"الشغل مش عيب طالما بيكون بالحلال"، بهذه العبارة الأقرب إلى الشعار يمكن تلخيص قصة كفاح سماح نصر النجيلى أو "أم يوسف" أول سيدة تعمل سائق سيارة أجرة بالبحيرة.
تلك المهنة التى احتكرها الرجال طوال عقود مضت ليحين الوقت لتغيير تلك الفكرة من أذهان مواطنى المحافظة.
من مساكن الإمام محمد عبده بحى أبو الريش بمدينة دمنهور تنطلق أم يوسف التى تبلغ من العمر 35 عاما، كل يوم بسياراتها المتواضعة التى اشترتها بالتقسيط لتوصيل زبائنها إلى أماكنهم المختلفة بأنحاء المدينة من أجل مساعدة زوجها فى تدبير نفقات الحياة لأسرتها.
أم يوسف أول سيدة تقود سيارة أجره بالبحيرة
وتروى أم يوسف قصتها مع تلك التجربة الفريدة وتقول: بدأت الفكرة عندما شاهدت برنامج فى التليفزيون يحكى كفاح سيدة تعمل سائقة تاكسى بالقاهرة ومدى اعتزازها بمهنتها فانطلقت الفكرة فى عقلى وبدأت التنفيذ على أرض الواقع .
وأضافت: "لم يكن الأمر سهلا فى البداية أن أقنع زوجى وأهلى بهذه الفكرة الغريبة على مجتمعنا ولكن بعد فترة بدأ الجميع يشجعنى على العمل خاصة زوجى الذى يعمل سائق تاكسى بدمنهور وهو الذى علمنى قيادة السيارات ومهارات الميكانيكا حتى أصبحت "أسطى بريمو".
وأوضحت "أم يوسف" التى أصبحت أشبه بالعلامة التجارية فى مدينة دمنهور ، أن سبب إقدامها على هذا العمل هو غلاء المعيشة وضيق الحال وزيادة مصاريف أولادها "يوسف التلميذ بالشهادة الإعدادية وعبد الرحمن فى المرحلة الابتدائية.
وتابعت " الحياة مشاركة ودلوقتى مفيش فرق بين الراجل والست فى الشغل.. الكل لازم يساعد بعضه علشان تربية أولاده كويس لأن الدنيا بقت صعبة جدا والأيد الواحدة مابتصقفش".
أم يوسف مع أولادها ومع زوجها
وعن مدى إقبال الأهالى على التعامل معها قالت " أم يوسف"، فى أول الأمر كان الموضوع صعب جدا وأخدت تريقة من كل الناس لما بيشفونى واقفه بنفسى بنضف العربية لدرجة أن الناس مفكرانى هخطف أولادهم ولكن مع مرور الوقت الناس عرفت الموضوع وصورى انتشرت على الفيس بوك وبدأ كتير من العائلات بتطلبنى بالاسم علشان أوصل بناتهم.
وعن سبب اقتصار زبائنها على النساء فقط قالت "أم يوسف": "مفيش شروط للزبائن ولكن أغلب الزبائن عندى من السيدات والعائلات فقط علشان بيطمنوا أكتر معايا بعكس السواقين الرجالة والناس بتخاف من اللى بتشوفه كل يوم من حوادث تحرش وغيرها من الجرائم".
وطالبت أم يوسف المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة ، بمنحها رخصة سيارة تاكسى حتى يتسنى لها العمل بحرية أكثر وبشكل قانونى بعيدا عن ملاحقات شرطة المرور.
وقالت: "ياريت المحافظ تستجيب لطلبى علشان أقدر أطور من نفسى وأكون أول ست تحصل على رخصة سيارة أجرة فى المحافظة".
وأضافت: المرور متشدد مع السيارات الملاكى ومانع أى عربية ملاكى تحمل ركاب بالأجرة ومش عايزة أخالف القانون.
كما طالبت السيدات بالنزول إلى ميدان العمل والتفكير فى حلول مبتكرة لمساعدة أزواجهن فى تحمل أعباء المعيشة بدلا من الاستسلام إلى الأمر الواقع.
أم يوسف تقوم بتنظيف سيارتها
فيما أكد هانى عبد الجواد زوج أم يوسف الذى يعمل سائق تاكسى بدمنهور على تشجيعه لزوجته فى عملها الجديد وتساءل: الناس مندهشه ليه من أن سيدة تشتغل سواق تاكسى؟ ما كل الأشغال فيها ستات من الوزيرة إلى الغفيرة.. لازم الناس تفهم أن مفيش فرق دلوقتى بين الست والراجل الكل بيسعى على أكل عيشه.
وعن مدى تخوفه لتعرض زوجته لمضايقات أثناء عملها قال عبد الجواد "مفيش خوف على أم يوسف من أى مضايقات لأنها شخصية مختلفة.. ست جدعة وطيبة وفى نفس الوقت تفوت فى الحديد وماحدش يقدر يدوس لها على طرف".
وأضاف: "بحترم أى سيدة تشقى وتتعب بشرف وعزة علشان ولادها ولازم كل الناس تقدر ده وتساعدهم بدلا من السخرية منهم".
فى مقابل ذلك أكدت عدد من سيدات مدينة دمنهور دعمهن لهذه الفكرة الجديدة واشتعال مواقع التواصل الاجتماعى بصور أم يوسف وهى تقود سيارة الأجرة بنفسها.
وقالت منى عبد الفتاح موظفة: التجربة تعكس مدى تحضر المجتمع وتقبله لفكرة المساواة فى العمل بين الرجال والسيدات وحان الوقت لنرى سيدة تقود تاكسى لأول مرة بمدينة دمنهور.
وأضافت: أغلب أصحابى زبائن عند أم يوسف لأنهم يشعرون معها بالأمان على أولادهم خاصة البنات خلال توصيلهن لمدارسهم ودروسهم الخصوصية.
فيما أعربت فريدة فخرى طالبة جامعية عن دعمها لهذه الفكرة الجديدة ، مضيفة أنها لم تكن تتوقع هذا الأمر بمدينة صغيرة مثل دمنهور.
وطالبت فخرى جميع السيدات بتشجيع أم يوسف فى عملها والتعاون معها لإنجاح هذه التجربه النسائية المختلفه التى تتمنى أن تنتشر لأنها تلبى احتياجات الكثير من العائلات.
اول سبدة تقود سيارة بالبحيرة
أم يوسف أول سيدة تعمل على سيارة بالأجرة
أغلب زبائن أم يوسف من السيدات
أم يوسف مع أسرتها الصغيرة
أم يوسف مع محرر اليوم السابع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة