قلناها من قبل، ونقولها الآن، وسنقولها مستقبلًا، إن الداعية «الاستايل» عمرو خالد نفد رصيده من «الستر»، وبدأ يسحب على المكشوف، وما أدراك ما مخاطر السحب على المكشوف فى ظل عدم القدرة على السداد!
عمرو خالد يرى فى نفسه مبدعًا متعدد المواهب، لاعب كرة رائعًا، وممثلًا قديرًا، ومذيعًا ألمعيًا، وداعية «استايل» يتفوق على الشيخ محمد متولى الشعراوى، وسياسيًا عتيدًا، ورجل أعمال ناجحًا.
بدأ حياته بالتقرب من المشاهير فى الأندية الاجتماعية الراقية التى يرتادها النجوم فى مختلف المجالات وأبناء الذوات، مثل نادى الصيد وهليوبوليس والجزيرة والأهلى، وحاول التقرب من لاعبى الكرة والفنانين والفنانات المشاهير، والاستفادة من شهرتهم الطاغية.
ظهور عمرو خالد مرتديًا عباءة الداعية «الاستايل» الذى يرتدى بنطلونات الجينز والتيشيرتات ذات الماركات الشهيرة كان متعمدًا، وله أهداف خبيثة، واختار فئة بعينها من نجوم وصفوة المجتمع ليبشر بفتاواه، وابتعد عن الطبقات الفقيرة والغلابة.
وعند بدايته حاول اختصار صعود سلم الشهرة والمجد، ولم يجد سوى سلم جماعة الإخوان الإرهابية، فانضم إلى صفوفها، وقفز على أكتافهم وصولًا للمشاهير فى مختلف المجالات، وعندما ظهرت الجماعة فى ميدان التحرير يوم 28 يناير 2011 ظهر عمرو خالد، وسكن الميدان، وطالب برحيل مبارك، واعترف بأنه عضوًا فى الجماعة، وظهر فى صور تجمعه مع قيادات الإخوان، من بينهم القرضاوى والبلتاجى.
وعندما خرج المصريون وطردوا الجماعة الإرهابية من السلطة فى 30 يونيو، وجدنا عمرو خالد يحاول التنصل من انتمائه الإخوانى، وذهب إلى ما هو أبعد، عندما أكد أنه لا يوجد طالب جامعى فى بداية حياته لم ينضم للجماعة، وكأن الإخوان يتحكمون فى مصير الدين!
وخلال الأيام القليلة الماضية، صنع عمرو خالد حالة جدلية حوله، بدأها بالتعاقد مع قناة «المحور» لتقديم برنامج عبر شاشتها فى شهر رمضان، ولكن فوجئ بحالة غضب شديدة من الشارع ضد عودته وظهوره من جديد، فقررت القناة إلغاء التعاقد احترامًا لجمهورها، وهو ما أثار غضب الداعية «الاستايل»، ووجد نفسه خارج خريطة المشاهدة فى رمضان، وما أدراك ما أهمية هذه الخريطة، وما تحققه من شهرة وبزنس كبير من عائدات الإعلانات وحقوق الرعاية!
وللحفاظ على كعكة الإعلانات، لجأ إلى صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، والذى يتفاخر بأن الملايين يتابعونه عبرها، ومدى تأثيره البالغ فى عالم الفضاء الإلكترونى، وفكر فى تقديم فكرة مبتكرة، وبحث ونقب، ثم قفز من مقعده قفزة «أرشميدس» الشهيرة، مرددًا وجدتها وجدتها، فكرة تقديم وجبات صحية على الطريقة الإسلامية!
نعم، فجأة قرر عمرو خالد أن ينافس الشيف «شربينى» بقوة فى تقديم وجبات إسلامية تساعدك على الارتقاء بروحك فى رمضان، وتمحو ذنبوك، ما كبر منها وما صغر، لتصبح كما ولدتك أمك، وتدفع بك إلى مرتبة أولياء الله الصالحين والقديسين والشهداء فى الجنة، وتبعدك عن النار.
وفوجئنا به يستعين بسيدة فاضلة، لتشاركه تقديم إعلان «الفرخة» الإسلامية ذات التتبيلة المقرونة بتلاوة تراتيل قرآنية، أو ربما تشترى «فرخة» مصحوبة «بحجاب» يقضى على أمراض الجهاز الهضمى من انتفاخ وإسهال وتلبك معوى، ويساعد على الهضم!
إعلان «الفرخة» للداعية الشيف «عمرو خالد» أكد بما لا يدع مجالًا لأى شك أن الرجل استنزف كل رصيده من الستر، وأكد للجميع أنه تاجر دين، يبحث عن جمع المغانم، لتمكنه من شراء منزل على بحر «إيجة» فى اليونان، ويشترى شقة فاخرة فى لندن، وربما يتوسع ليقيم فى عاصمة النور والملائكة، باريس.
إعلان «الفرخة» لدخول الجنة، و«البيضة» لارتقاء الروح فى رمضان، مهزلة تستوجب وقفة فعلية مع عمرو خالد، الباحث عن الشهرة وجنى المال، خاصة أنها لم تكن السقطة الأولى ولن تكون الأخيرة، وأن سقطة بث تأديته أركان مناسك الحج على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، سواء أثناء وقوفه بعرفة، أو طواف الإفاضة، أو الإحرام، أو السعى بين الصفا والمروة، أو الوقوف بمُزدلفة، أو المبيت بمنى، أو طواف الوداع، أو رمى الجمرات، ليست ببعيدة عن الأذهان.
وكان تبريره لبث تأديته مناسك الحج على الهواء مباشرة على صفحته على «فيس بوك» أسوأ من الذنب نفسه، عندما أكد أن الهدف إقناع الشباب والفتيات بأهمية الحج، وكأن صفحته على موقع التواصل الاجتماعى منبر مهم لإقناع الناس بأهمية الحج، والحقيقة أن الهدف الرئيسى من البث هو جمع أكبر عدد من المتابعين «الفلورز»، إيمانًا منه بأن صفحته تكتسب أهمية بمكان عندما يزداد أعداد المتابعين ليصل إلى الملايين، وتصبح منبرًا مستقلًا ومؤثرًا، وتوظيفها لجلب إعلانات ومكاسب مالية ضخمة.
عمرو خالد، وفى ظل شغفه الشديد بالشهرة وجمع المغانم، فقد رصيده من الستر، وبدأ نزيف نقاط فقدان الثقة فيه كداعية للدين، فلا يمكن لطفل أن يثق فى داعية يخرج على الناس ليؤكد أن تناول «فرخة» تنتجها شركة بعينها هو ارتقاء بالروح فى رمضان، تعالج من كل الأمراض المستعصية، وتمحو الذنوب، وتكثر الحسنات، وتدخل الجنة!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة