نهلة الصعيدى

المرأة وبناء المجتمع

الخميس، 17 مايو 2018 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المرأة صاحبة رسالة فى الحياة، وصاحبة عطاءات متعددة لا تقف عند حد، وقد استمر ذلك العطاء لعقود طويلة ماضية وحاضرة أثبتت فيها المرأة تفوقًا لا نظير له فى جميع الميادين وشتى المجالات ومختلف التخصصات.
 
   فالمرأة لها دور كبير فى بناء المجتمع، وصناعة الأجيال؛ ولذا ينبغى عليها أن تحرص على تثقيف نفسها، وزيادة وعيها، وتزكية روحها، وأن تحرص على العلم النافع المفيد وعلى معرفة حدود ربها وأحكام دينها، ولا ينبغى ألا يشغلها علم الدنيا عن علم الدين، لأن المجتمع يعانى من المرأة المتعلمة المثقفة البعيدة عن شريعة ربها وحدود وقيم شريعتها مثل ما يعانى من المرأة الجاهلة.
 
  ولهذا ينبغى أن تكون المرأة واعية بدورها الحقيقى فى ضوء ما رسمه لها الله، عز وجل، وما سنه لها رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم، وأن يكون عندها من المهارات والقدرات والثقافات ما تستطيع أن تساهم به فى نهضة المجتمع ورقيه، لأن تطور المجتمع يقاس بتطور ثقافة ووعى المرأة ومساهمتها الفاعلة فى البناء الحضارى.
 
  ومن يتأمل التاريخ على طول مداه، يجد أن من أكبر أسباب انهيار الحضارات، وتفكك المجتمعات، وانحلال الأخلاق، وفساد القيم، وفشو الجرائم، هو هوان المرأة وسلبها حقها، وغياب ثقافتها، وتخلفها العلمى.
 
  وفى هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك ينبغى للمرأة أن تجدد عهدها مع ربها، وتجتهد فى أن يكون لها بصمة جليلة فى بناء المجتمع والمساهمة فى رقيه، وأن تجتهد فى إزاحة التخلف الفكرى والحضارى الذى أصاب المجتمع،  وأن تتخذ من الصحابيات الجليلات القدوة والمثل فقد كانت المرأة فى عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم، تخرج وتعمل وتعلم بنات جنسها، كما كانت تجلس بالمجالس العلمية وعندما يلتبس عليها الأمر تسأل عنه.
 
  ينبغى على المرأة المسلمة أن تتخذ من هذا الشهر الكريم أيضًا بداية طيبة لرفض كل ثقافة وفكر لا علاقة له بالدين، وأن تفعل مشاركتها فى الشأن الاجتماعى ليستمر عطاء المرأة المسلمة فى إصلاح المجتمع وبنائه بجانب الرجل، جنبًا إلى جنب لأن القرآن الكريم حملها هذه المسؤولية، يقول تعالى: «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُم أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَن الْمُنكَرِ».
 
  ولنا نحن معاشر النساء قدوة طيبة ألا وهى خديجة، رضى الله عنها، فكانت أول صوت ارتفع فى تصديق النبى، صلى الله عليه وسلم، وتأييده فى إصلاح المجتمع بعد جاهلية طويلة، وظلام دامس وظلم سائد ومجتمع ضال.
 
  فللمرأة دور كبير فى المجتمع، فهى التى تشكل العلاقات التى تربط الأسرة بالمجتمع، وهى التى تحافظ على تماسكه وترابطه وأمنه واستقراره وسلامه، فتسود المحبة والمودة بين أطراف المجتمع، وهى التى تقوم على حراسة قيمه وتقويم انحرافاته، وتزكية سلوكياته والمحافظة على هويته ضد أى غزو أو انحراف فلها دور كبير فى مواجهة العنف والتطرف داخل المجتمع، فهى طاقة بشرية وإنسانية كبيرة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة