عند ظهور كوكب الشرق أم كلثوم فى بداية العشرينيات، كان هناك مطربة أخرى تستولى على قلوب عشاق الغناء فى مصر وربما الوطن العربى، كان لها جمهور عريض من البسطاء والنخبة من المفكرين والسياسيين والمثقفين، وجدت أم كلثوم فى صعودها إلى قمة المجد الفنى مشقة كبيرة لتستحوذ على القمة فى ظل وجود تلك المطربة الكبيرة.
الكلمات السابقة تشير إلى "الغندورة" وسيدة المسرح الأولى فى العقدين الأول والثانى من القرن الماضى، سلطانة الطرب المصرى المطربة العظيمة منيرة المهدية.
منيرة المهدية والتى تحل ذكرى ميلاده الـ140 اليوم، إذ ولدت فى 16 مايو عام 1878، أحد أهم المطربات فى تاريخ مصر، فكانت أول سيدة تقف على خشبة المسرح فى مصر و الوطن العربى و أول مغنية عربية سجل لها اسطوانات موسيقية.
وكانت هناك منافسة قوية بين كوكب الشرق والسلطانة، ورغم المنافسة الفنية التى أخذت شوطًا كبيرًا، وبلغا ذروتها فى ثلاثينيات القرن الماضى، وحاولت المطربة الكبيرة الحفاظ على عرشها أمام الأنسة أم كلثوم، لكن فى النهاية انتصرت أم كلثوم.
لكن تلك النهاية كانت ترفضها السلطانة، وكان لديها الأصرار على الاستمرار، ورغم اعتزالها قررت العودة من جديد، وبحسب الكاتبة الكبيرة سناء البيسى، فى مقال لها بعنوان " مـنيرة المهـدية الغـندورة"، ويأتى عام1948، بتغريدة البجعة التى كتب عنها الدكتور زكى نجيب محمود من أن البجعة تصدرها فقط قبل الرحيل ــ فتفكر منيرة فى العودة إلى الأضواء لكنها كانت شبح منيرة على المسرح، وتصر أم كلثوم على حضور الحفل يصحبها مصطفى أمين الذى يلمح دموع أم كلثوم عندما يسدل الستار على منيرة قبل أن تنهى وصلتها الأولى، لعدم قدرة الأخيرة على الاستمرار فى الغناء، بسبب ضعف حنجرتها الصوتيه، ومثل أى ممن انسحبت عنه الأضواء فى بلدنا الحبيب مصر لم يودع سلطانة الطرب بعد وفاتها عام1965 سوى خمسة أشخاص فقط، حفيدها من ابنتها الوحيدة نعمات وثلاثة من أصدقائه وأمين صندوق معاشات الفنانين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة