أبرز الأهداف التى يجب فتح النيران عليها فى المعارك الحربية، هو الجندى أو الضابط الذى يسارع برفع علم بلاده على الأرض المحررة كانت أو المحتلة، ورغم يقين الجندى أو الضابط بأنه هدف استراتيجى لقناصة العدو، فإنه ومع كل شبر يتم تحريره أو احتلاله، يهرع الجندى أو الضابط برفع علم بلاده، فخرا واعتزازا بما يحققه وطنه من انتصار وسيطرة على الأرض.
وعندما يستشهد جندى أو ضابط أو مواطن ضحى من أجل بلاده، يزين جسده الطاهر راية وطنه، فى معنى سامٍ وعظيم بقيمة الوطن، والتضحية من أجله، عكس ما تؤمن به الجماعات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة، مثل جماعة الإخوان التى قال عزيزها وكبيرها سيد قطب جملته الشهيرة «وما الوطن إلاحفنة من تراب عفن»، وكما قال مرشدها المقبور مهدى عاكف «طز فى مصر»، وهو ما يؤكد عدم اعترافهم بالوطن وحدوده ورايته!!
عكس ما قاله رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عندما خرج من مكة مهاجرا إلى المدينة، فى حديث رواه الإمام أحمد والترمذى والنسائى وابن ماجه، عندما قال: «والله إنك لأحب البلاد إلى الله وأحب البلاد إلى، ولولا أن قومك أخرجونى منك ما خرجت» فى دلالة بليغة على قيمة الوطن!!
وهذا ما جسده أبو«مكة» محمد صلاح، ابن مصر البار، ففى وسط تتويجه ملكا وسلطانا على رأس اللعبة الأشهر فى العالم، وفى قلب من اخترعها وابتكرها بريطانيا، قرر أن يعلن للعالم أن بلده فى قلبه، ووجدانه، واسمه محفور على جدران ذاكرته، بإزميل مغلف بالفخر والاعتزاز، فرفع علم مصر، فوق أكتافه، ليرفرف أمام الكاميرات، فى مشهد اقشعرت له أبدان كل الوطنيين الشرفاء!!
نعم محمد صلاح ابن مصر البار العزيز، الذى لم تنل منه الانحيازات السياسية، وتجعل منه شخصا يُعلى من شأن فصيل أو تيار أو حركة أو جماعة أو تنظيم، فوق مصلحة وقيمة الوطن، لذلك نال كل حب وعشق وتقدير واحترام 100 مليون مصرى. على العكس تماما من المدعى محمد أبوتريكة، الذى شاهدناه جميعا وشاهده معظم شعوب القارة الأفريقية، عندما ارتدى «فانلة» مدونا عليها عبارة «تعاطفا مع غزة» باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك عقب إحرازه الهدف الثانى فى مرمى المنتخب السودانى فى بطولة الأمم الأفريقية التى أقيمت فى غانا 2008!!
تصرف محمد أبوتريكة بارتداء فانلة مدون عليها شعار التعاطف مع غزة، كانت إشارة مبكرة تعبر عن انتمائه لجماعة الإخوان، وأن الدافع الرئيسى من ارتداء «الفانلة» المدون عليها شعار التعاطف مع غزة، مبعثه دعم وتأييد حركة «حماس» ربيبة الجماعة الإرهابية، وليس مع غزة أرضا وشعبا فلسطينيا.
المصريون لم يكن يساورهم أى شك قبل الثورة فى الانتماءات السياسية لأبوتريكة، وإنما كانوا ينظرون إليه من الباب الواسع للأخلاق والسلوك المحترم، وكان يلتقى المسؤولين فى نظام مبارك، وتربطه علاقة صداقة بعلاء وجمال، ويبدى إعجابه بهما، ويصافحهما بحرارة فى المناسبات الرياضية والعامة، وبعد 25 يناير 2011 انقلبت مواقفه من النقيض إلى النقيض، وظهرت ميوله لجماعة الإخوان الإرهابية بوضوح، وكون خلية إخوانية كبيرة فى النادى الأهلى بالتنسيق مع الدكتور إيهاب على، طبيب الأهلى السابق، وارتفع صوته عاليا، على عكس عادته. وقاد الألتراس فى مظاهراتهم الفوضوية والتخريبية التى كانت تصب فى مصلحة الإخوان، وشن هجوما ضاريا ضد المشير حسين طنطاوى ومجلسه العسكرى، ورفض مصافحة العسكريين، وافتعل أزمة مع أحد ضباط الجيش، وكأنه اكتشف فجأة أن العسكريين مرض معدٍ لابد من التحذير من المعاملة معهم، ثم بدأ فى تحدى إرادة إدارة النادى الأهلى السابقة، وفرض نفوذه الإخوانى على القلعة الحمراء.
الأخطر، ظهوره فى إعلانات مسجلة صوتا وصورة، عام 2012 يعلن فيها دعمه الكامل لجماعة الإخوان ومرشحها محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية، ويرى فى برنامج النهضة، التقدم والازدهار، فهل هناك شخص وطنى عاقل يستطيع أن يبرر دعم أبوتريكة للجماعة الإرهابية، وينفى عنه عضويته وتعاطفه معها..؟!
والأخطر ما كشفته التحقيقات، من أن أبوتريكة متورط فى إدارة أموال الإخوان، وشريك فى مشروعات مع أعضاء وقيادات الجماعة الإرهابية، وعندما تم تقديمه للمحاكمة، قرر الهروب خارج البلاد، ولم يجد دولة فى الكون يلجأ إليها سوى قطر، معقل الإخوان وكل الجماعات والتنظيمات الإرهابية فى العالم، ثم يقبل العمل «محلل» فى قنوات الفتنة «الجزيرة».
أبوتريكة «فرخة تبيض ذهبا» لجماعة الإخوان، من خلال استثمار شعبيته سياسيا، وتقديمه باعتباره مثالا للنجم الذى لا يشق له غبار، والقاطرة التى ستعيد للجماعة بريقها وشعبيتها فى الشارع، وعندما بزغ نجم محمد صلاح، ووصوله للعالمية، سارع أبوتريكة للالتصاق به، فى محاولة مستميتة، أن يظل فى الصورة، وبالفعل، الذباب الإلكترونى الإخوانى لا يترك انتصارا يحققه صلاح إلا ويلصقون أبوتريكة فى المشهد.
لكن شتان الفارق بين، نجم إذا قرر التبرع، فإنه يتبرع لبلاده وأهالى قريته، وبين لاعب معتزل لا يتبرع إلا لاعتصامى رابعة والنهضة، ويساهم فى دعم قتلة أبناء مصر الشرفاء سواء فى الجيش أو الشرطة أو المدنيين!!
شتان الفارق بين محمد صلاح الذى وبمجرد توقيعه عقد انتقاله من روما إلى ليفربول، ذهب لالتقاط الصور فى الأهرامات، معلنا للعالم أنه قادم من بلد الحضارة، وبين أبوتريكة الذى ارتضى أن يعلن للمصريين والعرب انتماءه لفصيل إرهابى عبر قنوات الجزيرة.
شتان الفارق بين من يرفع علم بلاده وسط انتصاراته الشخصية، وبين من يقيم فى دولة تعمل ليل نهار على تأجيج الأوضاع فى وطنه!
نعم هناك فارق شاسع بين الوطنى المحترم وأشهر مشهور مصرى «محمد صلاح»، الذى يتفاخر ببلده وبحضارته، وبين أبوتريكة الذى فضل جماعة ووضعها فى مرتبة أعلى من مرتبة الوطن، وارتمى فى أحضان ألد أعداء المصريين، دويلة قطر الإرهابية!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة