أشجع محمد صلاح، بل أكثر من ذلك أنا أحب محمد صلاح، وأحب احتفاظه رغم عالميته بشخصيته «الخاصة» التى هى شخصيتنا الشرقية، وذلك لأنه أكد أن النجاح لا يحتاج أبدا «تنازلا»، لكنه يحتاج «فهما وإدراكا» لدورك وما عليك القيام به.
ورغم تشجيعى لمحمد صلاح منذ أن بدأ يظهر ويتألق فى فريق بازل السويسرى، إلا أننى لم أتنبه إلى اللقب الذى صار يناديه به البعض وتصفه به الصحافة وهو «بيكاسو»، وعندما تنبهت لذلك سألت أصدقائى من صحفيى الرياضة «هل هناك لاعب قديم اسمه بيكاسو يشبهون محمد صلاح به؟، لكنهم نفوا ذلك، وأكدوا أن المقصود هو الفنان التشكيلى العالمى «بيكاسو».. فسألت نفسى «وما الذى يجمع بين محمد صلاح وبيكاسو؟
جميعنا يعرف بابلو بيكاسو، فهو رسام عالمى ونحات، من أعظم الفنانين وأكثرهم تأثيرًا فى القرن العشرين، ولوحاته تباع فى المزادات العالمية بملايين الدولارات، له طريقته الخاصة فى الإبداع، توفى فى سنة 1973، ولا يزال اسمه يحقق النجاح أينما حل.
ومحمد صلاح مبدع أيضا، لمساته فنية وخالدة أيضا، فبعد انتهاء موسمه الأول مع فريقه الإنجليزى ليفربول، والجوائز التى حصل عليها التى وصلت إلى نحو 35 جائزة، يمكن القول إنه مثل بيكاسو علامة مسجلة.
كما يجمع بين صلاح وبيكاسو شىء مهم هو اعتراف الناس بقيمتهما، فالعالم العربى كله يقول «صلاح فخر العرب»، وإسبانيا تعتبر أن بيكاسو هبة إلهية لن تتكرر كثيرا، وأن اسمه يرفع اسمها عاليا فى الحيز الدولى.
نعم محمد صلاح يشبه بيكاسو، فهو يحمل البهجة الدائمة للمصريين هذا العام، وصار محقق الأحلام، وبدأ الناس يتعاملون معه على أساس أنه عملة نادرة لا يمكن تكرارها، وأهدافه بها جمال وثقة وقوة وحسن تصرف يحسد عليه، وكذلك كانت لوحات بيكاسو بجانب أن بها الكثير من البهجة، وهذا هو دور الفن، كذلك فإن بها من الإتقان ما يثير الدهشة الكاملة، ويجعلنا نظل نبحث عن الخطوط والألوان والتعرجات، ونحن نبارك هذه القدرة الكبيرة على صناعة كل هذا الجمال من العدم.
كما أن محمد صلاح يتجاوز فكرة لاعب الكرة، ويدخل بقوة فى دائرة الفنانين الذين يملكون أسلوبا حقيقيا فى الملعب الذى يكون فى بداية المباراة بمثابة لوحة بيضاء تنتظر ما يبدعه الفنان محمد صلاح، وبعد مرور 90 دقيقة يتحول الملعب إلى لوحة كبيرة مبدعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة