أكرم القصاص

هل يملك الشيطان حساباً على الـ«فيس بوك»؟

الأربعاء، 02 مايو 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عالم الـ«فيس بوك» انعكاس للعالم الواقعى، هناك الناس الطبيعيون، ومعهم كل أنواع البشر الموهومين والمرضى والمصابين بالفصام أو الوسواس، ومن يصدق فى العفاريت والخرافات قبل الإنترنت، يصدق أن الشيطان له حساب على الـ«فيس بوك»، ولن يتغير الشخص لمجرد امتلاك حساب على شبكات التواصل الاجتماعى، ومجرد امتلاك حساب لا يحول الإنسان فجأة إلى إنسان يؤمن بالعلم ويودع الخرافة، الناس يحملون هواجسهم وخرافاتهم معهم إلى شبكة الإنترنت. 
 
يوجد 2 مليار شخص لهم حسابات على الـ«فيس بوك»، من بين 7.5 مليار يسكنون العالم، وطبيعى أن يكون من بين المليارى مواطن تشكيلة نفسية واجتماعية، وأيضا منهم العادى وغاوى الشهرة، والنصاب والطيب والشرير.والمصاب بجنون العظمة. 
 
ولو كان هناك واحد من كل ألف فقط يطلقون خرافات، أو أخبارا مفبركة وشائعات وصورا وفيديوهات مزيفة، فهذا يعنى مليونى فبركة وشائعة يوميا. وهو ما يكشف عن حجم التأثير، وهناك دائما من هم على استعداد لتصديق أى نوع من الصور والفيديوهات حتى لو كانت خارج أى عقل أو منطق، وضربنا أمثلة بفيديوهات وصور لكائنات مأخوذة من أفلام الخيال العلمى والزومبى، يتم ترويجها على أنها حقيقية. 
 
 وربما تكون هذه الأنواع من الفيديوهات والصور هدفها الترويج لمواقع أو جذب الإعلانات، لكن خطرها أنها أحيانا تدخل فى صميم التخويف والرعب وتجد من يصدقها وهناك رسائل يعرفها مستخدمو الـ«فيس بوك وواتس آب» عن رسائل يتلقاها المستخدم تسرق بياناته، لكن الجديد كانت رسائل إذا فتحها المستخدم تصيبه بالمس، لأنها تحمل سحرا أسود،  واللافت للنظر أن هناك عشرات وربما مئات صدقوا التحذير وأرسلوه بلا وعى لأصدقائهم ومعارفهم، باعتبار أن هناك إمكانية لتحويل الجن أو الشيطان إلى رسالة رقمية.
 
ولأن رزق الهبل على المجانين، هناك مدعو شطارة يستغلون وجود من لديهم استعداد لتصديق العفريت المعلوماتى، فيفتحون صفحات يزعمون فيها قدرتهم على مواجهة المس.
 
 وإذا رجعنا إلى العام الماضى فقد شاعت على مواقع التواصل أخبارا عن صفحات سحر أسود يديرها الشيطان بنفسه، وكانت الصفحات تحمل طلاسم ورسائل غامضة وعبارات منقولة بالفعل من كتب السحر، وعليها رسومات غامضة وكلمات مبهمة، شغلت المستخدمين لفترة قبل أن تختفى مع غيرها من الموضات. 
ويبدو من قبيل العجب أن يكون إنسان القرن الواحد والعشرين مستعدا لتصديق وجود العفاريت على مواقع التواصل، أو يصدق فيديوهات وصورا عن كائنات غريبة تولد من زواج الجن مع الإنسان، أو تسجيلا لعفريت يتكلم، مع مؤثرات صوتية وضوئية، فلم يعد الدجال التكنولوجى هو نفسه دجال زمان الذى يطلق البخور، ويعيش فى خرابة وحوله جماجم وطيور محنطة، لكنه أصبح مجرد حساب على الـ«فيس بوك»، يتفنن فى تحويل الدجل القديم إلى نصب يليق بعصر المعلومات.
 
ولا يعنى هذا إن كل مستخدمو الـ«فيس بوك» يعيشون فى عالم الجن والعفاريت ولكن يكفى أن يكون هناك عدة آلاف يصدقون هذا، لينشروه ويقنعوا به من لديهم الاستعداد.
 
وعندما ظهرت شبكة الإنترنت وبدأت تأخذ شكلها وتأثيرها سارع بعض رجال الدين عبر العالم بإطلاق فتاوى تحريم وتحذيرات، مثلما جرى مع الفضائيات، وظهر دعاة يحذرون من فتنة الإنترنت، اللافت للنظر أن الشيوخ لم يجدوا وقتها غير الشبكة لنشر فتاواهم بتحريم الإنترنت وكراهتها، ومع الوقت أصبح هؤلاء الأكثر تواجدا ونشرا وتسجيلا، وبجانب الدعاة ظهرت مواقع كثيرة تعالج المس والعفاريت، وتزعم تطليع الجن وفك الأعمال السفلية «أون لاين». وحتى قبل أن يحتل الـ«فيس بوك» موقعة قبل سنوات قدمت فى كتابى «عولم خانة» حالات حقيقية لمزادات فى موقع «آى باى» لبيع أرواح وأشباح، وبالرغم من غرابة العرض، فقد كان هناك من يصدق ويطلب الشراء. 
 
وفى ظل التنوع الإنسانى على مواقع التواصل، يتوقع أن يكون هناك مختلون أو نصابون أو مغامرون، وهم فى النهاية بشر، لكن الجديد أن هناك من يرسل تحذيرات للآخرين بوجود حساب للشيطان يرسل رسائل بالمس.
 
وهل الشيطان يمكن أن يفتح حسابا على الـ«فيس بوك»؟ الطبيعى أن الشيطان لديه قدرات تجعله قادرا على الوسوسة من دون حاجة لامتلاك حساب الـ«فيس بوك»، وهناك نكتة الرجل الذى اغتصب وسرق وقتل ونصب واستعاذ من الشيطان، فخرج له إبليس ليقول له: أنا صحيح شيطان لكن لا يمكن عقلى يصل لما فعلته، الشيطان موجود ويوسوس للبشر، لكن هناك أشرار يتجاوز شرهم أعتى الشياطين على الـ«فيس بوك».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة