار.. فطار".

فيما يصف كتاب " أغرب الأعياد وأعجب الاحتفالات"، للدكتور سيد صديق عبد الفتاح، كما يظهر موقع المعلومات "المسالك"، أن مؤكب الرؤية كان يتألف من الفقهاء الذين يخرجون للتأكد من ثبوت رؤية هلال شهر رمضان، وكان هذا الموكب يُحاط بعدد كبير من القناديل المستديرة والمشاعل والشموع، وتضاء أيضاً أمام الحوانيت الثريات والشموع، والمباخر التى تنتشر منها رائحة زكية.

وظل منذ تلك التاريخ مؤكب الرؤية، عادة سنوية احتفالية بحلول الشهر الكريم، ولم يلغى فى البداية إلا فى بداية العهد الفاطى لمصر، فبحسب ما نشرته مجلة العربى فأن المصريين لم ينسوال أن أول ما فعله جوهر الصقلى بعد دخوله مصر/ كان إلغاء موكب استطلاع هلال رمضان الذى بقى مناسبة مهمة لديهم، وزاد من حنقهم أنهم ظلوا طوال الفترة الفاطمية لا يحتفلون بالرؤية لأن الفاطميين كانوا يعتمدون على حساب شهر رمضان ثلاثين يوما.

لكن هذا الإلغاء لم يدوم بسبب أن الخلفاء الفاطميين بداية من المعز لدين الله الفاطمى، قاموا بعمل مؤكب يدعى موكب الخليفة كان ينطلق من باب الذهب بالقصر الشرقى ابتهاجاً بحلول شهر رمضان ليسير فى شارع المعز حتى يخرج من باب الفتوح، ثم يدخل من باب النصر عائداً إلى باب الذهب. دعونا نسترجع هذا الموكب بدفوفه ومنشديه وخيوله وجماله وحاملى المزامير والفتيات حاملات سلال الزهور.

وقد ظلت عادة الاحتفال بالمواكب منتظمة فى مصر حتى منتصف الخمسينات من القرن العشرين، ثم تلاشت تحت وطأة الضغوط المختلفة. واليوم يرصد الهلال فى جميع البلدان الإسلامية جماعة من الناس الموثوق بهم، وتعلن نتيجة الرصد رسميا دار الإفتاء عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية.

وظلت مقتصرة فقط على موكب الطرق الصوفية، الذى المجلس الأعلى للطرق الصوفية ليبدأ من مسجد سيدى صالح الجعفرى بالدراسة مرورا بشارع الأزهر وصولا لمسجد الإمام الحسين، قبل إلغاءه اليوم لدواع أمنية بالإضافة للتضامن مع أبناء الشعب الفلسطينى، بعدما سقط عشرات الشهداء فى صفوفهم نتيجة الاعتداءات الصهيونية الغاشمة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة