تعتبر السياحة من أكثر الصناعات نموا فى العالم، وأصبحت اليوم من أهم القطاعات فى التجارة الدولية، وهى من العلوم الحديثة أكاديميا، لكنها من أقدم الممارسات التى سلكها الإنسان فعليا، تعدد نشاطها وأنواعها، تبعا لتعدد وتنوع أنشطة الإنسان ذاته.
ومن الكتب التى تهتم بهذه الجزئية كتاب السياحة الصحراوية، لخليف مصطفى غرايبة، والذى صدر المركز العربى للأبحاث ودراسة السياسات، وتعتبر السياحة الطبيعية أو البيئية Ecotourism أهم الأنواع السياحية وأحدثها، لأنها تقوم أساسا على التوازن البيئى، علاوة على الفوائد الاقتصادية والاجتماعية المعروفة للسياحة بشكل عام، والسياحة الصحراوية من أهم أنواع هذه السياحة الطبيعية (البيئية).
المتجول فى هذه الصحارى (وبخاصة العربية) يعرف أن فى الصحراء سرين: طعم الحرية المستمد من امتداد سطحها الشاسع الواسع، والشعور بالقناعة لبساطة هذا السطح، وكلاهما يشعر المرء بأن كل ما فى الصحراء ثمين جدا.
تمثل الصحارى ما نسبته 88 – 90 فى المائة من جسم الوطن العربى الذى بدأ يتعرض للتصحر، وتتفاوت هذه النسبة من قطر إلى آخر، لكنها تتسع وتتواصل فى قلب الوطن العربى حول مدار السرطان إلى درجة أنها تطل على سواحل البلاد العربية، كما فى حالة الصحراء الكبرى فى أفريقيا، وصحارى الربع الخالى والنفوذ والدهناء وبادية الشام فى المشرق العربي. ما يجعل هذه النسبة فى ازدياد على حساب الـ 10 فى المائة الباقية من الجسم العربى التى يعيش فيها أكثر من 90 فى المئة من السكان، الأمر الذى يجعل من الأهمية بمكان أن تفكر الدول العربية بشكل لا بديل منه فى إعمار الصحراء المليئة بالخيرات التى تشكل مقومات أساسية فى الحياة العربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة