" حتى يكون هناك بنية قوية من الشباب ومسئولين يستطيعون قيادة البلاد خلال المستقبل.. رؤساء الأحزاب ضعوا أيديكم فى يد بعض وأنا على مسافة واحدة من الجميع.. لن أدفع فى اتجاه معين" بهذه الكلمات التى دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى من خلالها الأحزاب للتوحد ، تنطلق سلسلة جديدة من مفاوضات هذه الكيانات لإيجاد فرصة للتقارب فيما بينها سواء باندمج أو تحالف سياسى حول قضايا أو معارك انتخابية قادمة والتى تتمثل أولها فى المحليات ثم البرلمان والرئاسة.
ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة جلسات متنافرة بين الأحزاب و بعضها ، للحديث حول مستقبل الحياة الحزبية بمصر ، و لكن ما اعتبره خبراء سياسيون أن العبرة ليست بهذه الجلسات و لكن بخطوات تنفيذية جادة معبرة عن تكتل واضح ، خاصة و أن دعوة الرئيس جادة و تكررت لأكثرة من مرة .
" الوفد " يدعو لاجتماع عاجل بين الأحزاب لوضع ورقة سياسية للفترة القادمة
و دعا حزب الوفد برئاسة المستشار بهاء أبو شقة، الدعوة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى لتوحيد الأحزاب فى مصر والوصول إلى حزبين أو ثلاثة أقوياء مؤكدا أن الاستجابة للدعوة باتت أمرا حتميا إذا أردنا حياة سياسية تنهض ببلدنا الحبيب مصر.
وقال الدكتور ياسر الهضيبى، المتحدث باسم حزب الوفد، إنه انطلاقا من مسئولية حزب الوفد التاريخية بصفته أحد أعرق وأقدم الأحزاب السياسية فى مصر، سوف يتبنى الوفد دعوة الرئيس ويبدأ على الفور فى مخاطبة كل الأحزاب كى تتحمل مسئولياتها تاريخيا أمام الله وأمام الوطن.
وتابع ياسر الهضيبى: "الكرة الآن أصبحت فى ملعب الأحزاب، فالرئيس والدولة يدعمان تفعيل القوى السياسية، لذا قرر حزب الوفد أن يحدد موعدا خلال أيام يدعو فيه كافة الأحزاب السياسية للاجتماع داخل بيت الأمة تفعيلا لدعوة الرئيس التى تتماشى مع المادة الخامسة من الدستور والتى تنص على التعددية الحزبية والتداول السلمى للسلطة فى مصر.
و شدد أن ذلك يأتى انطلاقا من مسؤولية حزب الوفد التاريخية بصفته أحد أعرق وأقدم الأحزاب السياسية فى مصر، يتبني "الوفد" دعوة الرئيس ويبدأ على الفور فى مخاطبة كل الأحزاب لتتحمل مسؤولياتها تاريخيًا أمام الله والوطن.
رئيس "المصريين الأحرار": بدأنا توجيه الدعوة للأحزاب و لا مجال لاستمرار " الجزر المنعزلة "
و من جانبه أكد الدكتور عصام خليل ،رئيس حزب المصريين الأحرار ، أن الحزب بدأ توجيه الدعوة للأحزاب بشأن الإفطار الرمضانى الذى سينظمه السبت المقبل ، موضحا أن الحزب حريص على ألا تكون الكيانات السياسية القائمة فى جزر منعزلة عن بعضها ، و أن يكون هناك فرصة للتقارب بينها لتصبح على قلب رجل واحد .
و لفت رئيس حزب المصريين الأحرار ، فى تصريحات لـ"اليوم السابع " أن هذا اللقاء يعد فرصة للتقارب و التواصل لتكون فرصة للتوحد فى التحركات بالساحة السياسية و نتاج أعمال مشتركة ، مشيرا إلى أن الحزب لا يمانع أن يكون جزءا بتحالف سياسى تتوحد فيه الكيانات بقضايا و رؤى محددة .
وردا على دعوة حزب الوفد للاجتماع ، أشار رئيس حزب المصريين الأحرار ، أن الحزب يرحب بأى دعوات للمشاركة فى أى اجتماعات تدور اجتماعاتها حول مستقبل الأحزاب فى الحياة السياسية .
خبير سياسى: العبرة ليست بالجلسات.. وعلى الأحزاب اتخاذ خطوات تنفيذية عاجلة
ويقول طارق فهمى ، أستاذ العلوم السياسية، أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى تحمل رسائل جادة للأحزاب و تكررت لأكثر من مرة ، كما أن ذلك يعكس التوجهات التى تتبناها الدولة تجاه الحياة الحزبية فى مصر و هو ما قالة رئيس مجلس النواب الدكتور على عبد العال بوجود حرص على أن يكون هناك حزبا للأغلبية ، و هو ما يعكس أن هناك ضرورة ملحة لعقد هذه الجلسات .
وأضاف أستاذ العلوم السياسية ، أن الأحزاب كشفت عن ضعفها بالانتخابات الرئاسية الماضية عندما لم تستطع الدفع بمرشح رئاسى منافس ، و هو ما يتطلب تصويب الحياة الحزبية فى مصر و تقليص عددها فلا يصح أن يكون لدينا 104 حزب و لا توجد كيانات غير قادرة بالدفع بمرشح قادر على المنافسة .
وأشار إلى أن لا يقبل بطرح فكرة شطب الأحزاب ، و لكن مجلس النواب له أحقية أن يضع ضوابط ليكون لدينا أحزاب حقيقية و كبيرة و ليست مجرد حزب بمقر فقط، مقترحا أن الحزب الذى لم يحرز على أى مقاعد دورتين يعاد تقديم نفسه مرة أخرى للجنة شئون الأحزاب و أوراق اعتماده، بمعنى ألا تكون الرخصة شيك على بياض .
وأوضح أن الأحزاب الصغيرة عليها أن تندمج و تأتلف ليعاد هيكلة كل 10 أحزاب كحد أدنى و إعداد برنامج موحد .
عبد المنعم سعيد : الأحزاب عليها أن تتكتل و تتوحد.. وننتظر نتائج اجتماعاتهم
أكد الدكتور عبد المنعم السعيد، أستاذ العلوم السياسية، أن دعوة الأحزاب للتوحد تكررت لأكثر من مرة ، ودائما ما يدعو الأحزاب لاجتماعات ، و لكن هناك افتقاد حقيقي للخطوة التنفيذية التى تثبت نوايا الأحزاب فى تحقيق تغير حقيقى بمسار الحياة الحزبية .
و أوضح أن الأحزاب تقع عليها أخطاء كثيرة خلال الفترة الماضية ، و هو ما يتطلب ضرورة وقوع تصويب الحياة السياسية بما يسمح تكتل كل هذه الكيانات فى عدد أقل ، خاصة وأنه لا يصح أن يكون لدينا 104 أحزاب، ولا يوجد منها ما هو قادر على المنافسة ، وأيضا أصبحت هناك حياة حزبية ضعيفة فلا يوجد كيان قادر على خلق كوادر حقيقية .
وأشار إلى أن الأحزاب عليها أن تجتمع على مائدة حوار واحدة و تبحث و تضع ورقة عمل حول الفترة القادمة و كيفية إصلاح ما وصلت إليه الأحزاب .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة