قبل نحو ثلاثة أسابيع من القمة الأمريكية ـ الكورية الشمالية المرتقبة، احتدم الجدل بين الرئيس دونالد ترامب، ونظيره الكورى الشمالى كيم جونج أون على خلفية الربط الأمريكى بين سيناريو تخلى الزعيم الليبى معمر القذافى فى 2003 عن برنامجه النووى مقابل إدماج بلاده فى النظام العالمى، ثم سقوطه فى ثورة شعبية مدعومة أمريكيا وبين التسوية مع بيونج يانج.
ترامب يطمئن كيم
فقد قدم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تطمينا إلى الزعيم الكورى الشمالى كيم جونغ أون حول أنه سيظل فى السلطة بموجب الاتفاق النووى المزمع التوصل إليه فى الثانى عشر من الشهر المقبل بعد القمة الأمريكية ـ الكورية الشمالية المقرر عقدها فى سنغافورة.
وذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أن الرئيس ترامب وجه تطمينات يوم الخميس لديكتاتور كوريا الشمالية كيم جونغ أون بأنه سيبقى فى السلطة بموجب اتفاق نووى مع الولايات المتحدة، مؤكدا أن إدارته لا تسعى لتغيير النظام وسط تهديدات من بيونغ يانغ بإلغاء قمة تاريخية فى الشهر المقبل، على خلفية التسويات التمهيدية للقمة.
وفى تصريحات مرتجلة فى البيت الأبيض، تناقض ترامب بحدة مع مستشار الأمن القومى جون بولتون، الذى قال إن الإدارة ستطلب من كوريا الشمالية محاكاة "نموذج ليبيا" عام 2003، حين تخلى نظام الرئيس المقتول معمر القذافى بالكامل عن برنامجه النووى الناشئ مقابل تسويات اقتصادية ومكاسب إستراتيجية.
بولتون وصفقة ليبيا
وكان أحد كبار مساعدى كيم قد انتقد بولتون هذا الأسبوع، وألقى باللوم على صفقة ليبيا بسبب سقوط القذافى فى نهاية المطاف فى انتفاضة شعبية مدعومة دوليا فى عام 2011، وهو ما دعا ترامب إلى القول: "نموذج ليبيا ليس النموذج الذى لدينا على الإطلاق عندما نفكر فى كوريا الشمالية.. فى ليبيا، أهلكنا ذلك البلد".
على النقيض من ذلك، أضاف ترامب، أن صفقة مع كوريا الشمالية "ستكون مع كيم جونغ أون، وهو ما سيكون هناك، سيكون فى بلاده، سيدير بلاده، ستكون بلاده غنية جداً، سيكون بلده مجتهدًا جدًا".
واوضحت واشنطن بوست فى تقرير مطول لها أن أسلاف ترامب، بمن فيهم الرئيسان باراك أوباما وجورج دبليو بوش، أبقوا على سياسات ثابتة تجاه كوريا الشمالية، لم تطالب هذه السياسات بتغيير النظام، وهو ما التزم به ترامب كذلك فى خطه السياسى تجاه بيونج يانج.
بومبيو على الخط
وبحسب وزير الخارجية مايك بومبيو، الذى التقى كيم مرتين فى بيونج يانج على مدى الشهرين الماضيين، بشكل مباشر فإن الولايات المتحدة لا تسعى إلى عزل كيم من السلطة.
مع ذلك رأت واشنطن بوست أن تعليقات ترامب تمثل ضمانة عامة وملحوظة تهدف إلى محاولة تهدئة الكوريين الشماليين وضمان أنهم لن يتراجعوا عن القمة التى من المقرر عقدها فى 12 يونيو فى سنغافورة.
ونقلت الجريدة عن ترامب قوله: "إذا أبرمنا صفقة، أعتقد أن كيم جونج أون سيكون سعيدًا جدًا جدًا".
ونوهت الجريدة إلى أن ترامب ومساعديه واصلوا الإصرار على أن نظام كيم يجب أن يوافق على التخلى عن برنامجه النووى كجزء من أى صفقة. لكن الإدارة لم تحدد جدولاً زمنياً أو ما ترغب الولايات المتحدة فى تقديمه فى المقابل.
ويسعى الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون إلى تخفيف العقوبات الاقتصادية الدولية الموقعة على بلاده، بالإضافة إلى فوائد أخرى محتملة، مثل معاهدة سلام مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب الكورية رسمياً وتخفيض القوات الأمريكية فى كوريا الجنوبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة