الشيخ راغب مصطفى غلوش، أصغر قارئ للقرآن الكريم بالإذاعة المصرية، التحق بالإذاعة وهو فى سن العشرين من عمره أثناء تأديته الخدمة العسكرية بالقوات المسلحة عام 1962، وهو ابن قرية برما التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، ولد عام 1938 والتحق بالرفيق الأعلى فى شهر فبراير 2016، متزوج وله 4 أبناء ولدان وبنتان الابن الأكبر ياسر ويعمل إمام وخطيب بأحد المساجد، والثانى مصطفى يعمل بالأعمال الحرة ولديه ابنتان متزوجات ويقمن بطنطا.
حفظ القرآن الكريم دون العشر سنوات وذاع صيته بالقرى المجاورة لمركز طنطا كقارئ للقرآن وعمره 14 عاما، كان يعشق العارف بالله سيدى إبراهيم الدسوقى، منذ نعومه أظافره وكان لا يترك مولد أو رجبية للعارف بالله إلا ويحضرها مع والده.
كان عاشقا للقطب الصوفى الكبير منذ نعومه اظافره وكان يعشق القرآن وتلاوته فى مقامه إلى أن أصبح قارئا للسورة بالمسجد الدسوقى حتى وفاته.
صدر للشيخ قرار بالمنع عن قراءة القرآن بالمسجد الدسوقى بعد خلافه مع محافظ كفر الشيخ فى التسعينيات التى كان يتحدث مع معاونوه اثناء قراءة القرآن فى يوم الجمعة، وطلب منه الشيخ ان ينصت للقراءة فلم يستجب المحافظ، فما كان من الشيخ إلا أن صدق ولم يكمل القراءة وحدث بينهما مشادة كلامية تطورت إلى أن تحدث الشيخ مع المحافظ قائلا له: "أنت محافظ من ضمن 25 محافظا لكننى أنا الشيخ راغب مصطفى غلوش ولا يوجد غيرى"، وتدخل المحافظ لدى وزير الأوقاف آنذاك وتم منعه من القراءة إلى أن تم إجراء حركة محافظين وتغيير المحافظ وعاد مرة أخرى للقراءة بالمسجد الدسوقى.
ويقول نجله مصطفى راغب مصطفى غلوش إن والدهم كان يتعامل معهم كأصدقاء وليس مجرد أنهم أبنائه، وكنا نتشارك سويا كل ما نمر به من أحداث ومشاكل وأفراح، فكان أبا وصديقا للصغير قبل الكبير.
وأضاف أن والده الشيخ الراحل كان يستعد لحفلات القرآن والمناسبات الدينية والمآتم بالاستيقاظ مبكرا ثم تناول وجبه الإفطار يليها مراجعة ما أنعم الله عليه به من حفظ للقرآن، ثم يتوجه للمسجد لصلاة الظهر، ويعود للمنزل لأخذ قسط من الراحة لمدة ساعة ويسافر للمحافظات والمدن لإحياء الحفلات.
وأشار إلى أن والده كان محبا لأهالى قريته ويشاركهم فى جميع المناسبات، مشيرا إلى أن والده كان يقضى إجازة عيدى الفطر والأضحى وسط أهل قريته ويلتقى بأبناء اشقائه ويلتقى بأصدقائه بالقرية.
وأضاف أن والده كان يقضى شهر رمضان فى إحياء حفلات دينية بعدد كبير من الدول العربية، وفى آخر 10 سنوات من عمره كان يقضى شهر رمضان بإيران بدعوات من رؤساء إيران فى الفترة الأخيرة، كما أحيا حفلات دينية بدولة الكويت واستقبله الشيخ جابر الصباح أمير دولة الكويت، وأيضا سافر لدولة الإمارات، مرات عديدة والتقى بالشيخ زايد ال نهيان واستقبله بقصره كما سافر إلى باكستان والجزائر بدعوة من مدير الإذاعة والتلفزيون الجزائرى وقضى هناك 10أيام. وأمريكا وفرنسا والعديد من الدول.
وأضاف أنهم 4 أشقاء ياسر الأكبر إمام وخطيب، ثم مصطفى ويعمل بأعمال حرة، وشقيقتين متزوجتين.
وأشار أنه كان يجتمع بهم قبل السفر للخارج كان يجتمع بهم ويطلب منهم الوقوف بجانب بعضهم البعض وأن يتعاملوا معا معاملة حسنة، ويوجه لهم نصائح ووصايا بالوقوف بجانب بعضهم البعض.
وأكد أنه عند عودته من الخارج كان يحكى لنا عن الأيام التى قضاها فى الدول العربية واستقبال الأمراء والزعماء له بحفاوة شديدة وترحاب وفرحة وكان ينزل بفنادق على أعلى مستوى، ويطلب منه سكان الدول العربية البقاء معهم وعدم العودة إلى مصر، وكانوا على اتصال دائم بهم، فضلا عن الدعوات التى كان يتلقاها من بعض الأمراء للسفر والإقامة بالدول العربية ولكن كان يرفض أن يترك بلده.
وأشار إلى أن والده التقى بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وعاصر الرئيس الراحل أنور السادات لأكثر من 8 سنوات وكان هناك موقف بين السادات ووالده، حيث كان والده قارئ السورة بمسجد اسد بن الفرات بالجيزة، وذهب الشيخ لمسجد المرسى ابو العباس بالإسكندرية لقراءة القرآن فى يوم الجمعة وقتها كان هناك الرئيس الراحل انور السادات الذى اعجب بشدة بصوت الشيخ وأرسل له سكرتيره الخاص فوزى عبد الحافظ وطلب منه الذهاب لاستراحة الرئيس لمقابلته، وطلب من الرئيس السادات أن ينقل لمسجد سيدى إبراهيم الدسوقى ليكون قارئا للسورة هناك، وكانت هناك عقبة قرار وزير الأوقاف بمنع وجود قارئين للسورة فى مسجد واحدة، ووقتها أصدر الرئيس السادات قرارا جمهوريا فى فترة السبعينيات للدكتور زكريا البرى وزير الأوقاف أنذاك بنقل الشيخ راغب غلوش لمسجد سيدى إبراهيم الدسوقى على أن يكون والده قارئا للسورة مناصفة مع قارئ السورة بالمسجد، وظل والده مقرئ للسورة بمسجد سيدى إبراهيم الدسوقى إلى أن توفاه الله.
وأضاف نجل الشيخ أن والده توفى يوم الخميس 2 فبراير 2016 داخل المستشفى، وتم إبلاغ إذاعة القرآن الكريم التى أذاعت الخبر وتلقينا العديد من الاتصالات لتأكيد معلومة وفاة الشيخ، ونقلنا الجثمان لقرية برما، وتلقينا العزاء يوم الجمعة، وتوافد المئات من محافظات الجمهورية وشخصيات عامة من بعض الدول العربية.
وأشار إلى أن العزاء تم إقامته على مساحة كبيرة وبدأ فى الواحدة ظهرا عقب صلاة الجمعة وبدأ الشيخ محمد محمود الخشت فى التلاوة، اعقبه الدكتور عبد الفتاح الطاروطى، ثم الشيخ الدكتور فرج الله الشاذلى، والشيخ طه النعمانى وعدد كبير من القراء من مشايخ وقراء اذاعة القرآن الكريم، وانتهى العزاء فى الساعة الثانية صباح يوم السبت ورغم ذلك لم يتمكن عدد من القراء من التلاوة.
وأضاف ان شقيقه الأكبر تخرج من كلية الشريعة والقانون ويحفظ لكتاب الله وصوته شبيه لصوت والدنا ولكن لم يسلك نفس طريقه فى عالم القراءات.
وأشار إلى أن والده كان له ذكريات مع قراء القرآن وكان دائما يحكنى لنا عن الشيخ مصطفى إسماعيل، وأكد مصطفى غلوش نجل الشيخ إلى أنه رافق والده لمدة 14عاما ويقود السيارة له، وكانت معاملته مع القراء قوية، وكان ينصحهم بعدم الإجهاد المستمر وأخذ قسط من الراحة وعدم الإكثار من الحفلات حفاظا على الحنجرة.
واستطرد نجله أن الشيخ راغب غلوش حصل على أوسمة من الإمارات والجمهورية الإيرانية الإسلامية، والكويت. وأضاف أن والده لم يتعامل نهائيا بقسوة معهم ولكن كان دائم النصح لهم وخاصة له ويتباهى بأنه نجل الشيخ راغب مصطفى غلوش.
وأكد أن الأسرة تحيى ذكرى وفاته يوم 3 فبراير من كل عام ونحرص أن نحتفل بالذكرى يوم الجمعة، ونبلغ إذاعة القرآن ويتم انتداب قارئ وتم إحياء سهرة قرآنية وابتهالات بمسجد الشيخ راغب غلوش بالقرية.
وأشار إلى أن والده كان يشارك ابناء القرية فى المناسبات سواء أفراح أو مأتم وكان يتلو القرآن فى العزاء.
وأضاف أن والده سجل القرآن المرتل بدولة الكويت ويذاع على قناة المجد للقرآن الكريم ولم يذاع بإذاعة القرآن الكريم، ونأمل أن يتم إذاعته، لافتا أن الإذاعة المصرية طلبت من والدته تسجيل القرآن بصوته ولكن لكثرة مشغولياته لم يستطع فعل ذلك، مؤكدا أن أسرته تمتلك مكتبة تسجيلات لحفلات الشيخ "غلوش" ويحتفظون بما قرأه بمعظم دول العالم.
وأكد أن أفضل تلاوة يحب أن يسمعها لوالده هى سورة "مريم"، وحاول أن يقلد والده ولكن لم يمتلك الجرأة على السير على دربه.
وأشار إلى أن والده التقى بالشيخ محمد متولى الشعراوى أكثر من مرة، حيث طلب الشيخ الشعراوى من إذاعة القرآن الكريم إحضار الشيخ راغب غلوش لتلاوة القرآن فى افتتاح مسجد بناه الشيخ الشعراوى بقرية دقادوس بالدقهلية، وفى المقابلة الثانية فى أواخر التسعينات كان والدى يقرأ قرآن الفجر بمسجد الحسين وبعد الانتهاء صعد إليه شخص وحدد له مقابلة مع الشيخ الشعراوى، وتوجهنا له بجوار مسجد الحسين وتناول اللقاء تسجيل المصحف المرتل لإذاعة القرآن الكريم، كما التقى بالدكتور أحمد عمر هاشم فى افتتاح مسجد الشيخ راغب غلوش بقرية برما، حيث ألقى خطبة الجمعة فى ذات اليوم.
وأكد نجل الشيخ أن والده بنى المسجد فى حياته وعمل الافتتاح فى حياته وحضرت الإذاعة والتلفزيون لتغطية الافتتاح.
وأضاف أن الشيخ الراحل كان شديد الارتباط بمسجد سيدى إبراهيم الدسوقى وكان يذهب يوم الجمعة من كل أسبوع لسيدى ابراهيم الدسوقى ويفضل الذهاب اليه عن تلاوة القرآن فى العزاءات، كما أنه كان يقضى أسبوع الاحتفال بمولده بجوار المقام لتلاوة القرآن، كما أن الشيخ الراحل يعشق آل بيت رسول الله صل الله عليه وسلم وكان يجلس بجوار مقام سيدنا الحسين والسيدة زينب ويظل لمدة تتجاوز النصف ساعة يقرأ قرآن قبل أن يصعد إلى المنبر ويقرأ قرآن الفجر.
ويضيف نبيل غلوش ابن شقيق الشيخ راغب غلوش أن ذكرياته مع الشيخ كان يصليان الظهر معا بمسجد الشيخة صباح، ثم يصعد ويجلس معه بالمكتب، وكان يقوم بإعداد فنجان القهوة له بدون وش كما اعتاد ان يتناولها فى الدول العربية.
وأضاف أن الشيخ كان يعتبره واحده من أبنائه، وترك فيه أثر كبير وكان يتمتع بحنية ورحمة ومودة فى معاملته مع الناس.
وأشار إلى أن عمه كان ينزل للقرية فى الأعياد ويحضر الصلاة مع أهالى القرية ثم يقوم بجولة على منازل القرية لتهنئته أهلها بالعيد، ثم يلتف حول الكبير والصغير للاستماع إليه، مؤكدا أنه عندما يجلس معه كان يشعر بفخر شديد وهو جالس فى حضرته.
وقال: "فخر لى أنى ابن أخو الشيخ راغب ولما بنزل أى محافظة أهلها بيقابلونى بترحاب حبا فى الشيخ راغب".
أما إبراهيم أبو هلال من عشاق الشيخ راغب مصطفى غلوش ويعمل محاسب بشركة قطاع خاص فقال" علاقتى بدأت مع الشيخ فى أخر 13سنة من حياته وكنت دائما ما أسمع عنه من جدى الذى كان يقول عنه أنه يشبه فى قراءته الشيخ مصطفى إسماعيل فقلت له ذلك فرد قائلا: "الشيخ مصطفى إسماعيل مجاش ولا هيجى حد زيه".
وأضاف كان رحمه الله عليه يستمع ويشجع القراء الصغار ويأخذ بأيديهم، مشيرا أنه تأثر بالشيخ كثيرا لأنه كان له كاريزما خاصة والتقى به فى أحد المساجد كان فى حينها يقوم بالأذان، وتوطدت العلاقة بيننا وسافرت معه للعديد من الأمسيات الدينية وحضرت معه فى مسجد الحسين والسيدة نفيسة والسيدة سكينة والسيدة زينب ومسجد الفتح برمسيس والجامع الأزهر ومسجد الرفاعى، وفى كل مرة عندما كان يقرأ القرآن كان يقرأه وكأنه يقرأه لأول مرة.
وأضاف أن من نوادر الشيخ أنه فى أحد المرات وهو يقرأ فى أحد العزاءات كان هناك سمة فى أهل المتوفين أن يقوموا بتوزيع السجائر مثل الشاى والقهوة وأثناء ذلك هدد بترك القراءة فى حالة التدخين أو توزيع السجائر.
وأشار أن الشيخ أصيب بسكر الدم وهو فى الـ 35 من عمره، وظن أن نهاية القراءة حلت به إلا أنه كان دائما مجودا للقرآن ولقب بفارس القرآن الأول، لافتا أن الشيخ سافر إلى دول أمريكا وأسترليا وانجلترا وسافر إلى إيران 13مرة والتقى بعدد من رؤسائها وكان يرفض العديد من الزيارات لإيران لأسباب خاصة.
وأشار أنه سافر إلى الإمارات 6مرات واستضافة الشيخ زايد بقصره هو والشيخ محمود صديق المنشاوى والتقى الشيخ جابر الصباح امير دولة الكويت وكرمه الرئيس حافظ الأسد فى سوريا.
وأضاف أن الشيخ عرض عليه أن يكون قارئا للسورة بمسجد العارف بالله سيدى احمد البدوى بعد وفاة الشيخ محمود على البنا إلا انه رفض لارتباطه بسيدى ابراهيم الدسوقى وبأهل كفر الشيخ.
التحاقه بالإذاعة
وحدثت له نادرة حيث كان يقوم بالقراءة فى إحدى قرى مركز طنطا واتفق مع صاحب سيارة ملاكى لتوصيله لتلك القرية على أن يحصل منه على 30قرشا وكانت أجرة الشيخ آنذاك 1 جنيه وفى هذه الليلة امطرت السماء مطرا شديدا وعندما قام صاحب السيارة بتوصيله طلب منه زيادة لسوء الأحوال الجوية فأعطاه الشيخ الـ جنيه وقال له انت النص وانا النص فرد عليه انا عاوز الجنيه كله فأعطاه الشيخ الجنيه وعاد لأسرته بدون اموال.
لقاؤه بالرئيس عبد الناصر والرئيس حافظ الأسد بالجامع الأزهر عام 1969
التقى الشيخ راغب مصطفى غلوش بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس السورى حافظ الأسد فى الجمعة الأخيرة من شهر رمضان عام 1969عندما كان الشيخ يقرأ قرآن الجمعة وعقب الصلاة صافح الرئيس الأسد بحرارة شديدة تعجب منها الرئيس عبد الناصر من اللقاء الحار بين الشيخ والرئيس السورى وسأله هل تعرف الشيخ راغب فقال له نعم اعرفه ومن اشد المعجبين به وبقراءته وكان فى سوريا فى الأسبوع الأمر من شهر رمضان وهو من القراء المميزين فى مصر والعالم الإسلامى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة