هناك أشياء من قوة ارتباطها بشهر رمضان عند المصريين، تسأل نفسك كيف كان يشعر المصريون بحلاوة رمضان قبلها، وعلى تلك الأشياء، مجموعة الأغانى التراثية العظيمة التى تغنت باسم الشهر الكريم وجماله وبركته ونسائمه، إذ لم تكن كل هذه الأغانى المحفورة فى وجداننا موجودة قبل 80 عاما تقريبا من اليوم، قبل أن يبدع من كتبوها ولحنوها وغنوها فى ظروف إنتاجية ومادية تكاد تكون معدومة، لدرجة أن بعضها كان العمل فيها تطوعيا، لكن لازالت تعبر عن جمال الشهر الكريم حتى الأن، ولازالت تفرض نفسها على جمهور تغيرت أذواقه واخياراته فى كل شىء، إلا تلك الأغانى التى نسمعها ونعشقها وقد لايعرف أغلبنا من كتب ومن لحن ومن غنى، وكيف خرجت تلك الأغانى بهذا الجمال.
"وحوى ياوحوى".. رائعة أحمد عبد القادر "جندى رمضان المجهول"
المطرب والملحن أحمد عبد القادر
يعد الفنان أحمد عبد القادر أحد نجوم الغناء والطرب فى تاريخ الإذاعة المصرية وخاصة أغانى رمضان، فقد غنى عبد القادر أغنية وحوى يا وحوى، من كلمات الشاعر حسن المانسترلى، وألحان أحمد الشريف، وكانت تكلفة إنتاج الأغنية بالكامل 125 جنيها، وكان من المفترض أن يغنى عبد القادر بعدها أغنية رمضان جانا لكنه تركها لصديقه محمد عبد المطلب لأنه كان يمر بضائقة مادية ويحتاج للمقابل المادى من غنائها.
"رمضان جانا".. غناها محمد عبد المطلب بـ6 جنيهات
المطرب محمد عبد المطلب
أغنية "رمضان جانا" كتبها الشاعر حسين طنطاوى ولحنها الموسيقار محمود الشريف وغناها الراحل محمد عبد المطلب بدلا من صديقه الفنان أحمد عبد القادر لأنه كان فى ضائقة مالية وكان يحتاج لأموال، وحصل عبد المطلب مقابل غناءه لها على 6 جنيهات، وبعد نجاحها قال فى أحد لقاءاته: "لو أننى أخذت جنيها واحدا على كل مرة تذاع فيها الأغنية لأصبحت مليونيرا".
أهو جه ياولاد.. الأغنية التى خلدت "الثلاثى المرح"
فرقة الثلاثى المرح
لايعرف كثير من الأجيال الجديدة أن "إفيه" الثلاثى المرح الذى يتداوله البعض سخرية من أى 3 مقربين، يعود فى أصله إلى فرقة غنائية من 3 مطربات، وتلك الفرق لها تاريخ كبير من الغناء لكن أشهر أغانيهم هى أغنية "أهو جه ياولاد"، وحصولا فى مقابل على 140 جنيها من الإذاعة المصرية، وبعد نجاحها قدموا أغانى أخرى لرمضان مثل، سبحة رمضان، افرحوا يابنات.
والله بعودة يارمضان.. الأغنية التى غناها محمد قنديل لينافس "طلب"
المطرب محمد قنديل
وظل الفنان محمد قنديل يتعجب من سيطرة أغنيتى "رمضان جانا" و"وحوى ياحوى" لعبد المطلب وعبد القادر، على حب المصريين، وقرر أن يبحث عن أغنية لرمضان ينافس بها تلك الأغانى ويزيحها من على عرض أغانى رمضان، حتى سمع كلمات وألحان أغنية والله بعودة يارمضان، من كلمات الشاعر عبد الوهاب ومحمد وألحان الموسيقار جمال سلامة، وبعدما غناها وجاء ميعاد تصوير الأغنية للتليفزيون، لم يذهب، بسبب خلافات وقعت بينه وبين المسئولين بالتليفزيون، فتم تصوير الأغنية بدونه.
أغانى مجانية.. هاتوا الفوانيس ومرحب شهر الصوم ووالله لسه بدرى
المطربة شريفة فاضل
بادر كثير من النجوم بغناء أغنى رمضانية حبا فى أن يكون لهم عمل للشهر الكريم، ولم يتقاضوا أجرا لتلك الأغانى، ومن أشهر تلك الأغانى أغنية هاتوا الفوانيس للفنان محمد فوزى، وأغنية مرحب شهر الصوم للفنان عبد العزيز محمود، وأغنية والله لسه بدرى والله، للمطربة شريفة فاضل، وقد أهدوا جميعا تلك الأغانى للإذاعة المصرية دون مقابل.
مولاى.. رائعة النقشبندى التى لحنها بليغ بقرار جمهورى
النقشبندى وبليغ حمدى
أما ابتهال مولاى الأجمال والأشهر فى تاريخ الابتهالات والتواشيح، فقد غناه الراحل سيد النقشبندى من ألحان الموسيقار بليغ حمدى، بتوصية رئاسية من الزعيم محمد أنور السادات، بعد أن قال السادات من النقشبندى فى أحد الأفراح أن يريد أن يسمع صوته على ألحان بليغ حمدى، وعندما علم الإذاعى الراحل وجدى الحكيم بالأمر طلب منهما لقاء، وكان النقشبندى رافضا للفكرة فى بداية الأمر، لكنه حينما استمع إلى "مولاى" لم يتردد فى غناءها وأصبحت أيقونة للغناء الدينى، ولشهر رمضان حتى الأن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة